آت من الغيم..
من صحوة المطر
من كل موجة بحر
عانقت جسدي
من الشفة
التي صبغت بقشرة جوز
من الحناء
والطيّون
ومرارة الزيتون
من العذابات التي..
قد أنهكت عمري
كيف السبيل ؟
وقد أمسيت في قلق
على الصباح
الذي قبّلته سهري
لاتوقظ الخيل
في صدري
فتقتلني
حين تحمحم
في إغفاءة الخدر
لم يقطع الغصن
أو يهوي بعاصفة
إلا وسال له
دمع من الشجر
ماذا تبقى؟
وظل العين يحرسها
تلك الدموع
في تلويحة السفر..
فتصاعدت بوحا
من حزن حنجرة
واسّاقطت
لحنا على الوتر
.
من أطلق الريح
في روحي وفي قلبي
ثم تمادت..
فاغتذى شرري.
تجري رياح الخصب
من لدن
نحو التخوم الصم
في الفكر..
تمضي
تهز القلب
في شغف
كي يستفيق
كمون الرعشة البكر
تذرو الغبار
وتحمله على أمل
أن تستحث عروق الوجد
فانتفضي
وتصاعدي
وتجمّعي
وتهيّأي...
وادفق طويلا
في الغبار
وفي الخلايا اليابسات
الآن..
الآن يا مطري.