آخر الأخبار

أين دور أنظمة الحماية ضد الحرائق؟

لعلكم جميعاً سمعتم بالحريق الهائل الذي اندلع في غزل اللاذقية صباح يوم الجمعة الفائت، وأتى بالكامل على صالة المسرح رقم 2 ومستودع الغزول والتي تحتوي على أكثر من 3000 طن من الغزول وأكثر من 80 آلية من الآليات النسيجية المتطورة وتقدر خسائر المعمل المباشرة بمئات الملايين يضاف إليها الخسائر الملحقة والتي يمكن تسميتها تجاوزاً خسائر استراتيجية بعيدة المدى مثل قيمة المنشآت والمباني التي تعرضت للحريق وكذلك الخسائر التي ستلحق بالعقود التجارية المبرمة بين المعمل وجهات خارجية والتي قد يترتب عليها شروط وغرامات جزائية في حال عدم القدرة على الوفاء بها وأيضاً خسارة العقود التي كان بالإمكان إبرامها في المستقبل وإضافة إلى كل ذلك جهود العمال التي ستتحول إلى طاقات ضائعة بدون عمل ريثما يتم تأمين البديل.

طبعاً مازالت حتى الآن الأسباب مجهولة وشكلت لجان فنية على الفور للتحقيق في الحادث ومعرفة المسببات التي أدت إلى نشوب الحريق. ‏

ولقد وقع في السنوات الماضية العديد من الحرائق في بعض الغابات الحراجية وبعض المؤسسات العامة مثل مرفأ اللاذقية والفرن الآلي في جبلة وغيرها وفي حينها وضع الماس الكهربائي في قفص الاتهام وتم تحميله كافة الخسائر التي لحقت بها نتيجة الحريق. ‏

وفي انتظار نتائج التحقيق ودراسة أسباب اندلاع الحريق نتساءل أين هو دور منظومة المراقبة والإنذار المبكر والأمن الصناعي وأنظمة الإطفاء المتطورة؟! فأجهزة الإطفاء الحديثة وآليات المراقبة المتطورة التي يتم تركيبها في المؤسسات والمعامل والمصانع الضخمة تستشعر بالدخان قبل اندلاع الحريق فتطلق انذاراً تخبر عن حدوث حريق لتنطلق مباشرة المياه من فوهات إطفاء الحرائق المعدة خصيصاً لذلك وكذلك تنفجر الاسطوانات المعلقة التي تحوي على مواد تعمل وتساهم في إخماد الحريق والسيطرة عليه في مراحله الأولى، إن كلفة هذه التجهيزات عالية جداً وتدفع الدولة من أجلها مبالغ طائلة للمحافظة على المنشآت المهمة والضخمة من الحرائق. ‏

وفي حال لن يكون لهذه الأجهزة فائدة في الإنذار المبكر عن الحرائق وإخمادها أو السيطرة عليها والحد من انتشارها فلماذا نقوم بتركيبها وخسارة الملايين من أجلها؟ ‏

ومن جهة أخرى لابد من التساؤل هل تتم صيانة تلك الأجهزة بشكل حقيقي وفعلي ومعرفة جاهزيتها من حين لآخر بما يضمن عملها أثناء الطوارئ وبمثل تلك الحوادث؟. ‏

وبالعودة إلى معمل غزل اللاذقية المحروق رقم 2 حين علمت فرق الإطفاء بوجود الحريق في السابعة والنصف صباحاً وقد كان في مرحلة متقدمة جداً وبات من الصعب جداً السيطرة عليه ما يعني أن الشرارة الأولى للحريق بدأت بوقت مبكر جداً لكي يصل إلى هذه النقطة من القوة وسرعة الانتشار وبالتالي أين دور أنظمة الإنذار المبكر والحماية ضد الحرائق والتي يؤكد العاملون وجودها في كافة أجزاء المعمل والمستودعات فهل كانت معطلة أم إنها كانت تعمل ولكن لم تكن ذات جدوى أم إنها قامت بدورها ولم يسمعها أحد. ‏

أسئلة نود أن تجيب عليها التحقيقات التي تقوم بها اللجان المشكلة.. ‏