"
سأموتُ اللَّيلة في بيروتَ
سأُصْلَبُ في الحمْراءْ
ليكون للُبنانَ رجاءٌ
وحياةٌ للشُّهداءْ
ياشعبي..
مُتَّحَدٌ بالمجْدِ أنا
مُتَّحَدٌ بالموتِ أنا
بالذُّلِّ
بأوجاع الفقراءْ
وَيَداكَ صَليبيَ
تنبسطانِ مِنَ الجولانِ إلى سيناءْ
في ظِلِّ صُراخٍ ضَوئيٍّ
يسْطَعُ في الزُّرْقَهْ
وهَديرٍ يأتي مِنْ غَزوٍ كَونيٍّ
في زَهْوِ سَرادِقَ
ورجالٍ تحتَ الرَّاياتْ
في وَسْطِ هَياجٍ مُتَّصِلٍ
بعباداتٍ وَثَنِيَّهْ
أرْفُضُكُمْ ..
وأسافِرُ وحْدي ملِكاً
مرْفوضٌ هذا العَدْلُ
وباطِلةٌ أزمِنةُ القُوَّهْ
مرْفوضٌ فرحُ المغتصبينَ
ربابنةِ القمْعِ الآتينَ
على السُّحُبِ النُّوَوِيَّهْ
أنتمْ
يا مَنْ نَهَبوا أيَّام الرَّاحةِ
والنِّسْيانْ
وأقاليمَ اللَّهْوِ
المُتوَهِّجِ في قلْبِ الإنسانْ
أُرْسِلْتُ لأشْهَدَ للضُّعفاءْ
لملوكِ المأساة النُّبَلاءْ
لأقيمَ الصُّلْحَ مع الأوجاعِ وأنهي الغربةَ
في الغُرَباءْ
أغنيةً جئتُ
وفي سَفَري أمْنَحُ أسمائي للأشياءْ
مُخْتَزَنٌ سرُّكَ فيَّ
كما في الرَّمْلَةِ تُخْتَزَنُ الصَّحْراءْ
إذا تأخرت بالنوم فلن تغني لك الحساسين
ولن يحييك وجهي
لأنني أمشي مع النهار .. لا إلى قرار
أنا تأخرت بالنوم لأحلم أكثر .. بعينيك أكثر
الريح كانت غافية فسقطت عن حائط .. وكسرت جناحها ففي المدى نواحها
لا عمر للأسامي
اسماؤنا أكبر منا كانت، كانت قبل أن كنا
أحبّكِ من دون إسمٍ
أحبكَ من دون مجدٍ
وحتى سقوط آخر تاج
وحتى سقوط الغمامة بالنهر
وحتى جفاف الينابيع بين التلال
محال”
يا بيروت المتأنقةُ
على باب الصحراء
شمس المشرق انتِ ...
تلجٌ
وحضاراتٌ عبرت
وحطام نبوءات انتِ...
بعطايا البلدان
يأتي البحر اليكِ،
وتجارتك الغيبُ
وبالاسمنتِ علوتِ...
حين تعاظم فيك المالُ
وقعتِ
لا أسوار
ولا أبواب
سجدنا
قبلناه ترابك ثم دخلنا
من أبواب الله دخلنا
من باب الحرية
والحرية باب الله
معنا دخلت
كل شعوب الله