آخر الأخبار

العصي لكشف الماء في باطن الأرض

"الماء"... هذا السائل العجيب الذي يخلق الحياة من العدم ولا تنشأ حياة على كوكب من الكواكب في غيابه، يشكل أكثر من ثلثي مساحة الكرة الأرضية وتوجد عدة مصادر له منها الماء الجاري والماء الجوفي والسطحي الذي يستخرج من باطن الأرض بحفر الآبار التي يختلف عمقها حسب المنطقة.

ومن أغرب ما يتصل بالماء في حياتنا، تلك القدرة العجيبة التي يتمتع بها بعض الأشخاص، والتي تتيح لهم فرصة اكتشاف الماء الجاري تحت الأرض ومدى قربها من سطح الأرض باستخدام عصا خشبية ذات شكل معين كشفت عنها الآثار التاريخية "ومنها بعض اللوحات الفرعونية التي ظهر فيها بعض الأشخاص وقد وضعوا على رؤوسهم غطاء غريب، ويحملون بأيديهم عصا على شكل الشوكة بطول زراع الإنسان".كما أن أحد تماثيل الأمبراطور الصيني"كوانج سو" الذي يرجع تاريخه إلى /2200/ قبل الميلاد صوّر وهو يحمل في يده عصا على شكل الشوكة.

فما سر هذه الشوكة التي امتد وجودها على اتساع الحضارات المتباعدة؟ وكيف تفيد هذه القطعة الخشبية في التعرف على مجرى الماء في باطن الأرض؟

يقول "عادل عكل" (أبو عامر) من قرية "ابنبة" أحد قرى منطقة "أريحا" يوم \15\8\2008 والمعروف بخبرته في استخدام هذه الطريقة: «إن الخبرة في مجال البحث عن الماء في باطن الأرض يتمتع به أشخاص دون غيرهم وخبرتي جاءت من التجربة والممارسة وهناك طرق عديدة للكشف عن المياه السطحية وتستخدم أدوات عديدة منها تقليدية وأخرى حديثة. بالنسبة (للطريقة التقليدية) "العصا السحرية" فنستخدم غصن نبات أخضر على شكل حرف" Y" باللغة الإنكليزية حيث يحمل الشخص هذا الغصن أمام جسمه موازيا لسطح الأرض، وكل يد تقبض على فرع من فروع الغصن ويبقى الفرع الثالث ممتد أمامه ويسير في كافة الاتجاهات وعند ما
يقترب من مكان وجود ماء قريب من سطح الأرض فتتوتر عضلات اليدين مما يجعل الغصن يهتز وقوة الاهتزاز تتناسب طردا مع قوة الماء فكلما زاد الاهتزاز كانت قوة الماء أكبر وحين يرتد العود للخلف يكون الخبير يسير بعكس اتجاه الماء وتستطيع هذه العصا الكشف عن المعادن أيضا».

وعن المواصفات التي يجب أن يتمتع بها هذا الغصن أجاب: «يؤخذ الغصن من فروع الأشجار بكافة أنواعها شرط أن تكون الشجرة حية "خضراء" ويفقد الغصن فعاليته بعد ثلاثة أيام من أخذه من الشجرة وبعض الأشخاص يستخدمون سلك من النحاس أو عصا عادية ومهما اختلفت الأداة المستعملة فإن الشخص الذي يتمتع بهذه القدرة يستطيع تحديد مواضع الماء القريبة من سطح الأرض بكل نجاح».

* وعن تحديد عمق الماء من سطح الأرض أضاف: «يستطيع الخبير أن يحدد عمق الماء عن سطح الأرض بواسطة هذا الغصن بعدد الحركات التي يتحركها الغصن للأعلى والأسفل وتقدر الحركة الواحدة للغصن بـ"2"م فيقوم بعد حركات الغصن ويقدر بشكل تقريبي عمق الماء عن سطح الأرض».

أخيرا: التفسير العلمي لهذه الظاهرة حسب ما ورد في بعض المراجع العلمية "أن الماء بحركته يحتك بالتربة، فيخلق مجالا له خواص "الكهرومغناطيسية"، هذا المجال يؤثر على بعض "البشر والحيوانات" بطريقة لا شعورية، ويتجسد هذا الشعور عن طريق الإمساك ببعض الأجسام، كالساق الخشبية أو القضيب المعدني مما يحدد قوة هذا المجال واتجاهه.