نحن هنا مع رحلة المتاعب في حياة فيلبي، كانت الحرب العالمية قد بدأت فبدأت مشاكل الرجل مع الملك عبد العزيز، بالغ الحاج فيلبي في وقوفه ضد بلاده وضد الحلفاء، فتنبأ الملك بأنه سيواجه السجن، ولكن فيلبي غادر المملكة من دون رغبة الملك فيما يبدو، فنصح الملك السلطات البريطانية بتفتيشه.
رحلة المتاعب بدأت بالاعتقال في الهند، ثم في بريطانيا والحرمان من السفر لأميركا. مثلما قادت الى صراع بين المخابرات والداخلية والخارجية، فانقسموا في داخلهم، وضد بعضهم في قانونية الاعتقال. لتمضي الاثارة ملازمة لفيلبي اينما ذهب.
* بدأت مشاكل فيلبي
* وثيقة رقم: 76B
* التاريخ: 16 فبراير (شباط) 1940
* من: مفوضية جدة
* الى: الخارجية 1 ـ ظل فيلبي، ومنذ وصوله الى جدة قادما من الرياض، يطلق العنان، وفي العلن، لاحاديث حافلة بعدم الولاء والانهزامية امام المتعاطفين معنا والمحايدين.
2 ـ توجهه، والذي وصفه نظيري الفرنسي هنا، وفي برقية لحكومته، بأنه مشين، يكمن في الآتي: لم يكن على الحلفاء الدخول في حرب غير ضرورية، وربما تدمر العالم، وسيكونون ملزمين، بمرور الزمن على الوصول الى سلام مع هتلر. خدمة الاخبار البريطانية جديرة بالاحتقار، والاخبار عن الخسائر في البحرية يتم تزويرها عن عمد.
3 ـ اشار في محادثة اخيرة له مع الوزير الفرنسي الى عرض قدمه له مكتب الحرب لاستخدامه، وقال ان ذلك لم يثمر عن شيء، لأنه فشل في الحصول على تأكيد بالاستقلال التام للدول العربية بعد الحرب. من البديهي انه ليس لحكومة جلالة الملك نوايا في استخدام الوعود على نصوص قيد الدراسة. واذا كان ابن سعود قد ارسل اليه داعيا له من بريطانيا، فلأن ابن سعود كان يريد معرفة (الحقيقة) التي شعر انه لم يستطع الحصول عليها من الممثلين البريطانيين الذين كانت شفاههم مغلقة رسميا. رغب ابن سعود في البقاء محايدا، وهو ليس اكثر تعاطفا مع الحلفاء عنه مع قضية المانيا.
4 ـ ومع اني قد جمعت معلومات من حافظ وهبة وآخرين بان ابن سعود لا يضع ثقة كبيرة في فيلبي، الا اني اتفق مع زميلي الفرنسي، بأن حمل آراء مثل هذه، من قبل انسان لديه دخول دائم في مجلس ابن سعود، يحمل خطرا سياسيا.
* الجوازات تتآمر ضده
* الوثيقة: 97A
* التاريخ: 27 يونيو (حزيران) 1940
* الجهة: مكتب الجوازات.. وزارة الخارجية.. الاستخدام الرسمي فقط
* الموضوع: هاري سانت جون بردجر فيلبي
* يحمل جواز سفر رقم 395768 الصادر من لندن بتاريخ 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 1937 من مواليد سيلون، 3 ابريل (نيسان) 1885.
* الطول: 5 أقدام، 8 ونصف بوصة.
* لون العينين: أزرق.
* لون الشعر: بني.
* هذا الرجل الآن بالسعودية. كان في السابق عضوا بالخدمة المدنية الهندية والتي تقاعد منها عام 1925. ومنذ ذلك الوقت اصبح مصدر ارباك لحكومة جلالة الملك البريطانية بسبب اتجاهاته المعادية لبريطانيا. وقد اصبحت تلك الاتجاهات اكثر حدة منذ انفجار الحرب الحالية فيما تم اتخاذ وجهة نظر جادة تجاه عدم ولائه ودعايته الانهزامية.
ولذلك ذهب التقرير الى انه من غير المرغوب منحه اي تسهيلات تمكنه من السفر للشرق. ولذلك، واذا ما قدم جواز سفره، لأي هدف، لمكتبكم، فيجب حجز الجواز، ومنحه وثيقة سفر اضطرارية، سارية المفعول، ولرحلة واحدة للمملكة المتحدة. كما يجب عدم اتخاذ اي اجراء، مهما كان، من شأنه ان ينتج عن اشعار فيلبي بانذار غير ناضج بشأن العودة او البقاء في السعودية.
جي. دبليو. ستافورد كبير ضباط الجوازات معنون لـ: قنصل جلالة الملك وضباط رقابة الجوازات يتشاجر مع الملك عبد العزيز ومع ذلك يحميه وثيقة رقم: 76 التاريخ: 30 يونيو 1940 من: ستونهيور ـ بيرد الى: الخارجية برقيتي رقم 29. تحدث لي الامير فيصل في مقابلة اخيرة حول فيلبي، الذي يتشاجر مع الملك عبد العزيز باستمرار نتيجة قول فيلبي ان الكارثة العسكرية في فرنسا جاءت (بسبب) فشل بريطانيا في اتخاذ المبادرة بغزو بلجيكا وهولندا. ردود فعل الملك جاءت حاسمة بأنه ودع او اوقف توقعاته بان لفيلبي مشاعر حميمة تجاه بلاده، مع تقديره لكفاءاته في الحديث.
الامير يعتقد ان فيلبي يرغب في مغادرة السعودية، وانه اصبح يتعمد دفع الملك الى فصله. الملك لن يدعه على اية حال يذهب، لأن الملك على قناعة بأن فيلبي سيواجه السجن، او ما هو اسوأ، اذا وقع في ايدي السلطات البريطانية.
وهي القناعة القائمة بأن توجهات فيلبي كان لا بد وان تقود الى اعتقاله في فترة الحرب، وهذا هو ما قاد ابن سعود الى دعوته للرياض.
* الملك يضعه تحت الرقابة
* وثيقة رقم: 76B
* التاريخ: 1 يوليو 1940
* من: ستونهيور ـ بيرد. جدة
* الى: وزارة الخارجية
* برقيتي رقم 126، (اقوم باعادتها الآن الى الحكومة الهندية) 1 ـ تسلمت هذا الصباح رسالة من ابن سعود احاطني فيها ان فيلبي سيغادر البلاد وقد طلب منا تسهيلات لرحلته. ويعتقد الملك ابن سعود ان فيلبي مختل العقل، فهو لا يكف اطلاقا عن كيل اللعنات والاساءة والاحتقار للحكومة البريطانية. قال فيلبي للملك ابن سعود انه يرغب في السفر الى الهند واميركا من اجل تعبئة اعلامية مناهضة لبريطانيا. ابن سعود اصدر اوامره للسلطات السعودية بأن يراقبوا فيلبي عن قرب خلال تحركات المغادرة، وان يبلغوه انه واذا ما واصل الحديث العدائي لبريطانيا فانه سيعرض نفسه للسجن. تلقى سلفا تحذيرا في هذا السياق من القائمقام.
2 ـ قبل تلقيه هذا التحذير، علق فيلبي، في حضوري وحضور بعض البريطانيين والاجانب الليلة الماضية، بأن الاخبار الاذاعية، من لندن مجرد هراء وضيع. حين طلب منه بشدة ان يحسن السلوك، تحول الى انسان عنيف، فأخبرته بأنه لن يلقى الاستقبال مني مستقبلا ولا من اي منزل بريطاني.
3 ـ يقول فيلبي في طلبه المقدم لنا في القنصلية باذن دخول للبحرين بما يأتي: يغادر جدة للبحرين يوم 17يوليو، يغادر البحرين الى بومباي يوم 28، يغادر بومباي الى اميركا 10 اغسطس (آب) على ظهر السفينة ادامز.
اعتقد انك توافقني الرأي، بأنه سيكون من غير المرغوب فيه جدا ان نترك فيلبي يسافر الى اميركا. من الممكن مراقبة نشاطاته عن قرب في الهند، واشعر ان من الافضل ان يبقى هناك تحت الرقابة المشددة خلال الحرب، واثق ان الحكومة الهندية ستكون راغبة في استقباله.
* ويوصي بريطانيا بتفتيشه
* وثيقة رقم: 76
* التاريخ: 21 يوليو 1940.
* من: ستونهيور ـ بيرد. جدة.
* الى: وزارة الخارجية. عاجل.
1ـ انظر برقيتي رقم 154 للخارجية.
2 ـ ارسل لي الملك ابن سعود رسالة مفادها ان لديه من الاسباب ما يدفعه للاعتقاد بان متاع فيلبي يحتوي على خطابات ومقالات ذات نبرة معادية لبريطانيا، والتي سيحاول ان يهربها الى البحرين (عبر) اصدقاء. يشعر الملك ابن سعود ان حكومة جلالة الملك ربما تعتقد ان من الحكمة تفتيش متاعه.
ويقول الملك، ان فيلبي صديق له، ولكن المصالح تأخذ الاسبقية بالنسبة له على صداقاته الخاصة.
«معاد للهند. البحرين».
* وفعلا.. فتشوه.. واعتقلوه
* وثيقة رقم: 63
* التاريخ: 18 اكتوبر (تشرين الاول) 1940
* الى: المفتش
* الموضوع: هاري سانت جون فيلبي ـ 55 عاما، اعتقاله بموجب اللوائح 18B من قانون الدفاعات (العام) لعام 1939.
ارجو ان احيط بان المذكور اعلاه قد وصل الى هذا الميناء على ظهر السفينة اس. اس. «مدينة فينيس» يوم 17. وتم اعتقاله على الفور وحجزه في الغرفة الرئيسية (برايدويل) قبل ترحيله الى سجن ليفربول.
تم تفتيش غرفته بالسفينة ومتاعه، وهو شخصيا بدقة، وقمت باحتجاز عدد من الوثائق والاوراق، وهي مرفقة. كذلك قام ضابط الجوازات جينيسي باحتجاز جوازي سفره رقم 395768 و168244 وارسلهما لوزارة الداخلية. احاطني احد الركاب، لا يريد الاشارة لاسمه، ان فيلبي كان يستمع دائما خلال الرحلة للاخبار الالمانية، واخبرهم بعدها بكم عدد الطائرات البريطانية التي تم اسقاطها، والاخبار مشابهة.
حين تم تفتيشه في الغرفة الرئيسية، وجدنا بحوزته 92.9.11 جنيها استرلينيا و850 دولارا، و55 روبية و3 قطع حديد من عملة اجنبية، وكذلك رخصة قيادة برقم 117476 و430798/2 صادرة من مجلس كاونتي بلندن. كذلك كان من بين متاعه، 7 نسخ من صحيفة «تايمز». 8 نسخ من صحيفة «مانشستر غارديان»، 3 نسخ من «فريتاون ديلي غارديان»، 3 نسخ من «سيراليون ديلي ميل»، 3 نسخ من «ناتال ميركري»، نسخة من «اوفرسيز ديلي»، ونسخة من «ديربان ديلي نيوز».
ارجو ان اقترح ارسال صورة الاعتقال الاصلية لوزارة الداخلية، مع نسخة من هذا التقرير، وكذلك ارسال نسخ من هذا التقرير مع الوثائق المرفقة الى المخابرات (M.I.5).
* مثير وهو طليق.. وهو سجين
* وثيقة: 61A
* التاريخ: 21 اكتوبر (تشرين الأول) 1940
* عزيزي في. في: كتبت لك في اليوم التالي عن سانت جون فيلبي، وتكرمت انت باعطائي تقريرك، وقد ارسلته، دون الاشارة لاسمك، الى وزارة الخارجية للتقييم. امتلك الآن ردا من ويلسون ـ يونغ يقول ان وزير الداخلية قد اصدر امر الاعتقال بموجب قوانين الدفاع 18B، والذي سيكون ساري المفعول بمجرد وصول فيلبي على ظهر الباخرة اس. اس. «فينيس» التي غادرت كراتشي يوم 18 اغسطس (آب). ربما يكون فيلبي الآن في سجن بريكسون.
ويلسون ـ يونغ، اضاف الملاحظة الشخصية الآتية على خطابه: «ربما يقودك الاهتمام الى معرفة ان الادارة المعنية هنا لا يمكنها ان توافق على التقارير التي قدمها المخبرون حول فيلبي.. تراهم كتبوا يقولون:
بالنسبة لفطنته السياسية (يذهب تقرير المخبر التابع لك) فهي تثير طيفا من الاسئلة، اما بالنسبة لعدم ولائه، فذلك غير صحيح، ومناف للحقيقة، والتي هي: في عالم فيلبي لا يوجد غير فيلبي، والولاء وعدم الولاء بالنسبة له مجرد كلمات.
انا لا اعرف شخصية الانسان في وزارة الخارجية، اعني الذي قام بكتابة مثل هذا التقرير، ولكن، وبوضع ما تقول في الاعتبار، لا استطيع ان اتجاهل شعوري بان تلك ملاحظة شديدة الغباء، وان خطأ فادحا قد وقع. هل تعتقد ان هناك اي شيء يمكن عمله؟ خاصة في ضوء الحقيقة القائلة بان ابن فيلبي لا يزال في الخدمة معك؟
مخلصك توقيع غير واضح
* المخابرات تعترف بالخطأ الفادح
* وثيقة رقم: 64A
* التاريخ: 26 اكتوبر 1940
* من: كابتن جي. ليديل. المخابرات M.I.5. شخصي وسري
* إلى: جاي
* المرجع ملفك الخاص بتاريخ 21 اكتوبر 1940 فيما يخص سانت جون فيلبي.
اتفق معك ان واحدا من اقبح الاخطاء قد تم ارتكابه، واذا لم يكن هناك دليل مادي، وما هو ما لم اجده، في ملفات وزارة الخارجية، لا استطيع التصديق بان هناك ما يكفي ضد فيلبي في مسألة اعتقاله. انا افترض انك لم تروج لمسألة اعتقاله، او انك تعرف، لحد التأكد، الارضيات التي قبلتها وزارة الداخلية في تبريرها لتوقيعه على امر اعتقاله. واذا لم يكن ويلسون ـ يونغ يملك الكثير، مما يهتم هو بالاشارة اليه، فان من السهل تصوير الاجراء ضد فيلبي كنوع من الخبث السياسي، وليس لدي شك، انه وحين تجيء الظروف، وهي آتية بلا شك، لمذكرة هيربرت موريسون، فستكون هناك ضجة لزجة ومشبعة بالعفن.
وبما ان هذه قد لا تكون حالتك، او موقفك، وبما اننا نملك بعض التبرير في اهتمامنا بالامر، فيما يخص استخدام كيم فيلبي في قسم الدفاع، فاني سأطلب من هوبكنسون اذا كان من الممكن رؤية الاوراق، وسأحيطك بما تحمله من حيثيات وراء الاجراء.
مخلصك كابتن ليديل
* حاشية: على الوثيقة ختم يقرأ: هذه نسخة، لان الوثيقة الاصلية اعيدت للقسم بموجب فقرة 3 (4) من قانون السجلات العامة لعام 1958. وبخط اليد ملاحظة تقرأ: مايو (ايار) 2002. «الشرق الأوسط».
* الخارجية مع الاعتقال.. ليست ضد الافراج
* وثيقة رقم: 76B الخارجية
* التاريخ: 12 ديسمبر (كانون الأول) 1940
* إلى: عزيزي جورج. سري للغاية
* شكرا على خطابك بتاريخ 7 ديسمبر عن فيلبي.
ارفق لك نسخا من البرقيات القادمة من جدة تتعلق بنشاطات فيلبي المؤذية بعد عودته للعربية السعودية نهاية عام 1939، تمت التدابير وفق نتائج هذه التقارير، وبالتشاور مع مكتب الهند، لجهة خطوات لا بد من اتخاذها لتأكيد ان فيلبي، واذا ما غادر السعودية، لا بد ان يرسل الى انجلترا، وعدم السماح له بأي اذن يزور به الشرق الاوسط. وبما ان فيلبي، قد تشاجر اخيرا مع ابن سعود وغادر البلاد في طريقه الى اميركا لممارسة نشاط عدائي هناك، فقد تم اعتقاله من قبل الحكومة الهندية بموجب اجراءات الدفاع وارسل الى هنا، وقد اخطر مكتب الهند وزارة الداخلية بموعد وصوله، وقدم الاسباب التي دعت لاتخاذ الاجراء ضده. وانه، بناء على هذه المعلومات، وليس بناء على اي تحريض من الخارجية، والتي لم تتخذ اي اجراء في الموضوع، فيما لم يتم تقدير آرائها، جاء قرار وزارة الداخلية باعتقال فيلبي. وكل الذي يهمنا في كل هذه القضية هو عدم السماح له بالسفر للخارج.
علاوة على ذلك، اريد الاضافة، بأني لا اعارض قرار وزارة الداخلية، ولا نرى سببا محددا، في ضوء المعلومات التي لدينا، لماذا يتم الضغط عليهم لمراجعة القرار من الجهة الاخرى، فاننا لن نعارض وبلا شك اطلاق سراحه، بشرط بقائه في بلاده. اعتقد ان ناتج انفلاته انه تحدث بالكثير الفارغ امام المفوضية بالعربية السعودية واناس آخرين في الشرق الاوسط، ولكن، وفي النهاية، فأي انسان يعرف فيلبي كانسان مهووس وان آراءه لا تؤخذ مأخذ الجد.
اليك كادوجان ارسلت نسخة من هذه الرسالة الى العقيد هاركر بالمخابرات M.I.5.
* المخابرات تتبرأ..
* وثيقة رقم: 78A
* التاريخ: 29 يناير (كانون الثاني) 1941
* عزيزي لينوكس: بالاشارة لخطابك بتاريخ 7 يناير 1941 فيما يتعلق باتش. سانت جون فيلبي، علمت انك ومن وقتها تحدثت الى بلشر، والذي احاطك انه، وبرغم ان استئناف فيلبي لم ينظر بعد من قبل اللجنة الاستشارية، الا ان من المرجح، مثوله امامهم في بحر الاسابيع القليلة القادمة.
لا علاقة للمخابرات (M.I.5) باعتقال فيلبي بموجب قانون الدفاع، الامر 18B. الاعتقال تم من قبل وزارة الداخلية تنفيذا لتعليمات وزارة الخارجية، ولعلمك الخاص، فالمادة في الحالة ضد فيلبي تجيء من سلوكه وبعض تفوهاته في العربية السعودية منذ اندلاع الحرب.
مخلصك آر. كي. دي. رينتون والداخلية تريد الدليل وثيقة رقم: 77B التاريخ: 25 يناير 1941 من: وزارة الداخلية. اللجنة الاستشارية عزيزي: هيل. المخابرات M.I.5 فيما يتعلق بحالات الاعمال الضارة بالامن العام.. الخ والتي تسلمنا بموجبها «اسباب الأمر» من وزارة الداخلية من خطابي بتاريخ 18 يناير، فالحالات تلك هي:
ـ اتش. سانت جون فيلبي ـ جي. ال. لوكهارت (عبر المخابرات M.I.5) لم نتسلم حالات ذات طبيعة عدائية او ذات ارتباط بها.
توقيع..
الوزير
* لا للعودة للسعودية
* وثيقة رقم: بلا رقم
* التاريخ: 25 نوفمبر 1941
* سيدي: بالاشارة الى طلبك بشأن اذن خروج يمكنك من السفر الى جدة بالسعودية للاقامة وممارسة نشاطات تجارية هناك، احيطك بان طلبك قد حظي بالعناية الكاملة، ومع ذلك، تقرر عدم منح اذن خروج.
مخلصك جي. دبليو. ستافورد المدير معنون الى: هاري سانت جون فيلبي 18 اكول رود N.W.6
* المخابرات الكينية: فقد وده مع الملك
* وثيقة رقم: 36A
* التاريخ: 7 مايو 1938
* الموضوع: شؤون عربية
* مصدر الاصل: تقرير المخابرات الكينية قيل ان مستر سانت جون فيلبي، موظف الخدمة المدنية الهندية السابق، والذي اعتنق الاسلام واقام بالعربية السعودية، قد فقد الكثير من التأثير الذي كان له يوما مع الملك ابن سعود. اسباب ذلك لم يعلن عنها على اية حال.
بدون اي تقديم، دعوا قلم الحاج فيلبي يتحدث..
نحن هنا امام وجه آخر، ليس الرحالة، وليس السياسي، وليس الاداري، او الروائي او الرحالة..
نحن امام خبير بشؤون النفط، استقصاه في السعودية، والعراق وايران، عرف الشركات، وساهم كما يزعم في رسو عطاءات التنقيب على شركة اميركية.
ان فيلبي في وجه آخر لم تكشف عنه كل الحلقات السابقة، ولا تكمله هذه الحلقة الاخيرة، لان هناك القليل المعلق حول هذه الشخصية، ونعد بعرضه في الوقت المناسب.
أعلن في 12 يوليو (تموز) ان المفاوضات المتعلقة بمستقبل النفط ستلتئم قريبا في واشنطن، وسيقود الفريق البريطاني اللورد بيفربروك الذي سيصطحب مستر آر. كي. (وزير الدولة) ومستر جي. لويد (رئيس مجلس حماية النفط) ومستر آر. اسختون (وزير المالية لشؤون الخزانة مع السير وليام براون ككبير للمستشارين الفنيين)، وستكون المفاوضات استمرارا للمناقشات الاخيرة في واشنطن على المستويين الاداري والفني، فيما توحي قوة الفريق البريطاني انها قد توصلت الى الاهمية العظمى للنتائج المرضية للمفاوضات القادمة.
الولايات المتحدة الاميركية ستواجه المفاوضين البريطانيين بفريق مماثل من اصحاب الوزن الثقيل بقيادة كورديل هال، ولا توجد هناك اقتراحات فيما عدا ثنائية المناقشات، رغم ان روسيا وهولندا وفرنسا، في عداد القوى المهتمة، الا انه لم تتم دعوتها، بصورة مباشرة او غير مباشرة، للانضمام للمحادثات، المتعلقة بدول مثل ايران والعراق والسعودية ومصر والدول الاخرى التي ستتأثر مباشرة بأية نتائج تتحقق. لم يحطنا احد حول المنظور الحقيقي وطبيعة المحادثات وما ستكون عليه، ولكن من الممكن الافتراض، اعتمادا على طبيعتها الثنائية، ان هدفها سيكون تحقيق كيان انجلو ـ اميركي تجاه تلك الدول المنتجة للنفط، والتي تملك بريطانيا واميركا فيها مصالح ممتدة ومتنامية.
وعلى سبيل المثال، فمن غير المحتمل ان يؤتى بدول (مثل فنزويلا والمكسيك وبورما والهند او رومانيا، وبقدر اقل روسيا) في اطار المنظور للمحادثات الحالية. وبعملية الاقصاء، يمكننا القول ان الشرق الاوسط سيكون المنطقة الجغرافية قيد المحادثات.
وعلى ذلك، فان جنوب ايران ووسط وشمال العراق، والسعودية والكويت والبحرين وقطر ومصر هي الوحدات المنتجة للنفط حقيقة، فيما ستكون الدول التي سترسم ضمن محور النفط هي السودان والحبشة والصومال وحضرموت وعمان، وفي جميعها وجدت مؤشرات للنفط، فيما تم فحص الساحل الغربي للعربية السعودية والجزر الواقعة في الحزام النفطي مثل فرسان دون نجاح في العشرين سنة الاخيرة، ومن غير المرجح ان يثبت امتلاكه لمخزونات نفطية. والآن، واذا ظل الوضع فيما يتعلق بالنفط في الشرق الاوسط كما هو، قبل عشرين عاما، فانه ما كانت لتكون هناك مناسبة لمثل هذه المسلسلات الحالية من مؤتمرات واشنطن، ففي تلك الفترة كانت لبريطانيا القوة الاحتكارية للتحكم، اذا لم نقل المصلحة في كل نفط الشرق الاوسط. صحيح انه وكنتيجة للحرب العظمى، فقد خصصت المنطقة الحاملة للنفط في العراق (الموصل وكركوك وكلاهما كانتا اراض تركية) بحصص متساوية بين المصالح البريطانية والاميركية والهولندية والفرنسية، ومع الاعتراف بوضع الانتداب الفرنسي في سورية ولبنان، فقد تم تمديد فرع من خط حيفا الرئيسي الى طرابلس.
وهناك ايضا مصلحة ايطالية، فمنطقة B.O.D السابقة، كان من الممكن ان تبرهن على منافسة او عدم قناعة، اذا لم يكن لها في ذلك الاوان ان يتم امتصاصها من قبل شركة القادري القومية العراقية. وعلى العموم، وعلى اية حال، فالسيطرة البريطانية سائدة وغير قابلة للتحدي في منطقة النفط المهمة كما هو الحال في الشرق الاوسط.
ومع ذلك، ربما يكون قبول اميركا بمصالح في حقول النفط العراقية هو الذي وضع البذور لهذا التحول الثوري في الاوضاع، والذي تطور وجاء بالاضافي خلال العشرين سنة الماضية.
الشركة الانجليزية ـ الفارسية (الآن الانجليزية ـ الايرانية) للنفط، في وضع تحكمي يمكنها من القيام بمهمة تطوير حقول النفط الاخرى التي يمكن ان توجد بمنطقة الشرق الاوسط. ومع ذلك، فالشركة وضعت سياسة حذرة ومتحفظة رغم المصالح المتسعة التي صنعتها الحرب العظمى لمستقبل النفط. وانه لاهتمام بريطاني آخر، وبالحقيقة، لمنظمة الشرق العامة الممولة التي يتحكم فيها اللندني ادموند ديفس، والتي وضعت اول لبنة لهذه المناطق التي لا تزال حرة. فممثله الرائد فرانك هولمز وبمساندة محورية من السير بيرسي كوكس، المفوض السامي لدى العراق، اغتنم فرصة الزيارة الاخيرة لميناء العقير من اجل مؤتمر سياسي مع الملك عبد العزيز في شتاء 1922 ـ 1923 للمبادرة بمفاوضات مع العاهل السعودي حول امتياز نفطي في شرق السعودية. ولم تكن وقتها شركة النفط الانجلو ـ فارسية، وكانت وقتها تحت سيطرة السير ارنولد ويلسون، مثارة بجدية آفاق النفط السعودية، ولكنها كانت حريصة بابقاء كل المنافسين المحتملين في مرمى طول يديها، فأوفدت ممثلا لها الى العقير في مهمة رقابية، وربما يكون السير بيرسي كوكس، وقد لا يكون، قد قام بعدم تشجيعه تجاه المنافسة النشطة، ولكنه، وبالفعل، استخدم صلاته الطيبة مع ابن سعود من اجل توفير ضمانات نفطية لشركة اتحاد ادموند ديمس، بشروط اسمية تغطي كل منطقة شرق السعودية.
كان ذلك مبكرا في عام 1923، فيما كانت الفقرات الفاعلة للضمان هي:
(أ) تقدم شركة الاتحاد مقدما اجرة سنوية مقدارها 2000 جنيه استرليني عن المنطقة.
(ب) تقدم وبصورة نشطة ومستمرة بعمليات الاكتشاف.
(جـ) يكون ابن سعود حرا تجاه الغاء التنازل في حال فشل شركة الاتحاد في دفع الايجار المنصوص عليه في الوقت المعلوم او في حال توقفها عن اعمال الاكتشاف لمدة متصلة تصل الى 18 شهرا.
وفي حوالي نفس الفترة، وكذلك عبر تأثير السير بيرسي كوكس، ضمن الرائد هولمز لشركته تنازلا مماثلا في جزر البحرين (محمية بريطانية).
تم دفع ايجار 1923 ـ 1924 مقدما للسعودية فيما تم ارسال اثنين من مهندسي المعادن البلجيكيين لفحص المنطقة في خريف 1923، وقد جاء العمل الموسمي الاول بنتائج سلبية، ولكن ايجار 1924 ـ 1925 تم دفعه ايضا فيما عاد المهندسون البلجيكيون للعمل الموسمي مرة اخرى، وخرجوا بنتائج سلبية، وبذلك، فشلت شركة الاتحاد في السنة الثالثة في دفع الايجار، ولم تباشر اعمالها في ذلك الموسم، وحدث نفس الشيء في موسم عام 1926 ـ 1927، برغم مذكرة ابن سعود التي ذكرت بنصوص عقد الامتياز، وتوالت نفس القصة في موسم 1927 ـ 1928. في تلك الاثناء كانت شركة الاتحاد تحاول التخلي عن تنازل البحرين للشركة الانجليزية ـ الفارسية للنفط التي قدم خبراؤها تقارير سلبية حول آفاق وجود النفط في تلك الجزر، فنجحت عندها شركة الاتحاد في الذهاب لاميركا وبيع تنازل البحرين لشركة الخليج المكسيكية.
ومارس ابن سعود حقه في الغاء الامتياز دون ان يتنازل عن مطالبة الشركة بـ6000 جنيه استرليني المستحقة من عدم الوفاء بالايجار، كما انه وصل لحالة قبول لاحتمالات عدم وجود نفط بأراضيه، وربما شعر بالارتياح لحد التفكير بان بلاده قد سلمت من مخاطر الاستغلال الاوروبي.
في تلك الاثناء وجدت شركة الخليج نفسها، وبسبب مشاركتها في شركة النفط العراقية محرومة من امتلاك تنازل مستقل خارج خط متفق عليه، والذي استبعد في الحقيقة جزر البحرين، فلجأت، على طريق مواجهة هذه المشكلة الى التخلي عن تنازلها لصالح شركة ستاندرد للنفط بكاليفورنيا، والتي ارسلت خبراؤها، على الفور، لفحص المنطقة، فجاءت تقاريرهم في صالح امكانيات وآفاق المنطقة، فأسست الحفريات الاختبارية لوجود النفط بنوعيات جيدة وكميات تجارية في 1930. فكان ان مضت الشركة بنشاط ملحوظ في تطوير التنازل، فاخذت البحرين في وقت وجيز مكانها بين دول النفط المهمة في العالم.
ورفعت هذه الحقيقة قضية الاحتمالات الاخرى ذات الاهمية، والبحرين بالطبع، من الناحية الجيولوجية جزء من شبه القارة السعودية، ولكن ابن سعود، والذي شعر بالضربة الاولى، اصبح حذرا باحساس مضاعف، فتطلب الامر جهدا خاصا لتلطيف توجهه تجاه الاستغلال الاوروبي، وكان الامر يتطلب مأساة من نوع خاص لتحقيق ذلك التلطيف. ومن عجب، ان المأساة قدمت نفسها في تلك الاثناء، فقد امتد سقوط الاقتصاد العالمي في 1929 ـ 1930 بقبضته في 1931 حيث انهار اداء الحج الى مكة، والذي كان وقتها مصدر السعودية الاقتصادي الاساسي، نسبة للانخفاض العالمي لاسعار المنتوجات الزراعية في المجتمعات الهندية والاندونيسية التي تشكل اكبر حصص الحجاج الزائرين لمكة.
كنت راكبا في عربة الملك بمكة في ايام الحج في ابريل (نيسان) 1931، فوجدته محبطا، فسألته ما هي المشكلة، فقال لي وفي منتهى الصراحة، ان هذه الخزينة فارغة، وانه لا يتصور كيف سيكون بوسع حكومته ان تجمع بين الطرفين في السنة القادمة، فعليها ديون تصل الى 300.000 جنيه استرليني من مختلف الاشكال، ورصيدها تم استهلاكه فيما انخفضت مواردها من الحج بنسبة 75 في المائة، والوضع في مجمله ومشهده محبط. وبما اني قد شهدت تطور البلاد بحرص لبعض الوقت، فقد غامرت بتقديم بعض النصح، وبعض النقد، اما النصح فقد قلت فيه ان على الحكومة ان تعلن قرارا بتأجيل الدفع لكل ديون الدولة في الوقت الحالي، وبما اني انا شخصيا من اصحاب الديون على الدولة، فقد وضعتني النصيحة في خانة محبي الغير والخير، فتم قبولها، وشرفني الملك باعداد تفاصيل اقتراح تأجيل دفع الديون مع وزير المالية. وبامكاني استباق الامور هنا بالقول ان نصوص تأجيل دفع الديون قد تم فحصها باخلاص من الحكومة، وان معظم الديون التي كانت بارزة وقتها، قد تم دفعها.
اما نقدي، فقد القيت به بمفردات رومانسية، فقلت: (انت) جلالة الملك مثل رجل على قمة منجم من الذهب، يشكو من الفقر ولكنه لا يرغب في رؤية المنجم. فطلب مني ان اشرح، فقلت له ان بلاده وبكل الاحتمالات ملأى بالنفط والذهب واني لا افهم اعتراضه على استغلاله اذا كان في حاجة ماسة.. قال: حسنا يا فيلبي.. اؤكد لك انه واذا ما قدم لي اي احد مليون جنيه الآن، فبوسعه الحصول على امتياز باستغلال كل ما هو متاح، فسألته ان كان يعني ذلك بالفعل، فاجاب مصرا بالتأكيد، فاجبت حينها بان الامور لن تكون بتلك الدرجة من السوء لانه يستطيع الحصول على ما هو اكثر من المليون جنيه من موارده الطبيعية اذا عالج الامر بطريقة صحيحة. وأول شيء يجب عمله هو تأسيس الوجود المحتمل للموارد المتوقعة. ومضيت للقول: اذا كنت جادا في هذا الامر، فانا تعرفت على رجل، حدث ان كان بمصر في تلك اللحظة، والذي تاق الى مصافحة معك او اشراف على الامور، وقد تكبد قبل خمسة اعوام كل الطريق من اميركا الى جدة على امل ان يقوم بذلك، ولكنك رفضت استقباله. والآن اذا وعدت بمقابلته اذا حضر، فانا اضمن حضوره.
والى ذلك ابرقت للمستر تشارلس غرانز لزيارة جدة، ليقضي اسبوعا ناقش خلاله شؤون السعودية مع الملك ووزرائه. وكناتج للضيافة الكريمة، قدم العرض كمهندس تعدين خبير في خدمة الحكومة السعودية لستة اشهر على نفقته الخاصة، ليكون طوع الحكومة في تقديم مسح للبلاد، وكان ان طاف المهندس كي. اس. ويتشيل، المهندس موضوع القضية، معظم ارجاء البلاد خلال شتاء 1931 ـ 1932 وأسس لوجود النفط في الظهران (المقابلة للبحرين) وللذهب في مهد الظبا في جبال الحجاز. وكان ان اذاع خلال عودته لاميركا المد الايجابي لوجود النفط والذهب بالسعودية.
كان ذلك بداية لحقبة جديدة في التاريخ السعودي، وحدث ان دعيت ابان تواجدي في لندن في صيف 1932 من قبل المستر لوميس، نائب رئيس شركة كاليفورنيا ستاندرد للنفط لتناول غداء معه بالفندق الذي يسكنه، فاخبرني حينها، انه بما ان شركته قد اكتشفت بالفعل النفط في البحرين وتدارست تقارير توتشيل عن المنطقة الشرقية بالسعودية، فهي قلقة تجاه فرصة لافتتاح حقل جديد اذا كان للامتياز ان يضمن بشروط موضوعية، عارفا بتوجيهات الملك تجاه مثل هذه الامور، وحاجته الملحة للمال. وكان باستطاعتي تقديم صورة متفائلة لمنظوره تجاه ضمان الامتياز اذا كانت شركته مستعدة للاعتراف ومواجهة احتياجات السعودية. وقد جادلت، بان هذه لا بد وان تكون قضية من اجل التعاون لصالح الطرفين وليست مجرد حالة للاستغلال، وركزت او ضغطت، بصفة خاصة، على ان مسألة الدفع الكلي او المادي لا بد ان يكون شرطا مسبقا ولازما وضمانة لمثل ذلك الامتياز، وكان ان وافق على كل ذلك من حيث المبدأ، فتعهدت باجراء التحريات خلال عودتي للسعودية في اكتوبر (تشرين الاول) القادم بشرط تسلمي تأكيدا برغبة شركته في التماشي مع الامر وفق هذه الخطوط. وجدت لدى وصولي الى جدة برقية من لوميس يؤكد فيها الاجراءات التي ناقشناها ويمنحني سلطة مناقشة الامر مع الملك رسميا، وكان ان اتاحت لي الفرصة، بعد ذلك بقليل، مناقشة الامر مع الملك ووزير المالية، ووضعنا معا منظومة من الشروط لتشكيل اساسيات المناقشات المتوقعة، وكانت الشروط المقترحة، والتي ابرقنا بها على التو الى المستر لوميس، كما يلي:
1 ـ دفع مجمل 100.000 جنيه استرليني (بالذهب) فور توقيع عقد الامتياز.
2 ـ مدفوعات ملكية بقيمة 4 شيلينج (بالذهب) عن كل طن من النفط يتم انتاجه للسوق.
3 ـ ايجار بالمتوسط كل عام لكل المناطق المستأجرة للشركة والتي ستكون حرة في المطالبة بأي مناطق والتي يمكن ان تكون بلا فائدة لها.
4 ـ ان يكون كل مستخدمي الشركة من المواطنين الاميركيين في ما عدا العمال العرب. (والذين توفرهم الحكومة السعودية على نفقة الشركة)، والموظفين الصغار في السلك الكتابي (والذين يتم تأهيلهم بقدر الممكن من قبل السعودية او من الدول الاسلامية الاخرى، بشرط موافقة الحكومة السعودية).
5 ـ ان يكفل للحكومة السعودية تقديم وتوفير كل المرافقين والحراس لمرافق الشركة، والاطراف العامة فيها على نفقة الشركة.
6 ـ تدفع الشركة نفقات الجمارك العادية والضرائب الاخرى عن كل المخازن والاساس المستورد من قبلها للسعودية.
هذه كل النقاط الاكثر اهمية والتي فرضت كأساس للمفاوضات وقد ارسلتها الى صديق لي، بشركة النفط الانجليزية ـ البريطانية في حال رغبة الشركة في التنافس على التنازل، هذا بالاضافة الى اني قد ابرقت بها المستر لوميس، وهو في تأكيد افضل الشروط بالنسبة للحكومة السعودية، واعتقادي ان افضل طريق لتأمين ذلك، انما يكون بالمنافسة. وفي ضوء هذا الواقع، فقد وصل مستر ال. ان. هاملتون ممثل شركة بكاليفورنيا برفقة تويتشيل كمستشار فني الى جدة في 15 فبراير (شباط)، فيما ظهر على المسرح، بعد اسبوع، مستر اس. لونجريج، ممثل شركة النفط العراقية، والتي كانت الشركة الانجليزية ـ البريطانية للنفط قد مررت لها الكرة. وتزداد الامور اثارة، فقد وصل بعد ايام قليلة الرائد فرانك هولميز لمناقشة الامر نيابة عن الاطراف الاساسيين، وأعني اتحاد الشرق العام.
كان من الواضح، ومنذ البداية، ان الشركة الاميركية وحدها قد نوت ان تأخذ شروط الحكومة الاولية على محمل الجد، وان تتم كتابتها على وجه السرعة، دون التكاليف، وكان ان تم تفويض ممثلها، ان يقدم في بداية المحادثات وحدها، دفع 5.000 جنيه استرليني مع توقيع الضمان، وفيما لم يستطع الرائد هولمز ان يقدم دفعية محددة على الاطلاق، فقد اقترح، وبصورة جادة بأن من مصلحة الحكومة القصوى تقسيم المنطقة (بقطاعات مناسبة) بين المتنافسين الثلاثة من دون ان تطالب بدفعيات مقدما في ضوء امتيازات متوقعة، او تحت التوقع.
وفي الواقع، فقد قدم لي الرائد هولمز هذا الاقتراح في اليوم التالي لوصوله الى جدة، فأخبرته بصراحة ان الحكومة لن تراود مثل هذا الافتراض لانها في امس الحاجة العاجلة لنقد حاضر. وحينما اعترض على مثل هذا، ذهبت الى تذكيره بأن اتحاده لا يزال مدينا للحكومة بحوالي 6.000 جنيه استرليني في ما يتعلق بالامتياز السابق والمنتهي، فاضاف، ان الحكومة ربما تطالب بهذا المبلغ وعلى وجه السرعة في المفاوضات الحالية، فكان ان غادر هولمز جدة في اليوم التالي مباشرة حينما وجد باخرة صغيرة مغادرة الى السويس، ليتجنب اثارة الموضوع، وبهذا انفردت شركة كاليفورنيا والشركة العراقية للنفط بالحقل.
في هذه الاثناء، كان الملك لا يزال في الرياض، ولم يعد في الحقيقة لمكة حتى 27 مارس (آذار)، وحتى ومع هذا التوقيت، فقد شغله موضوع الحج وابقاه بعيدا عن جدة الى منتصف ابريل (نيسان)، فقاد وزير المالية المفاوضات في هذه المرحلة، وبصورة اساسية مع الشركة الاميركية، رغم انه كان يستقبل مستر لونجريج من وقت لآخر، فيما ظل الاخير يتلقى كل الدعم الممكن من المفوضية البريطانية. ومع ذلك، فقد ظلت اقوى ورقة في يد الشركة الاميركية في كونها شركة خاصة من دون اي مساندة رسمية، فكان ان وصلت الحكومة السعودية بحلول 22 ابريل (نيسان) الى حجر الاساس مع الاميركيين الذين قبلوا كل الشروط الا تلك المتعلقة بمقدم الدفع، وقد عرضوا في مكانه 50.000 (ذهباً). فوجه وزير المالية الدعوة الى لونجريج، بعد ان وجد نفسه، اي وزير المالية، في موقف تفاوضي قوي، الى تقديم مقترحات مضادة من دون ان يفشي له بطبيعة العرض الاميركي، رغم انه اخبره بدءا بأن عرض الـ5.000 جنيه استرليني غير مقبول، فيما جاءني اي لونجريج طالبا ان اخبره بصورة سرية بما عرضه الاميركيون، فلم يكن بوسعي، بالطبع، الاعلان بمعلومات سرية كهذه، ولكني اخبرته، بالفعل، بأنه، وبما ان عرض الـ5.000 تحت الخط الفاصل، فان مبلغ 100.000 جنيه استرليني يمكن ان يضمن التنازل او يفتح ابوابه. فقام بابراق رؤسائه، فجاءه التفويض بأن يرفع المبلغ الى 10.000 اذا كان ذلك ضروريا، وكانت تلك اعلى دفعية يمكن ان يقدمها رغم الدعم النشط من المفوضية البريطانية، فيما لم يكن رؤساؤه في الصورة، بشكل جاد.
اصبح ذلك واضحا للحكومة بحلول اوائل مايو (ايار). وفي 8 مايو حضرت اجتماعا خاصا لمجلس الشورى لتحديد القبول او الرفض للعرض الاميركي، وتواصل الاجتماع لليومين التاليين ثم استعراض مسودة الامتياز خلالهما فقرة بفقرة، وبنقاش مستفيض، وتم ترك الامر لوزير المالية لايضاح نقاط محددة بالتشاور مع مستر هامليتون كانت قد تمت اثارتها في تلك المناقشات، وتحدد يوم 12 مايو لتحديد الموقف النهائي في الامر. وحين جاء اليوم، نسي المجلس الهدف من اجتماعه فكرس كل الجلسة لنقاش حول حقوق وواجبات النساء، فتأجل الامر الى 16 مايو ليتم تفويض وزير المالية رسميا من قبل الملك للانتهاء من موضوع العرض الاميركي والتوقيع على الوثيقة، ولكن التوقيع تم بالفعل يوم 18، وهو اليوم الذي غادرت فيه جدة عائدا الى انجلتر. وكنت في اليوم السابق قد سجلت زيارة للوزير البريطاني للوداع، وحين اخبرته بما حدث في موضوع التنازل، ازدادت دهشته، وان لم يبد صدمة خفيفة، فلا هو، ولا سلطات الشركة العراقية للنفط اعتقدا للحظة ان الشركة الاميركية يمكن ان تعرض مبلغا عاليا يصل الى 50.000 (ذهباً) لمثل فضاءات هزيلة كهذه في اكتشاف النفط.
وعلى اية حال، فلم تفقد شركة ستاندرد وقتا طويلا لتبدأ اعمالها في السعودية، فقد بدأت الاعمال الاستكشافية في سبتمبر (ايلول) 1933، ولم يمض وقت طويل ايضا حتى تأكدت فرضيات مستر تويتشيل بوجود النفط في الظهران، فبدأ الحفر مصحوبا بنتائج مرضية جدا، ووصلت آبار الظهران بحلول 1939 الى انتاج النفط بكميات تجارية، فيما كشفت الحفريات الاخرى عن وجود النفط في مناطق اخرى، وضمنت شركة كلتورنيا في هذه الاثناء من الحكومة كل حقوق التطوير والتنمية في ما يخص حضة النصف السعودية في المنطقة المحايدة بين السعودية والكويت، حيث منح ضمان تنازل لشركة الكويت للنفط التي تشارك فيها الشركة الانجليزية ـ الايرانية وشركات المكسيك الخليجية بحصص متساوية، فيما شكلت قطر في نفس الفترة هدف ضمان باشراف من الحكومة البريطانية مع الشركة السابقة. وعلى المجمل، فقد اثبتت الحفريات والاكتشافات في كل هذه المناطق وجود النفط بكميات تجارية قبل اندلاع هذه الحرب (يقصد الحرب العالمية الثانية، الاضافة من «الشرق الأوسط»)، فلم يفقد الخبراء الاميركيون الجرأة في الافصاح عن قناعتهم بأن هذه المنطقة العربية برمتها، تسجل التحدي، ببرهانها على امتلاك اكبر حقل للنفط في العالم القديم. وكان ان اصبحت موارد النفط في هذه المنمطقة في الايدي الاميركية بضمان تام، في ما عدا التنازلات للشركة البريطانية ـ الايرانية بقطر، وحصة النصف التي تملكها في الكويت.
ولكن ظروف الحرب تدخلت او اثرت بقوة في تطوير المنطقة، فأوقفت السلطات البريطانية، ولظروف متعلقة بالحرب، تصدير النفط من البحرين والسعودية على الكميات التي كانت تصدرها عام 1939، فيما اوقفت كليا عمليات التطوير في قطر والكويت، وكلاهما لم يكن قد بدأ الانتاج في ذلك الوقت. في هذا الاتجاه كانت البحرين قد تطورت بصورة جيدة، ولكنها تأثرت قليلا بالموقف البريطاني. اما السعودية، التي كان انتاجها قد وصل لانتاج البحرين في 1939، فيما تتأهب لتجاوزها في فترة قصيرة، فقد وجدت نفسها في موقف حرج في ما يخص تطوير صناعتها النفطية. وذلك يعني فقدانها لموارد قائمة ومنظورة كانت قد ضمنت بها مقدم الوقعيات من شركة النفط، اضف لذلك تأثرها بتوقف قدوم الحجاج من وراء البحار، خاصة بعد دخول ايطاليا الحرب عام 1940. ولحسن الحظ فقد قدمت الحكومة طلبات عاجلة على خلفية هذه المواقف للسلطات البريطانية التي وافقت على مواجهة الموقف بقروض مجانية في شكل مساعدات، ولا اعرف ما اذا كانت شركة كاليفورنيا قد وافقت على الاستمرار في دفع الدفعيات مقدما بعد عام 1940 على خلفية الضمانات الملكية. فأميركا لم تدخل الحرب الا نهاية عام 1941، ولم تبد اهتماما بصورة كافية بالسعودية الا عام 1943 لتبدأ في تقديم امدادات شملت السيارات والمعدات العسكرية والمال (بصورة ملحوظة عملات نقدية من الفضة زادت على 300.000 جنيه استرليني مع نهاية 1943)، ومع ذلك، من المنطقي الافتراض، ورغم ان المساعدة الاميركية لم تكن ممكنة التحقيق، ان الحكومة البريطانية تحملت الجزء الأساسي في تعويض العربية السعودية عن آثار الحرب، وقد قدمت الى اليوم المساهمات التالية للخزينة السعودية.
1 ـ 1940 : 400.000 جنيه استرليني 2 ـ 1941 : 800.000 جنيه استرليني 3 ـ 1942 : 2.640.000 (منها 220.000 نقدا والبعض في شكل مواد غذائية وعينية) 4 ـ 1943 : 2.640.000 5 ـ 1944 : 500.000 المجموع: 7.480.000 من المهم وضع هذه الدفعيات في الذهن، لانها مرجحة لان تلعب دورا كبيرا في مفاوضات واشنطن المتعلقة بمستقبل تطوير وتوزيع النفط العربي.
وليس من الواضح الاعتقاد بان للحكومة البريطانية اي مطالب تجاه اعادة السعودية دفع تلك المبالغ، ولكن من الواضح ان فيها معنى اخلاقياً لجهة اعتبارات التعاطف لأي مصلحة بريطانية معنية بالنشاطات الاميركية الاخيرة في ما يخص النفط السعودي.
وقد نبعت هذه النشاطات من عوامل متعددة. اولها، ان استبعاد ايطاليا من قوائم العداء والسيطرة الفاعلة للحلفاء على كل انتاج النفط، والحركة خارج الاراضي المحتلة للعدو، جعلت تحديد الدول الشرق اوسطية المنتجة للنفط اقل الحاحا تجاه حصص التصدير في فترة ما قبل الحرب. ثانيا، الى وقت استبعاد ايطاليا، كان على اميركا والدول الاميركية الاخرى ان تتحمل العبء الاكبر في توفير النفط اللازم للمجهود الحربي للحلفاء. فيما ساد الاعتقاد، خاطئا كان او مصيبا، بأن موارد النفط في العالم الجديد تواجه الخطر او النفاد خلال فترة محسوبة. ثالثا ينبع من هذا الاعتبار السابق الذكر، ان على اميركا، ومن الطبيعي، ان تنظر للخارج من اجل موارد بكر وبديلة، من كلا وجهة النظر طويلة المدى او من اجل رفع الضغط الحالي على الموارد الاميركية.
وربما يكون هو هذا العامل الاخير الذي وقف وراء توجيه مصالح بريطانيا النفطية عنوة (بما في ذلك الحكومة البريطانية نفسها) لأن تتقمص روح المبارزة في الدفاع الذاتي انطلاقا من نقطة ما بعد الحرب وسياسة المدى الطويل. ولم تقل مخاوف بريطانيا مع الحقيقة الماثلة بأن الاميركيين، مع احتكاراتهم النفطية في السعودية والبحرين، ونصف حصتهم في الكويت، وحصة الربع في شركة العراق للنفط، هم الآن في وضع ينافسون به المصالح البريطانية في عقر وجودها الذي كان يوما تحت السيطرة وبلا تحد.
والعامل الآخر، المثير للسخرية، هو ان الحكومة الاميركية، التي كانت يوما غير آبهة بعمليات شركات النفط الاميركية بالخارج، اصبحت الآن تأخذ قصب السبق في تشجيع تطوير تلك الشركات لكل الموارد الممكنة، الى الحد الظاهر جدا الآن، في رغبتها، اي الحكومة الاميركية، في المشاركة في عمليات التمويل مثلما فعلت الحكومة البريطانية عام 1914، او لتخفيف التكاليف عليها او اعطائها كل الدعم الدبلوماسي الممكن.
وسواء كانت الشركات الاميركية راغبة او مرحبة بمشاركة الحكومة او تحكمها في النشاط الخارجي للشركات ام لا، وتلك نقطة محورية، فان الحكومة الاميركية هي التي اخذت زمام المبادرة في الاشارات والنبوءات حول المشروع الشهير والقائم لخط الانابيب من الخليج العربي الى البحر الابيض المتوسط بطول 1200 ميل، مثلما هم ممثلو الحكومة الاميركية المعتمدين الذين مهدوا وناقشوا المشروع مع الملك ابن سعود العام الماضي، ومن البديهي ان يكون الملك قد شجع مشروعا مثل هذا يزيد من موارده المالية، بل ان هناك اقتراحاً بدفع عدة ملايين من الدولارات مقدما للحكومة السعودية حال التوقيع على الاتفاقية لبناء خط الانابيب، ومن الممكن اخذ اجابة الملك للأميركيين في هذا المشهد كأمر مفروغ منه، مع وضع مسائل اخرى دقيقة في الاعتبار مثل ترتيبات الدفاع عن هذا الخط، ومن الترجيح الضعيف ان يقبل الملك بوجود عسكري اميركي على ارضه لمثل هذا الهدف، ومن المحتمل ان يكون صحيحا ان هذا الخط سيكون آمنا بحماية عربية مطلقة اذا ما دفع المستفيدون تكاليفها. وهناك خط سكة حديد الحجاز القديم الذي تمت حراسته بالقبائل، ولم تحدث فيه تدخلات مطلقا، الا حينما اخلت الحكومة التركية بالتزاماتها تجاه القبائل. وعلى العموم، يمكننا الافتراض، وبقدر ما تعلق الامر بالملك، فسيكون المشروع تطورا مرغوبا، اذ لا يمكن تحقيق خط كهذا، بأية حال، من دون ان يمر عبر اراض مصرية او تحت حماية بريطانية، وقد ينتج عن هذا ضرورة اعادة النظر في الوضع السياسي للدول المعنية، وربما تحويل الانتدابات بشكل ما، في السيطرة الدولية، ودعنا لا نقول شيئا عن الاعتراف بالاستقلال التام (بالحقيقة وكما نظريا) لمصر. ومن هنا، ومن مثل هذه الروابط سينبع المأزق العالمي الاساسي. وهو هذا العامل، وبلا شك، الذي اتى بضرورة اعتبار المشاكل التي حدثت على المستوى العالي (الوزاري). لا استطيع تخمين الناتج الذي سيخرج من تلك المفاوضات، ولكن من الانصاف القول ان الدول المستقلة وشبه المستقلة من بين الدول المنتجة للنفط في الشرق الاوسط (مثل العراق واير ان والسعودية... الخ) سترحب بأي تدبير يضمن اية حراسة آمنة لاستقلالها بحساب تطوير مواردها النفطية للحد الاقصى. ولا يمكن تجاهل وجهة النظر هذه من قبل الاطراف المتفاوضة اذا كان لهم ان يضعوا سياسة سيطرة وحصص مثل تلك التي لاحت قبل الحرب في ما يخص الصفيح والمطاط. وايا كان التدبير الذي سيتم الوصول اليه فمن غير المرجح ان يؤثر على انتاج النفط في الحقول الجديدة، لان من المحتمل ان يستغرق الامر سنينا لبناء خط الانابيب السعودي المقترح وتوفير المعدات المطلوبة لتطوير حقل النفط السعودي لأي مدى يوائم طاقاته الكامنة. وبهذا، فنحن مواجهون خلال الحرب بما نسميه ضرورة مشكلة ما بعد الحرب بجذورها العميقة، وهي مشكلة ستهم الدول الاخرى وبصورة حيوية، اكثر من اميركا وبريطانيا.
ولذلك فمن المحتمل ان تكون غاية ما تحققه محادثات واشنطن جهة انجليزية ـ اميركية تجاه كل قضايا النفط ذات الاهتمام المشترك، والتي بها تتم مواجهة بعض حلفائنا مثل روسيا وهولندا وفرنسا الى مائدة مؤتمر السلام في المستقبل. ومن غير المحتمل ان يعلن عن الطبيعية المحددة والتعقيدات لأية اتفاقية يتم التوصل اليها ونحن في مفترق طرق هذه الحرب. ولذلك نتوقع ان نسمع في هذه الاثناء بأن اجماعا كليا حول وجهات النظر بين الاطراف قد تم تحقيقه، فيما، قد نحصل، بطريق غير مباشر، على الماحة عن القرارات التي تم التوصل اليها وفقا لنجاح او فشل الحكومة الاميركية في استئناف محادثات خط الانابيب المعلقة مع الملك ابن سعود.
سانت جون فيلبي 23 يوليو 1944