آخر الأخبار

أنا عندى نووي... تبرع ولو بدولاريا لجنة السياسات!!

(1)

لجنة السياسات فكرة خبيثة

حين استقر رأيهم- ولا تسلنى من هم فيبدو أنهم خفافيش الظلام الحقيقيون- على عدم تكوين حزب يسمى حزب المستقبل اشتقاقا من جمعية جيل المستقبل اختمرت فكرة توريث الحكم فى مصر عبر لجنة فرعية بحزب لم يختبر قوته خارج السلطة ولعل تلك الفكرة الخبيثة والتى تؤكد تقارير عدة أنها وليدة ضغط الأم قد تسربت إلى العائلة من العدوى التى جاءتنا من الدول المحيطة - وتحديدا سوريا والعراق ومن ثم انتقلت منا إلى الدول المحيطة - وتحديدا ليبيا واليمن، ولربما اختمرت تلك الفكرة الخبيثة من فرط الفساد ومن ثم حماية للعائلة من القصاص!

على كلٍ، فى ظل انعدام الشفافية، وسيادة الغموض، وتسلق المنافقين، وضجيج السوقة يصعب التكهن بمتى اختمرت تلك الفكرة الخبيثة ولم؟! لكن المؤكد أن لجنة السياسات صارت إحدى ذراع الحكم القوية وباتت وكأنها الحاكم الرئيس فى مصر، ولقد ساءت سمعة تلك اللجنة لأنها امتداد لحزب فاشل، عُرف عن نوابه أسماء يندى لها جبين الأحرار مثل نواب الكيف- نسبة إلى المخدرات، ونواب فلانة ( نسبة إلى الدعارة )، ونواب القروض (نسبة إلى تهريب أموالنا للخارج، وسرقتها من البنوك) ونواب البلطجة وغير ذلك مما هو معروف وشائع حتى إن بعض الأعمال الفنية قد تناولت ذلك فى معالجاتها للواقع المصرى.

وهناك سمات خاصة تجمع أعضاء تلك اللجنة لا تعبر عن المصريين حيث أعضاؤها من طبقة رجال الأعمال غالبا، وهم حديثو السن، ومتعددو الجنسيات، وقليلو الخبرات السياسية، ووثيقو الصلة بالغرب نشأة وثقافة وفكرا، وغير ذلك. ومن ثم نقول إن مآل هذا الحزب بلجنة سياساته إلى الزوال- أو على أحسن تقدير سيصير حزبا ورقيا كشأن غالبية الأحزاب المصرية الآن- حين يحدث أمران: التوريث عن الوالد، أو منع التوريث... حيث تصبح الحاجة لوجود لجنة السياسات فى الحالتين معدومة فهذه اللجنة صنعت خصيصا من أجل صناعة رئيس لمصر من لا شيء اللهم إلا أن يكون كل مؤهلات مسئولها أنه نجل الحاكم شأنه شأن أبناء حكام اليمن وليبيا ومن قبل كانت سوريا والعراق.

(2)

أنا عندى نووي تبرع ولو بدولار

اعتاد المصريون على النظر بعين التشكيك لكل مشروع فيه مصلحة لمصر كمشروعات توشكى وشرق العوينات وفوسفات جبل أبى طرطور والجسر المصرى السعودى، ولو تحدثنا عن المشروع النووى المصرى - كنموذج لما نستشهد به ههنا- فهو خطوة مهمة لا يمكن التقليل منها، وكم كنا نرجو أن نستكمل هذه الخطوة منذ الستينيات، فهى خطوة رغم أهميتها البالغة قد جاءت متأخرة رغم التشكيك فى قدرة حكامنا على الوفاء بها لا علميا وإنما سياسيا لاعتبارات كثيرة علمنا إياها مواقف نظام الحكم من كل قضية فيها مصلحة لمصر وما إلغاء الجسر المصرى السعودى عنا ببعيد كما ذكرنا آنفا... وطال التشكيك كثيرا من بنى وطنى حتى بتنا نرى مثل تلك التساؤلات: ترى هل ينجح الفاشلون فى ضبط الأسعار أن يؤمّنوا المشروع النووى؟ أم هل ينجح الفاشلون فى توفير رغيف الخبز فى إدارة محطة نووية؟! أم هل ترى من يفشلون فى الإصلاح السياسى أن ينجحوا فى إدارة المشروع النووى؟ أم ترى سيزيد الفاشلون أعباء المواطنين من أجل إقامة المشروع النووى على غرار" أنا عندى نووى ممكن تساعدنى تبرع ولو بدولار"؟ وكيف وقد أرهق المصريين رغيفُ الخبز؟!!

ومن خارج السياق يرى كثير من الناس أن مصر تتأخر بنجل مبارك ومن معه ممن يمتصون ثروات البلاد بالفساد والبيع والنهب و كيف نأمن على أوطاننا حين يلوح لنا سفهاؤنا بالطاقة النووية وهم قد عجزوا عن منع تسريب امتحانات الثانوية العامة؟! كيف؟!

(3)

قادة فاشلون

كم هو مؤسف أن تختزل قضايا دولة كمصر فى توفير الخبز للمواطنين ويا ليته وجد بوفرة، إن مؤسسة الحكم عندنا فشلت حتى فى توفير الخبز للمواطنين، يا ليت شعرى فكيف بمن ينادى بنهضة علمية وتكنولوجية وإصلاح سياسى؟!! يا لها من مهزلة!!

ابتلينا بفريقين يتصارعان تصارعا ناعما وكلاهما فاشلان: أحدهما يفهم قليلا فى سياسة ترويض الشعب لكنه فاشل اقتصاديا، والثانى قد اختطف مصر رغم فشله فهو وإن كان يفهم قليلا فى الاقتصاد لكنه يجهل فقه السياسة لا سيما سياسة ترويض الفقراء!!

والأمر يشبه سيارة تسير بسرعة كبيرة نحو منحدر فيه الهلاك ويتصارع على قيادة تلك السيارة السائق الفاشل والراكب الجاهل ولا يدرى كلاهما لفرط الرغبة فى الاستحواذ بالسيارة أو لفرط الرغبة فى تأمين ممتلكاتهما بأن السيارة على وشك الانهيار إن اليوم أو غدا!!

خاتمة وملاحظات

يقول تعالى " إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ " يونس81، وفى هذا إشارة للذين يراهنون على إصلاح الفاسدين أن رهانهم خاسر، واجتثاث المفسدين ضرورة لتأمين مستقبل أبنائنا، ولولا أن يدفع الناسُ المفسدين لهلك الحرث والنسل، وكيفية ذلك الاجتثاث منوطة بالقادرين من المصلحين لولا أن يتخاذلوا فيحق علينا قول ربنا" وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ " القصص59، وإن من الظلم البين تأييد الظالمين أو تبرير أفعالهم وتزيينها للعامة، والتخاذل عن نصرة المصلحين...وما أجمل قول الله تعالى"" وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ " هود117 وفى هذا - وهو يكفى - تذكرة ناجعة للذين لا يريدون علوا فى الأرض ولا فسادا، وإنما يريدون إصلاحا ورحمة.