يتحرش بروسيا, ويعمل جاهدا لتخريب علاقات جورجيا مع جيرانها, ويسعى جاهدا لتبقى دوما بحالة متوترة.
لا يهمنا تاريخ ولادة ساكاشفيلي بتاريخ 26/12/1967م. ولا دراسته وتخرجه وتدربه في نيويورك ليكون محاميا من نيويورك. ولا حصوله على الجنسية الأميركية. ولا وصداقاته الوثيقة بكثير من محافظي وصقور إدارة الرئيس جورج بوش وليبراليها الجدد المتصهينيين. ولا حتى علاقته المميزة مع السمراء الفاتنة غونداليزا حين كانت تشغل منصب مستشارة الرئيس بوش لشؤون الأمن القومي. ولا أيضا تفضيله الزواج من الهولندية ساندرا إليزابيث رولوفس عام 1995م على بنات جورجيا. فهذه أمور شخصية به, ولا علاقة لأحد غيره فيها.
إنما ما يهمنا الدجل والنفاق السياسي, والمكر والخداع والسلوك العدواني والإرهاب ونزعة العدوان والإجرام والازدواجية, والذين هم الصفات المشتركة لكافة الليبراليين الجدد المتصهينيين والمحافظين الجدد.والذين منهم ميخائيل ساكاشفيلي. بحيث باتوا كبالونات منفوخة بالكراهية والعدوانية للإنسانية وشعوبهم وكل دين سماوي.
ولو دقق القارئ تصرفات الرئيس ورجل القانون ساكاشفيلي, لوجد أنه ليس سوى إرهابي صهيوني:
1. فساكاشفيلي يعتبر أن الحرب في العراق تمثل خط الدفاع الأول في الحرب على الإرهاب. وشارك بقوات قوامها أكثر من ألفي جندي لتكون الثالثة بعد القوات الأميركية والبريطانية في العراق.
2. ويعلن على الدوام,أنه لن يسمح لإيران أن تحقق مآربها. فإسرائيل هي من تهمه وليس جورجيا.
3. ويعتبر أن ما يصيب أو يلحق بإسرائيل من أذى, يلحق ويصيب جورجيا أيضا. ويقسم الأيامين المغلظة, بأن المكان الوحيد الذي يشعر فيه أنه في وطنه إنما هو دولة إسرائيل.
4. وهو من دخل البرلمان عام 2003م وبيديه وردة تعبيرا عن الثورة الوردية التي صدرتها الادارة الأميركية إلى جورجيا. وكان يردد شعارات السلام والحرية والديمقراطية. ولكنه حين أصبح رئيسا لجورجيا , أستبدل الوردة بالمدفع, والسلام بالحرب,و أستبدل الحرية والديمقراطية بالديكتاتورية.
5. عينه الرئيس أدوا رد شيفارنادزة وزيرا للعدل كونه محاميا, إلا انه سرعان ما انقلب عليه, وفبرك مع الادارة الأمريكية تهمة تزوير شيفارنادزة للانتخابات. وأعيدت الانتخابات بالمعايير والمقاييس الأميركية المفصلة خصيصا على قياس عملائها وليبرالييها.فحصد منها رئاسة جمهورية جورجيا. ومن يوم تقلده لمنصب الرئاسة, وهو يزور الانتخابات والنتائج على مزاجه. وتحول إلى مستبد وطاغية.
6. وثق تحالفاته وعلاقاته بالإدارات الأميركية وإسرائيل. وتطوع ليضع جورجيا في خدمة مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. وراض ٍ وعن قناعة أن يكون بمثابة مخلب قط لهما.
7. قمع بوحشية المظاهرات المعارضة له عام 2007م, وسحق ثورة القراص الجورجية بوحشية. ومع ذلك يحظى بدعم وتأييد وحب الادارة الأميركية. وترى في نظامه, تجلي الديمقراطية بأبهى صورها.
8. ويسعى لتكون جورجيا عضوا في حلف الأطلسي. وبوش يضغط على ألمانيا وفرنسا في هذا المنحى. ويطالبهم بقبولها في الحلف على جناح السرعة,لربطها بمعاهدات هيمنة و وصاية. ليسرح ويمرح فيها حلف الأطلسي بحرية, قبل أن يسقط الجورجيين ساكاشفيلي , ويهرب إلى المكان الذي منه أتى.
9. وراح يعوض عن فشله السياسي والاقتصادي, وتنكره لما وعد به الجورجيين, بوضعهم في حالة الخوف والقلق والرعب. من خلال تحرشه بجيرانه, واحتلاله بعض مدن أوستينا الجنوبية وأبخازيا. وتوتير الأجواء بين جورجيا وجيرانها بأساليب قذرة, والزج بجورجيا بأتون نار حرب مدمرة.
10. غزا أوستينا الجنوبية وأحتلها,ضاربا بعرض الحائط جميع تمنيات دول العالم وروسيا عليه بأن يدع أوستينا وشانها. وأن لا يندفع خلف أحلامه المريضة, كي لا يعرض المنطقة والأمن الدولي للخطر. وكل ظنه أن الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا ستهرع لمساعدته ودعمه إن حاولت روسيا الإعتراض أو الاحتجاج على احتلاله لأوستينا وأبخازيا. إلا أن الرد الروسي السريع أخذ بهم وبعميلهم ساكاشفيلي على حين غرة . فلم يجد الأوروبيين أمامهم إلا التحرك للوساطة . بينما لجا الرئيس جورج بوش وإدارته, لدعم ومساعدة ساكاشفيلي بالثرثرة والكلام الفارغ والتصريحات الخطابية فقط.
11. و حقد ساكاشفيلي للصين ولشعوب العالم, دفعه ليفسد ليلة أفتتاح أولمبياد بكين, ويتخذ من ليله موعدا لعدوانه.حين قصفت قواته بكثافة ووحشية عاصمة ومدن وقرى أوستينا لساعتين, قبل إعلانه الحرب على أوستينا, واحتلال قواته لعاصمتها تسخينفالي,وقيامها بارتكاب مجازر حرب ضد سكانها العزل.
12. وإعلان ساكاشفيلي الحرب على اوستينا هو إقرار واعتراف منه بأن أوستينا جمهورية مستقلة. وهذا دليل على غباء وجهل هذا الرئيس بكل شيء. وهو رجل القانون الذي لا يجوز أن يرتكب هذه الغلطة.
13. وعدوان ساكاشفيلي على أوستينا, إنما هدف منه مساعدة الرئيس جورج بوش وحزبه الجمهوري, بقطف نصر خاطف يخدمهم في الانتخابات الأمريكية القادمة إن كان لمنصب الرئاسة الأمريكية, أو لعضوية مجلسي الكونغرس. وهذا تدخل فظ منه بالشؤون الداخلية الأمريكية. رغم أنه كحامل الجنسية الأمريكية, وأحد الليبراليين والمحافظين الجدد, يجد لزاما عليه دعم الحزب الجمهوري الذي يميل إليه. وقد ظهر ذلك جليا من خلال دعم جون ماكين لساكاشفيلي اللامحدود وتنديده بروسيا, وطلبه مساعدة ساكاشفيلي على الأقل كونه مواطن أميركي. بينما أنتقد اوباما تصرفه رغم تنديده هو الآخر بروسيا.
14. وساكاشفيلي ظن أنه بعدوانه واحتلاله لبلاد جيرانه سينقذ نظامه من السقوط بالتزامن مع سقوط جورج بوش. فعمد إلى خلط الأوراق بعدوانه عله يخرج كمنتصر وبطل قومي. فخاب وبات سقوطه حتميا
15. وعلى الرغم من تحمل الروس لجنونه وحماقته وشذوذه وتخرصاته, وتعاملهم معه بحكمة وأناة ورزانة وروية وطول صبر وبعد نظر. ولجوء روسيا إلى مجلس الأمن الدولي, بتقديمها شكوى على عدوان ساكاشفيلي على أوستينا وتدميره عاصمتها تسخينفالي. وجريمته بقتل جنود حفظ السلام الروس المنتدبين بقرار من مجلس الأمن الدولي للحفاظ على الأمن في القوقاز. إلا أن المجلس بضغط وعرقلة من الادارة الأمريكية ومندوبها المرقط بجنسيتيه الأفغانية والأمريكية, لم يوافق على بحث الشكوى, مما أضطرها لاتخاذ قرار بحماية قواتها وأمنها وجيرانها وأوستينا من مجلس أمنها القومي.
16. وروسيا أرادت أن تصفع ساكاشفيلي بقسوة. لترتعد مفاصل إدارة بوش وبعض الدول التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي من هول الصفعة.لأنها تعرف أن ما قام به ساكاشفيلي, إنما بوحي من إدارة الرئيس جورج بوش . وأن من أهدافه أيضا دعم انتخاب المرشح جون ماكين. وكذلك اختبار وجس نبض روسيا لمعرفة ردات فعلها , من ارتماء البعض في حضن الناتو ونصب منظومة الدفاع الصاروخي.
17. وساكاشفيلي وإسرائيل اتفقا على جعل جورجيا معسكر تجمع لعناصر اللوبي الإسرائيلي لتنشيط تواجدهم في منطقة القوقاز.بإعادة بعض من هاجر إلى إسرائيل من تلك المناطق, وتزويدهم بالأموال والقدرات والخبرات . بحيث يؤهلهم للعبور إلى باقي الدول والاستيلاء على مقدراتها والتحكم بقياداتها, لإخضاعها لدائرة النفوذ الأمريكي والإسرائيلي. ولذلك تم إرسال كبار الضباط, و عناصر من الجيش و المخابرات, وبعض كبار رجال الأعمال الصهاينة من اليهود. لتشكيل وتنظيم وتدريب وتسليح فرق للمرتزقة كشركات أمنية في جورجيا. لتكون جورجيا قاعدة متقدمة لإسرائيل في القوقاز ,بحيث يؤهلها التسلل إلى أسيا وأوروبا وإيران وتركيا وجيران جورجيا بيسر وسهولة للتحكم بمواقفهم ومواقف الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو وروسيا, وتهديد أمن كل من يعارض صهيينة وأمركة العالم. حتى أن ساكاشفيلي عين وزيرين إسرائيليين في حكومته . هما وزير الدفاع دافيد كزراشفيلي الذي عين عام 2006م, ووزير المقاطعات الجنوبية تيمور يعقوبو شيفيلي, إضافة لآلاف المستشارين.
18. ورد روسيا الحاسم على عدوان ساكاشفيلي .دفع بموقف الاتحاد الأوروبي ليأخذ ثلاثة اتجاهات:اتجاه تقوده فرنسا, ويطالب بإنسحاب كل من القوات الجيورجية والروسية إلى مواقعها السابقة قبل العدوان الجورجي. والرئيس الفرنسي ساركوزي أعلن بان هنالك التزاما أوروبيا وروسيا بضمان واحترام سيادة جورجيا. وهذا دحض لما يدعيه ساكاشفيلي. واتجاه تقوده إيطاليا عبر عنه وزير خارجية إيطاليا حين أعلن بان بلاده لن تنضوي في أي تحالف لحماية جورجيا. إضافة إلى أن بلجيكا اعتبرت ساكاشفيلي المسئول عن المعارك نتيجة تدخله العسكري غير المبرر. واتجاه تقوده بريطانيا وبولندا, ويدعو للتدخل لحماية عدوان ساكاشفيلي. وهو ما وضع حلف الناتو بموقف العاجز عن إتخاذ أي قرار.
19. وبعد تصدي روسيا لعدوانه ومعاقبتها لجورجيا. راح كل من الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي والرئيس جورج بوش ونائبه وبعض رموز إدارته يصيحون على أثرها كمخبولين فقدوا عقلوهم , وبات كلامهم ثرثرة بثرثرة يناقض بعضه بعضا, وأشبه بصراخ زعران الحارة. وفيه إدانة لهم ثابتة وواضحة.
20. وكثير من دول الاتحاد الأوروبي وبخت وأنبت ساكاشفيلي , واعتبرته المسئول عن الحرب , وانه هو المعتدي. حتى أن وزير الخارجية الفرنسي اعتبر أن الاتحاد الأوروبي هو من تقع عليه مهمة تسويته لأن واشنطن طرفا فيه نوعا ما. ودبلوماسي أوروبي رفيع المستوى وصف تصور ساكاشفيلي بإمكانية استعادة أراضي بالقوة العسكرية الجورجية دليل على أنها حسابات شخص مغفل.
21. وحتى الادارة الأمريكية التي فقدت صوابها بسبب هزيمة ساكاشفيلي, وراحت تهدد وتتوعد وتندد بروسيا, وتهددها بالحصار والمعاقبة.سربت هي الأخرى على صفحات الواشنطن بوست خبرا مفاده :أن السيدة رايس نصحت ساكاشفيلي بالتروي وعدم اللجوء للعدوان أو الحرب على أوسيتيا وأبخازيا.
ولو قارن المرء بين مواقف البعض من الأنظمة والحكومات والأمم المتحدة والإدارة الأميركية الحالية من جورجيا ومواقفهم السابقة من حروب الخليج الثلاث لهاله حجم الازدواجية في المواقف,والكم الهائل في النفاق والمكر والخداع وازدواجية المواقف وتعدد المعايير التي لا تحصى ولا تعد.ومنها على سبيل المثال:
o وهاهو ساكاشفيلي يطالب حلف الأطلسي بوقاحة قائلا: أدعوا حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة إلى وقف العدوان الروسي.رغم أنه هو من اعتدى على أوستينا الجنوبية وأبخازيا ليهدد أمن روسيا.
o ويعتبر شاكاسفيلي أن الرد الروسي على عدوانه, أشبه بهجوم الاتحاد السوفييتي على أفغانستان والذي كان حينها طفلا صغيرا لا يعرف من أمره شيئا. وكأنه يناشد بذلك تنظيم القاعدة ليقدم إليه المساعدة.
o ويتهم قائد حلف الأطلسي روسيا بالاستخدام المفرط للقوة في أوستينا الجنوبية وانتهاك وحدة أراضي جورجيا. متجاهلا بمكر الاستخدام المفرط للقوة الذي ليس له من مثيل من قبل إسرائيل والإدارة الأمريكية في الضفة وقطاع غزة منذ أكثر من أربعين عاما, وعلى العراق منذ عشرون عاما.
o والرئيس جورج بوش يعتبر الرد الروسي غير مقبول, ويعلن وقوفه مع المعتدي ساكاشفيلي.متجاهلا شن أبيه الحرب على العراق عام 1991م لنفس السبب . وأن ما تفعله روسيا لتحرير أوسيتيا وأبخازيا على اعتبارها جارة, هو نفس ما فعله أبيه لتحرير الكويت رغم أن بلاده ليست للكويت والعراق بجار.
o والرئيس جورج بوش والرئيس ساركوزي والمستشارة ميركل اتفقوا بسرعة على ضرورة وقف إطلاق نار غير مشروط, وعلى ضرورة احترام الأراضي الجورجية, ودون أن يشيروا إلى ضرورة أنسحاب القوات الجورجية المعتدية. بينما لم نجد لهذا الموقف من أثر أثناء الحرب العراقية الإيرانية, أو حين أحتل العراق الكويت, أو حين غزا و أحتل الرئيس جورج بوش العراق. حين لم تسارع دولهم للدعوة لإيقاف نار غير مشروط ,واحترام أراضي هذه الدول .وإنما سارعوا لتحميل العراق كامل المسئولية, وفرض جميع العقوبات بحقه وبكل أصنافها. وكذلك لم نجد لهذا الموقف من أثر حين اعتدى بوش على العراق بذرائع كاذبة عام 2003م. رغم أن التدخل الروسي ضروري وشرعي ومبرر,لأنه تنفيذ لمعاهدة تحالف مع دول الاتحاد السوفييتي السابق, بينما غزو العراق غير شرعي.
o وقوف الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية مع المعتدي والجاني والإرهابي ساكاشفيلي, وإدانتهم لروسيا وأوسيتيا وأبخازيا رغم أنهم الضحية والمحنى عليهم. وبنفس الأسلوب والموقف الذي يقفونه مع الجاني الإسرائيلي والأميركي ضد الضحايا من الشعب العربي في فلسطين ولبنان والعراق.
o وروسيا لم تتدخل إلا دفاعا عن النفس وعن المواطنين الروس في أستونيا, بعد أن قتل ساكاشفيلي أكثر من 2000جندي روسي من جنود قوة السلام الدولية ودمر عاصمة أوستينا وقراها حيث قتل الألوف من مواطنيها. في حين أعلن جورج w بوش الحرب على العالم بسبب مقتل أقل من هذا العدد بكثير في هجوم تنظيم القاعدة على برجين في نيويورك بتاريخ 11/9/20001م, ومازالت هذه الحرب مستعرة.
o وحرب ساكاشفيلي على أوستينا كانت حرب إبادة عرقية, ومع ذلك لم تحرك الشرعية الدولية ساكنا. بينما هي توصف بعض الحروب والصراعات على أنها حروب إبادة رغم أنها ليست بحروب إبادة لتحشر أنفها في التدخل بهذه النزاعات لمآرب وغايات وأهداف أخرى ولصالح الادارة الأمريكية.
o وحماية روسيا لمواطنيها الروس في أبخاريا وأوسيتا حق مشروع. بينما تسعى الولايات المتحدة لتمزيق العراق والسودان ودول أخرى إلى دويلات طائفية وعرقية لا علاقة أو روابط بينها وبين أمريكا. والمضحك أنهم يرفضون أن تكون أوسيتيا وأبخازيا كيانات مستقلة ,بينما يدعمون كردستان العراق ودارفور وجنوب السودان لكي تكون كيانات مستقلة أخرى.
وهذا الموقف الأمريكي والإسرائيلي المتناغم رغم تناقضه في مواضع أخرى, يلتقي مع أهدافهما المشترك في:
1. تشجيع روح الانفصال ومنطق التجزئة والتشرذم في دول العالم ليسهل أمركة هذه الدول.
2. تنمية ورعاية الخلافات والمشاكل بين كل دولة وجيرانها, لمنع تحقيق الوحدة أو الاتحاد, أو حتى التعاون والبناء والعيش المشترك, بحيث تبقى الدول ضعيفة وواهنة , ورهينة أوضاعها الداخلية وعلاقاتها المتوترة مع جيرانها. بحيث يسهل على الادارة الأمريكية توقيع معاهدات لفرض الهيمنة عليها, وجعل أراضيها قواعد للولايات المتحدة الأمريكية وحلف الأطلسي.
3. السيطرة على مناطق النفط وطرق إمداداته , ليسهل التحكم بقيادة أوروبا والعالم.
4. واحتلال ساكاشفيلي لأوستينا تم بضوء أخضر أمريكي , وبتنسيق أمريكي إسرائيلي. فهما من درب وحدات الجيش الجورجي في جورجيا وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية. وأمدوه بالعتاد الحربي المتطور وبشركات أمنية ومرتزقة متطورة. وتم التغطية على توقيته بإعلان كل من الادارة الأمريكية وجورجيا إجراء مناورات عسكرية مشتركة في نفس اليوم الذي اختير للعدوان على أوستينا وذلك بهدف أستفزاز روسيا, واختبار إمكانية الرد الروسي,قبل توظيف الجمهوريات التي انفصلت عن الاتحاد السوفييتي في دعم عدوان أمريكي إسرائيلي على إيران..إلا إن النتيجة كانت كارثية على كل من إدارة جورج بوش وإسرائيل. حيث تبين:
o أن الشرخ بات عميقا بين ساسة إسرائيليون لا يريدون زج إسرائيل بأتون حرب مدمرة مع إيران أو نزاعات مع روسيا. وبين جنرالات إسرائيل كباراك وزير الدفاع ونتنياهوا وموفاز وغيرهم الذين يريدون خوض هذا الصراع وتدمير المنشآت النووية الإيرانية, ودعم ساكاشفيلي خدمة لإدارة بوش ومنظمة إيباك
o وزج إسرائيل بهذا الصراع لم تجني منه سوى عداء روسيا حكومة وشعبا.
o وكذلك فاقم الخلاف بين رموز الادارة الأمريكية. ففي الوقت الذي رفع الرئيس بوش ونائبه تشيني ورايس من أصواتهم بالويل والثبور وعظائم الأمور تجاه روسيا, واستنكار تصرفها وعدوانها على جورجيا. أعلن مسئول في وزارة الخارجية الأمريكية. أن جورجيا تتحمل جزء من المسئولية عن هذا النزاع. وأكد المسئول المذكور, أنه خلال كل هذه المرحلة دعونا بقوة الحكومة الجورجية إلى أن تظهر ضبط النفس, وتتفادى بأي ثمن نزاعا وتصعيدا عسكريا مع روسيا, وكنا واضحين جدا.و أوضحنا للروس أنه في حال إستمرار التصعيد غير المتكافئ والخطير من الجانب الروسي,فإن ذلك سيترك أثرا كبيرا على المدى الطويل على العلاقات الروسية الأميركية.
o وإسرائيل أرادت أن تحرر يد إدارة الرئيس جورج بوش لتتمكن من التدخل في جورجيا ليكون مقدمة وتشجيعا لتدخلها ضد إيران .فحسم وزير الدفاع الأميركي وقيادة الأركان الموقف بأنهم لن يتورطوا بنزاع جديد وإضافي مع روسيا.
o وكاد يما والليكود أرادوا فك طوق الحصار والعزلة عن إيباك وبعض منظمات اللوبي الصهيوني ,بعد أن باتوا لا قيمة ولا وزن لهم في الانتخابات القادمة. فخابوا. وعمقوا جذور الأزمة فيما بينهم وبين المجتمعين الأمريكي والأوروبي.
مهما حاولت وسائل الإعلام المشبوهة ,أو الممولة من الادارة الأمريكية أو إسرائيل والصهيونية, أو من حلفاء الادارة الأمريكية, طمس الصورة , وتزييف الحقائق , وقلب المفاهيم, وعرضها بصور معكوسة. إلا أن العدوان الأمريكي الذي قاده المتأمرك والليبرالي الجديد وأحد صقور المحافظين ساكاشقيلي من جورجيا ضد جيرانه وروسيا. يمكن قراءة نتائجه على هذه الصورة, ووفق المنطق التالي الذي يجانب الحق والحقيقة:
o هزم ساكاشفيلي هزيمة منكرة. لأنه ظن أن مصالح الادارة الأمريكية التي يدافع عنها ,ستدفع بالإدارة الأمريكية ودول حلف الناتو الأوروبية إلى التدخل لدعم عدوانه, وخاصة أن السياسة الرائجة حاليا هي سياسة المصالح الخاصة. ناهيك عن طلبه الانضمام لحلف الناتو, ومحاولاته إضعاف وتمزيق روسيا.
o وغباء وحماقة جهل ساكاشفيلي أعمت بصره وبصيرته عن جملة من المصالح للدول:
1. فأوروبا بحاجة ماسة إلى الطاقة الروسية والغاز الروسي, ولن تقامر بمصالحها الاقتصادية.
2. والولايات المتحدة الأمريكية التي عادت مجبرة لمظلة الأمم المتحدة نتيجة هزائمها المنكرة, والتزامها بتقرير بيكر, لتشرعن حربها على الإرهاب واحتلالها العراق وأفغانستان , وتستظل بظل الشرعية , غير قادرة ولن تجرأ على تجاوز الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
3. والإدارة الأميركية ودول أوروبا وإسرائيل بأمس الحاجة لدعم روسيا بمعالجة الملف النووي الإيراني. وما من أحد منهم مستعد أن يعادي روسيا بأكثر من الكلام في هذه المرحلة.
4. وظنون ساكاشفيلي على أنه قوي طالما هو يرتكز على القوة العظم, لم تكن في محلها. فهذه القوة باتت بسبب هزائمها في العراق وفلسطين ولبنا وأفغانستان أشبه بسكين مثلومة.
5. وحماقة ساكاشفيلي الخيرة, جعلت الشعوب الأوروبية وكثير من الحكومات الأوروبية أكثر حذرا من دخول جورجيا حلف الناتو , وعضويتها في الاتحاد الأوروبي , لأن هذا معناه أن أوروبا ستجر من جورجيا أو ساكاشفيلي إلى حالة من الحرب مع الروس, وهذا ما يجتنبونه.
6. وعدوان ساكاشفيلي سيدفع بتركيا وإيران وروسيا لبناء تحالفات تخدم مصالحهم وأمنهم القومي.ودفع بباقي الدول لتتوجس خيفة مما تبيته كل من الادارة الأمريكية وإسرائيل لبلادهم.
o والحرب التي شنها ساكاشفيلي إنما هي تنفيذ لمخطط أمريكي .يهدف تغلغل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في خاصرتي وبطن وظهر روسيا في مناطق القوقاز.من أجل إكمال طوق الحصار عليها, ومن ثم خنقها سياسيا واقتصاديا وعسكريا وإستراتيجيا.للقضاء على أي دور لها حاضرا أو مستقبلا.
بأختصار شديد: أراد ميخائيل ساكاشفيلي أن يقدم خدماته لأسياده وينجوا برأسه, فهزم وخاب وزاد الطينة بلة.ومن يدري؟ فلربما سيتهم على أنه بعدوانه وهزيمته المنكرة, ساهم في تحطيم أحلام المرشح جون ماكين والجمهوريين والمحافظين الجدد,وانه بتسرعه وحماقته كان السبب في إجهاض دور جديد تسعى إليه إسرائيل!
الاثنين: 18 /8/2008م
.bkriem@gmail.com