دخول المستخدم
آخر الأخبار
وقف رجل في العقد السادس من عمره يتابع ,عن مسافة,
مندوبة إحدى محطات التلفزة الفضائية العربية و هي تُجري
المقابلات الصحفية مع ممثلين عن هيئات و قوى مشاركة
في التظاهرة الحاشدة أمام مقر إحدى الهيئات الدولية
للتعبير عن السخط و الغضب الشديدين اللذين يعمان
الشارع جراء ما يحدث في غزة من قتل و تدمير و حصار!!
فاستهلت المندوبه لقاءها مع ممثل " الحلف القومي
العربي " لتسأله عن رأيه في ما يجري الآن في غزه؟
فيجيب بأن " الحلف القومي العربي" إذ يدعو كافة فصائله
إلى هبة قومية عربية واحدة للوقوف في وجه الأطماع
الصهيونية التوسعية و اغتنام الفرصة للتعبير عن حاجة الأمة
الآن أكثر من أي وقت مضى للوقوف صفاً واحداً في
مواجهة العدو الصهيوني الغاصب !!!
ثم تابعت المندوبه لقاءها مع ممثل " جماعة الفضيلة
و الجهاد " الذي أدان بشدة الممارسات البشعة بحق أبناء
أمتنا الإسلامية في افغانستان و العراق و الشيشان و
السودان و أخيراً في فلسطين . هذا الشعب المسلم الذي
يتعرض لمذبحة حقيقية . و أكد من على هذا المنبر توجيه
نداء عاجل لكافة الشعوب الإسلامية لنصرة شعب غزة !!!
ظل الرجل الستيني يتابع مجريات اللقاءات الصحفيه و هو
يسند جسده المنهك على أحد جدران المباني القريبة من
مكان الحشد !!
ثم تلتقي المندوبه مع ممثل "الحزب الشمولي الاشتراكي"
لسؤاله عن موقف حزبه حيال ما يجري في غزة؟
فيجيب بأن كافة الكوادر الحزبية و العقائدية و النقابية ,
تشجب الدعم اللامتناهي الذي يتلقاه العدو الصهيوني
من الامبرياليه العالميه وعلى رأسها الولايات المتحدة
الأمريكية في حربه على الشعب الفلسطيني الأعزل!!!
و تتابع المندوبه لقاءتها فتلقي ممثل " التيار الليبرالي الحر"
الذي أكد على اشمئزازه من الصور البشعة و المناظر
الدامية التي تبثها شاشات التلفزة و تلك المشاهد المؤلمة
التي تبين بجلاء الوجه القبيح للاحتلال!!!
كما و يؤكد " التيار الليبرالي الحر" عن احتجاجه العميق
لمحاولة استغلال ما يجري في غزة لصالح أطراف داخل
اسرائيل في الانتخابات القادمة !!!
أما ممثل " القوى الوطنية التحررية " , فقد أعلن عن
استنكاره الكبير للممارسات الإجرامية بحق أبناء وطننا الكبير
و انتهز المناسبة للإعلان عن عقد مؤتمرهم الاستثنائي
تحت عنوان" معاً ... لتحرير آخر شبر من تراب الوطن "!!!
ظل صاحبنا ... يرمق المتحدثين بنظرات تشوبها الحيرة و
و التعجب دون أن يُعير شيئاً كبيراً من الاهتمام !!!!
ألتقت المندوبة ممثل " الجبهة الوحدوية النضالية " . و
سألته عن موقف جبهته من الأحداث ؟ فيجيب بأن ما يجري
يؤكد مرة أخرى على ضرورة المضي في درب النضال الطويل
من أجل تحقيق الأهداف النضالية التي تعزز وحدة الكلمة
و البندقية !!!!!!!
هنا , يتدخل ممثل " الرابطة الديمقراطية الثورية " ليبدأ من
النقطة الهامة التي قالها الأخير فيقول بأن الأمة بحاجة أكثر
من أي وقت مضى , لإشاعة أجواء الديمقراطية . لأن هذه
الأفكار هي وحدها القادرة على تعرية النظرية الديمقراطية
الاسرائيلية المزيفة و الانتقائية بل و العنصرية أيضاً !!!!
ثم تلتقي المندوبة ممثل " حركة العدل و الإنصاف "
الذي أكد على أنه ليس من العدل و الإنصاف ترك أهلنا في
غزه يقتلون و يذبحون و تسفك دماء الأبرياء منهم !!
كما و طالب الممثل المجتمع الدولي بعدم المساواة بين
الضحية و الجلاد !! و طالب ممثل " حركة العدل و الإنصاف "
السلطات برفع الحظر عن الحركة لكي تتمكن من القيام
بواجبها الوطني و القومي!!
ظل صاحبنا المنهك , يتابع بملل , اجترار العبارات و تكرار
المواقف و الكلمات التي أنهكته السنوات من سماعها!!!
و اختتمت المندوبة لقاءاتها مع ممثل " التآلف التقدمي
اليساري"الذي قال بأن " التآلف التقدمي اليساري" دعا
كافة أجنحته التقدمية للعمل فوراً من أجل عقد ندوة بجدول
أعمال وحيد ألا وهو الوقوف على الوضع الخطير في غزة و
من ثم مناقشة البند الوحيد لهذه الندوة و الخروج بقرارات
سريعة و حلول ناجعة و بيات ختامي حول الأحداث
المأساوية هناك!!!
بعد انتهاء كل هذه اللقاءات مع الأحزاب و القوى و الأحلاف
و الجماعات و المنظمات و التآلفات و الجبهات و الروابط ,
قررت المندوبة استطلاع رأي بعض العامة حول ما يجري!!
ألتفتت يميناً ثم شمالاً ثم خلفها , فوقع نظرها على رجلنا
الستيني الواقف إلى جوار أحد المباني . فانطلقت نحوه
كي تستطلع نبضه في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ و
مستقبل الأمة!!!!
" يعطيك العافية , أخي المواطن ! استهلت المندوبة لقاءها
" أهلين و سهلين " ! أجاب الرجل ...!!
سألت المندوبة : " حضرتك مشارك هون بصفة شخصية و
للا أنت جايي مع هالفعاليات المشاركة بهالمهرجان " ؟
" لا و الله يا بنتي .. أنا بالحقيقه كنت مارر من هون , شفت
جمعة ناس فقلت لحالي وقف يا رجال و شوف شو صاير !!"
أجاب الرجل ..!!!
سألت المندوبة :" طيب أستاذ , أكيد سمعت بعض الردود
من بعض الشخصيات الممثلة و الحاضرة في هذا المهرجان
الكبير . فأنت أستاذ لأي واحد منن بتشوف حالك أقرب ؟"
" و الله يا بنتي أنا بالحقيقة و بكل صراحة , يعني الشغلة
ما بدا زعل , مو هيك ؟ " قال الرجل !!!
تدخلت المندوبة فقالت : " و لو يا عم . نحنا هون جايين
لناخد الرأي الحر . فيك تاخذ كامل حريتك " !!!!
غص الرجل قليلاً قبل أن يتابع بحسرة و ألم حين قال :
"أنا من جماعة أردوفيز .. يعني أنا ... أردوفيزي !!!!"
" أردوفيزي ..... و شو هاد الأردوفيزي ؟ صرلي عمر
بهالمهنة , ما سمعت بحياتي بهالكلمة . شو معناها ؟"
سألت المندوبة ؟ ...!!!
قال الرجل :" الأردوفيزي .. يا بنتي هوي يللي ما بيقبل أنو
الظلم يوقع على أي حدا بكل هالعالم .. مو بس هيك ,
الأردوفيزي بيفعل و بيناضل و يتحرك و بيمارس بكل قوة
و صدق منشان ينصر كل مظلوم و مقهور بهالأرض "!!!!
" بس عمو لحد هلأ ما قلتلنا شو بتعني هالكلمة "
سألت المندوبة ؟!!!!
قال الرجل :" أردوفيز ... !!! يا بنتي هي بكل بساطة اختصار
لكلمتين . بتعرفي شو هنه ؟ " !!!!!!
" شو هنه .. يا عم انتفخ قلبي " قالت المندوبة بعد أن
فقدت كل صبرها .....!!!
" أردوفيز ... هي اختصار ........
أردوغان ........ و ....... شافيز !!!!!!
