قطار حي متحرك..على مد النظر..صبايا بعمر الورود يتمايلن بخيلاء موشين بأجمل الثياب وآخر الموضات.
تحاول الاندماج في هذا الجمع الحي , على الرغم من حرصك على التأخر في النزول الى الكورنيش تفاديا لزحمة المساء ,
الا أنك تتفاجىء بأن الزحمه لم تخف كثيرا.
على الرغم من أن اليوم لا يعتبر صيفيا بمقاييس صيفيات الساحل ..فقد هطلت الامطار صباحا على غير العاده..
ولا تزال الغيمات تحاول الاحتشاد في السماء..
-2-
مقعد..يجر عربته المحليه لوح من الخشب مركّب عليه 4 رولمانات ,
شاب يسير بجانب والدته التي تجاهد لاكمال مشوار المشي, والتي ربما تجد نفسها غريبه بهذا البوط الرياضي الذي أجبرتها تعاليم دكتور قلب ما على ارتدائه.
شاب آخر يمشي بنشاط لافت برغم العرج الواضح الذي يعاني منه والذي بدا أنه لا يؤثر على عزيمته.
مجموعه من الستينيين يمشون الهوينى وهم في نهاية مشوارهم الرياضي وتلتقط بعض العبارات من حديثهم أثناء المرور بهم... بيروت ..البيوت.. التجار..العمى بعيونن
ولك يا عمي الدولار ...واليورو؟؟
ترى مجموعة صبايا ,لا يكاد الحجاب إلا ويزيدهن بيانا وجمالا ,بجانب صبايا بالتنورة.
مجموعة سيدات في الأربعين.. يجتهدن بالمشي لاعادة بريقا بدأ يخبو ولازالة كيلو غرامات الزمن الماضي الزائده..
بائع بزر الميّال الذي ودّع آخر زبائنه جلس الى جانب جاره بائع القهوة ..وكل منهما يضيّف الآخر ما بقي معه..
قبل حساب غلّة اليوم التي لن تكون محرزه فالدنيا آخر الشهر ..!!
-3-
هناك مجموعة أفعال بشريه هي في الأساس ولكنها تنسب ظلما الى الحيوانات..فيقال:
تيّس ..وتجحشن..وتخنزر...ونفش ريشاتو..
فبجانب الموزاييك الحيوي الذي يلفتك بتنوعه وغناه على كورنيش جبله..
تجد ما يشّوه هذا التآلف الجميل..
فهذا الذي خلّف وراءه مجموعة كبيره من بقايا الميلانه -حمص فريك- تكفي لعائله كامله في دار فور.
وهذا الذي ألقى ببقايا العبوات البلاستيكيه للقهوه والبطاطا والمياه على طول الكورنيش كخنزير بري..
كنت أهم بانهاء مشواري عندما لفت انتباهي سائق سياره رانج روفر ..يحاول أن يصف سيارته في مقابل قهوة الزوزو
كان من الواضح أن المكان لا يتسع لها..
فمارس جميع الأفعال السابق ذكرها دفعة واحده..
-4-
جبله ...يا بنت الصخر والبحر..
من أين تأتين بكل هذه الحيويه برغم الموات والخراب الذي يكبر من حولك...
من أين تأتين بكل هذه الحريه برغم كل محاولات خنقك وأسرك.