يبدو أنّ الزعماء العرب الذين يقيمون علاقات علنية وعلاقات سرية مع الدولة العبرية كانوا كرماء جداً خلال اللقاءات التي تمت بينهم وبين العديد من المسؤولين الإسرائيليين في الفترة الأخيرة، هذا على الأقل يمكن فهمه من المزاد العلني الذي ينظم في مدينة تل أبيب، والذي سيتم خلاله بيع هذه الهدايا، وهدايا من زعماء آخرين في مزاد علني تنظمه الدولة العبرية.
وستكون سلاسل من الأحجار الكريمة التي تلقاها قادة الموساد الإسرائيلي (الاستخبارات الخارجية) في مقدمة الأغراض المعروضة للبيع أمام الجمهور الواسع، إذ أنّ كل من يدفع أكثر يحصل على هدية من زعيم عربي. وعلاوة على السلاسل المرصعة، تعرض إسرائيل للبيع أيضاً مجموعة كبيرة من السيجار الفاخر المعروف باسم 'كوهيبا'، والتي حصل عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل ايهود أولمرت، كما تعرض الحكومة في تل أبيب للبيع آلة موسيقية ثمينة كان قد تلقاها رئيس الوزراء السابق آرييل شارون. بالإضافة إلى ذلك يشمل المعرض ساعات ثمينة مرصعة بعلم إحدى الدول الخليجية. كما أنّ الجمهور الواسع سيُمنح الفرصة لشراء عشرات الساعات الثمينة التي تلقاها المسؤولون الإسرائيليون من الديوان الملكي الأردني. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنّ المعرض سيفتتح بعد حوالي أسبوعين في تل أبيب.
وكانت تقارير عبرية قالت في وقت سابق إنّ رئيس الموساد مئير داغان يفتخر أمام الزائرين الأجانب الذين يصلون إلى مكتبه بالقرب من مدينة تل أبيب بالهدايا التي تلقاها من الزعماء العرب. وأضافت التقارير انه منذ تسلمه منصبه في العام 2002 تمكن الموساد من اختراق العديد من الدول العربية.
وقالت أيضاً إنّ الملوك والرؤساء العرب قاموا بإهدائه الكثير من الهدايا، وأكثرها كانت عبارة عن سيوف مرصعة بالذهب والأحجار الكريمة.
ويتابع المواطنون العرب هذا المزاد. وقال مصدر من منطقة 48 ان العرب سيحاولون شراء هذه الهدايا القيمة، لكنه توقع ان لا يترك الاثرياء الاسرائيليون لهم اي فرصة في ذلك. وتقوم الدولة العبرية مرة كل أربع سنوات بعرض الهدايا التي يتلقاها زعماء إسرائيل للبيع في المزاد العلني، كما جرى الحال عندما تمّ بيع طاقم الساعات الذي حصل عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين، وأعضاء الوفد الإسرائيلي الذين وقعوا على اتفاق السلام مع المملكة الأردنية الهاشمية، حيث تمّ بيعها في مزاد علني قبل سبع سنوات، وفق المصادر الإسرائيلية.
ونقلت وسائل اعلام اسرائيلية عن وزارة القضاء الإسرائيلية في معرض تعقيبها على المزاد العلني لبيع الهدايا المذكورة ان هذا الأمر يتم عن طريق ووفق القانون، إذ أن القيم على أملاك الدولة مخول بالقيام ببيع الهدايا لكل من يدفع أكثر، شريطة أن يعيد الأموال التي يتم جمعها من البيع لخزينة الدولة العبرية.
وذكرت الصحيفة أيضاً أنّ المزاد العلني سيشمل بيع 30 ساعة ثمينة تلقاها الزعماء في إسرائيل من الديوان الملكي الأردني، وهي من نوع لونجين وتيسو، والأغلبية الساحقة من هذه الساعات مطلية بالذهب وعليها شعار المملكة الهاشمية، بالإضافة إلى ساعات ثمينة وصلت إلى إسرائيل من إمارة قطر، وسيبدأ المزاد العلني بسعر مائة دولار لكل ساعة. ووفق المصادر الإسرائيلية فإنّه سيتم عرض 2200 غرض للبيع في المزاد العلني، التي يقدر ثمنها بمئات آلاف الدولارات، مؤكدة على أنّ السواد الأعظم من الهدايا التي ستعرض للبيع وصلت إلى القيّم على أملاك الدولة من الموساد الإسرائيلي.