آخر الأخبار

أما من مجيب لاستغاثة معبدي كنيسة المهد ؟

قاتلوا ببسالة , ووئدوا انتماءاتهم الحزبية الضيقة, ووحدتهم البندقية في خندق العزة والكبرياء , في مواجهة عدو واحد, أراد النيل من كرامتهم وكرامة شعبهم, فما هادنوا ولا استسلموا إلى قدر الضعفاء, بل قاتلوا من شارع إلى شارع, ومن بيت إلى بيت, ومن خندق إلى خندق, منهم الفتحاوي ومنهم الحمساوي ومنهم الجبهاوي, صهروا كل تلك المسميات ذات الانتماء الأصغر, في بوتقة الانتماء الأكبر فلسطين, قاتلوا بكبرياء الرجال, وارتقى منهم الشهيد تلو الشهيد مكبرا إلى عنان السماء, ولم يبخلوا في الذود عن حياض فلسطين بأرواحهم فبذلوها رخيصة لفلسطين ,,, ما أعظمهم من فرسان المجد والعطاء.

بعد حصار مجموعة من حماة الوطن , في كنيسة المهد , فكانت الصولات والجولات وما استسلموا رغم كل الحشود النازية البربرية الصهيونية, التي زحفت لارتكاب مجزرة لولا رحمة من الله بهؤلاء الأبطال, فكيف بالله,, كيف بالله,, ونحن نسمع يوما بعد يوم همومهم ومعاناتهم, يستغيثون بكلمات ينفطر لها الفؤاد, ولا مغيث,, والذي نفسي بيده أنني ومثلي الأشد وفاء وإخلاص في حب مثل هؤلاء الصناديد في الله والوطن, اخجل من نفسي وكأنني ارتكب بحقهم جرما, عندما اسمع كلماتهم, يقولون أعيدونا للعيش بين أهلنا, اشعر بذنب لم اقترفه عندما يتحدثوا عن معاناتهم النفسية والاقتصادية,, اشعر بالمهانة عندما يتحدثون عن توسلهم لإنقاذهم لعيش بكرامة,,, وربما معهم حق ولا يشعر احد بعزلتهم في "غزة" واستشعارهم بالغربة بيننا , أفشلنا بجعلهم يشعرون أننا أهلهم, أفشلنا في احترامنا لأسطورتهم النضالية ونشعرهم بكرامتهم؟؟؟ الحنين للأسرة الصغيرة لا يقابله حنين, ولكن أسال احد لماذا يستغيث هؤلاء الأبطال؟؟؟ سبع سنوات من الإبعاد الديمغرافي القسري داخل الوطن, وما استطعنا جعلهم يشعرون بكرامتهم, هل سال احد ماهي حقيقة همومهم؟؟؟ من يؤذيهم؟؟؟ إنهم لا يستحقون منا إلا كل تحية إجلال وإكبار, فهل قمنا بواجب قتل الغربة لديهم في وطنهم؟؟ أم أجرمنا بحق من أحب فلسطين وأجزل لها العطاء؟؟؟

نناشدك يا سيادة الرئيس أن تستجيب لاستغاثتهم, صحيح انه يعز علينا أن نسمع بأنهم يعانون ويتألمون ولا يستشعرون الأمان والكرامة بيننا, صحيح أننا لا ننكر عليهم المطالبة بان يكونوا بين أهلهم في بيت لحم وكل الضفة الغربية الجزء العزيز على قلوبنا من فلسطين, ولكن ما أصعب أن يشعر الإنسان بغربة في وطنه, وبجحيم في أي رقعة من موطنه, صحيح أن الاحتلال قابع خلف كل معاناتنا ومصائبنا, ولكن لابد من أسباب قهرية جعلت من هؤلاء الفرسان يعلوا صوت استغاثتهم, فأغيثوهم , نسألكم بدماء الشهداء أن تستجيبوا لندائهم الذي يحرق أفئدتنا, فإنهم الأحق بالاستجابة, لأنهم ما تأخروا عن تلبية نداء الواجب والقتال من اجل فلسطين, أعيدوهم إلى أحضان أسرهم, أعيدوا لأطفالهم وأمهاتهم البسمة, إنهم يستحقون العناء والتضحية, إن كرامتهم عندنا غالية, أعيدوا فرسان المجد لحضن بيت لحم العزيزة على قلوبنا بمقدساتها وأهلها.

إخواني يا رموز الوطن أيها الفرسان, قلوبنا معكم, وكرامتكم من كرامتنا, نفديكم بأرواحنا, فاصبروا فان فلسطين بأسرها تمر في محنة, كلنا أصبحنا نستشعر الغربة في وطننا, انتم نخبة وصفوة أهلنا, انتم حماة البيت وعماد الحلم الوطني, ففي ملحمتكم البطولية تختزل القضية, إن غزة ذاتها تواقة لاحتضان القدس والمهد وأهلها, بوركتم متضرعين إلى الله أن يستجاب ندائكم, فالرئيس أبو مازن أخ وأب لابد انه استقبل استغاثتكم, ولا اشك بأنه بذل و يبذل جهدا وطنيا في إنهاء معاناتكم,, وتذكروا ان الصهاينة مماطلين وعودتكم بالنسبة لهم هزيمة, لانهم تعودوا تصفية الرموز ,,, والله إنكم تستحقون في ذكرى تلك المعركة مهرجانا جماهيريا تخرج فيه غزة عن بكرة أبيها تحتضنكم وتحتفي بكم وتكرمكم , لكن غزة حزينة بمصابها الجلل, ففرج الله كربتها وكربكم.

وكم ستكون فرحتنا عندما نشهد موكب وداعكم وعودتكم إلى حيث أسركم وما تحبون,, وليس على الله ببعيد.

(( هؤلاء هم إخوتنا المناضلين المجاهدين, الذين تعرضوا للاقتلاع العنصري, من بين أهلهم في بيت لحم, على اثر معركة ومن ثم حصار في كنيسة المهد قبل سبع سنوات, وبعدما تدخلت جهات دولية لوقف مجزرة كاد الصهاينة أن يرتكبوها في حرم الكنيسة, وإصرار هؤلاء الأبطال على المقاومة وعدم الاستسلام, وأمام إصرارهم على المنازلة والاستشهاد فشلت خطة الصهاينة باعتقالهم أو تصفيتهم, وتم إبرام صفقة على إبعاد جزء منهم إلى دول أوروبية وجزء آخر إلى غزة, وإعادتهم بعد عدة سنوات, وما أعادوهم, فلا عهد للصهاينة,, فلهم المجد وعودتهم حق سياسي وإنساني ووطني,,, وبإذن الله أنهم لعائدون ))

greatpalestine@hotmail.com