لو كان هناك "تيس" جالس بالخطأ بين الحضور الكرام وشارك فى هذه المسخرة لما صدق ماسمعت أذنيه وما رأت عينيه أو ربما لسقط التيس المسكين مغشيا عليه من شدة الشفقة على أداء البهلوانات المبتذل وسماجتهم ، وذلك عندما طالب هؤلاء البهلوانات سالفو الذكر والذين نظموا مؤخرا ندوة بعنوان (الأسرة والشريك فى المهجر ، التغلب على مشاكل الخلافات الزوجية ) فى قاعة بأحد أحياء العاصمة النمساوية فيينا...طالبوا بنبرة تهديدية الكتاب والصحفيين والاعلاميين باخلاء القاعة والا فانهم سيجدون أنفسهم مضطرين الى فض الندوة متذرعين بحجج واهية أقل ماتوصف به بأنها ترهات وسخافات لم يسبق لها مثيل.
المهرجون البلهاء المتنكرون بملابس رسمية وقعوا فى شر تياستهم ونسوا أو تناسوا بأن الدعوة كانت عامة ونشرت باللغتين الالمانية والعربية على موقع انترنت يصدر بالنمسا ويهتم بشؤون الجاليتين الاسلامية والعربية ، ولم يشر الاعلان المذكور أعلاه لا من قريب ولا من بعيد الى أن وقائع الجلسة سرية .
مايثير الاستغراب هو الاقبال الشديد على هذه الندوة ، الأمر الذى فسره البعض على أنه شذوذ عن المألوف فى ظل الكساد السائد فى سوق المحاضرات والفعاليات الخمجة والتى لا تلقى رواجا الا لدى منظميها وزوجاتهم وهم فى الغالب رؤساء مؤسسات وهمية لايمونون حتى على أنفسهم ويحاولون بشتى الطرق الملتوية الضحك على لحى المغفلين والاستفادة من الدعم المالى الذى يقدمه المجلس البلدى17 والمعنى باندماج الأقليات فى النمسا ..
ترى ماالذى كان متوقعا حدوثه خلال انعقاد الندوة التى كانت أشبه بالسيرك وخجلوا من انكشافه للرأى العام والذى تم بموجبه طرد الصحفيين والكتاب بهذه الطريقة الفجة ولماذا مارس طهاة اللقاء دكتاتورية هشة لا تصلح فى النمسا ؟؟ وهيىء لهم فى نشوة كاذبة بأنهم قادرون وبدون سند قانونى على كبح جماح أقلام هدفها الحفر فى صخر الباطل لاظهار حقيقة غالبا ماتكون موجعة للظلاميين .
تنويه : مهندسو الندوة أو بالأحرى منظموا السيرك كانوا مندسين بين الجمهور وليس من سلطت عليهم الأضواء...أى بالعربى ليس الذين أرتضوا على أنفسهم أن يكونوا " فى بوز المدفع" كما أراد أن يوحى بذلك المتحذلقون ممن يعملون خلف الكواليس ، واللبيب بالاشارة يفهم...