ما رأيكم في إنجيل برنابا؟
الإجابة:
أنا أطلب منك أيها السائل أن تقرأ أولاً أنجيل برنابا حتى توفر على نفسك تعب هذا السؤال. فستجده يطعن في اليهودية والمسيحية والإسلام، ويسيء إليهم جميعهم على حد سواء. أما الإجابة عن حقيقة هذا المزعوم أنه انجيل فهو ليس إنجيلاً، ولكنه كُتِب في القرن الخامس عشر عن طريق راهب كاثوليكي إرتد عن المسيحية.
هناك العديد من الأدلة أن الكتاب كُتِبَ في القرون الوسطى:
الكتاب ينكر ألوهية السيد المسيح، فلو كان الكتاب مُتاحاً في القرون الأولى فلماذا لم يستشهد به أريوس وأتباعه الذين أنكروا ألوهية السيد المسيح؟
لماذا لم يرد ذكره في المجامع المسكونية أو الإقليمية؟
لماذا لم يذكر في الجداول التي سجلت أسفار الكتاب المقدس؛ مثل جدول مورتوري وأوريجانوس وأثناسيوس ويوسابيوس وغريغوريوس؟
لماذا لم يرد ذِكره في فهارس الكتاب القديمة عند العرب أو المستشرقين، ولا في كتب التاريخ.
إليك ما قاله المسلمون عنه:
1) قال الطبري: أنه لا يعرف لدينا سوى أربعة أناجيل فقط كتبها حواريو المسيح وأتباعه الذين أرسلهم للبشارة في الأرض ومنهم أربعة كتبوا الأناجيل وهم [يوحنا ومرقس ولوقا ومتى]. ( تاريخ الطبري ج 1 ص103 ).
2) قال المسعودي: أما الذين نقلوا الإنجيل فهم أربعة [لوقا، مرقس، يوحنا، متى] (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) (مروج الذهب للمسعودي ج1 ص312).
3) قال الشهرستاني: أن أربعة من الحواريون اجتمعوا وجمع كل منهم جمعاً سماه الإنجيل وهم [متى ولوقا ومرقس ويوحنا] وذكر أجزاء من آيات من متى ويوحنا (الملل و النحل للشهرستاني ج1 ص100).
فهؤلاء تحدثوا عن الأناجيل ولم يأت ذكر لأي واحد منهم عن إنجيل برنابا، ولو صح أن هناك إنجيل لبرنابا لما تركوه أو تجاهلوه خاصةً وهم يبحثون عن ما يهدم العقيدة المسيحية ويلغي لاهوت المسيح. هل علمت الآن لماذا نرفض جميعنا (مسلمين ومسيحيين) إنجيل برنابا؟
نحن كمسيحيون لا نحتاج الأدلة على زيف هذا الإنجيل.. لذا فإهتمامنا هنا توضيح لماذا هو ضد الاسلام!
* أخطاء ضد الإسلام:
هذا الكتاب يقول أن المسيح هو محمد بينما القرآن يقول أن المسيح هو يسوع عيسى أبن مريم إنما المسيح عيسى أبن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم و روح منه (سوره النساء 170) و إذ قالت الملائكة يا مريم أن الله يبشرك بكلمة منه أسمه المسيح عيسى أبن مريم وجيها في الدنيا و الآخرة و من المقربين (آل عمران 45).
يقول أن مريم ولدت بغير ألم بينما القرآن يقول لما جاءها المخاض قالت يا ليتني مِت قبل هذا وكنت نُسياً منسياً.
يقول إن أخو هابيل هو قايين بينما القرآن يقول أنه قابيل.
نسبة الإنجيل إلى برنابا لا يوافق عليها القرآن وقفينا على أثارهم بعيسى ابن مريم مصدقاً لما بين يديه من توراة وهدى وموعظة للمتقين, وليحكم أهل الكتاب بما أنزل الله فيه, ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هو الفاسقون (سور المائدة 46).
نهى إنجيل برنابا عن الاقتران باكثر من امرأة كما جاء فى ص 125 و 178.
دعوته لوحدة الزواج ضد الإسلام. كذلك دعواته للرهبنة والكفر بالجسد ضد الإسلام حيث لا يوجد رهبنة في الإسلام.
كذلك كلامه من الجسد وعن المرأة في الفصول 116-120 .
في الفصل 12:69 يقول من يجدف على الروح القدس لا مغفرة له و القرآن يقول إن الروح هو جبريل ولا يؤمنون بلاهوت الروح القدس.
في الفصل 4:74 يقول أخطاء سليمان في طلبة أقامت وليمة لجميع خلائق الله بينما في القرآن يؤمنون بعصمة الأنبياء.
في الفصل 3:99 يقول إن الله غيور على كرامته ويحب إسرائيل كعاشق بينما الإسلام لا يوافق الآن الوعد عنده لإسماعيل وليس لإسحاق (إسرائيل).
في الفصل 35 يقول أن الله ترك كتلة التراب 25 آلف سنة بينما القرآن يقول سبحانه يقول للشيء كن فيكون.
في الفصل 4:44 يقول أن التوراة محرفة في أيامه كتبها أحبارنا الذين لا يخافون الله بينما القرآن يقول إنه نزل مصدقاً لما بين يده من التوراة والإنجيل.
في الفصل 7:52 يقول إن رسول الله سيخاف الآن الله إظهار لجلاله سيجرد رسوله من الذاكرة حتى لا يذكر كيف أن الله أعطى كل شيء و هذا لا يوافق علية الإسلام.
تختلف أسماء الملائكة عنده عن القرآن فيقول إن روفائيل هو ملاك للموتى.
في فصل 17-35 يقول إن عدد الأنبياء 144 آلفا.
وضد القرآن أيضاً أن يقول إن الشيطان كان بمثابة كاهن ولا حتى الملائكة كهنة.
وفي الفصل 27:43 يقول أن داود النبي داع محمد رباً بقوله قال الرب لربي أجلس عن يميني حتى أضع أعدائك تحت قدميك و لا يمكن أن الإسلام يقول أن محمد كان ربً!!
في الفصل 3:50 لا يوجد أحد صالح إلا الله وحدة لذلك كان كل إنسان كاذبً و خاطاً وهذا لا يتفق مع الإسلام الذي ينادي بـ عصمة الأنبياء.
وكلامه عن فساد كل نبوة في الفصل 9:189 .
جاء فى (ص 75 و110 و280) أن يسوع قال للكهنة عن نفسة انة ليس المسيا بل المسيا هو محمد الذى سياتى بعدة..! والمسلمون لا يعتقدون بذلك بل يؤمنون أن المسيا هو المسيح لأن كلمتى المسيا والمسيح مترادفتان بمعنى الممسوح أو المعين من الله.
وقد ذكر د. خليل سعادة وهو الذي ترجم الكتاب إلى العربية في مطلع القرن العشرين (15 مارس 1908 في القاهرة)، وقدم له بمقدمة تاريخية جاء فيها: ثم أنه لم يرد ذكر لهذا الإنجيل في كتابات مشاهير الكتاب المسلمين سواء في العصور القديمة أو الحديثة، حتى ولا في مؤلفات مَنْ انقطع منهم إلى الأبحاث والمجالات الدينية مع أن أنجيل برنابا أمضى سلاح لهم في مثل تلك المناقشات. وليس ذلك فقط، بل لم يرد ذكر لهذا الإنجيل في فهارس الكتب العربية عند الأعارب أو الأعاجم أو المستشرقين الذين وضعوا فهارس لأندر الكتب العربية من قديمة وحديثة . هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.
* رأي كبار الكتاب المسلمين:
د. محمد شفيق غربال: هو إنجيل مزيف وضعه أوربي من القرن الخامس عشر وفي وصفه للوسط السياسي والديني في القدس أيام المسيح أخطاء جسيمة. كما يصرح على لسان عيسى أنه ليس المسيح إنما جاء مبشراً بمحمد الذي سيكون المسيح .
عباس محمود العقاد: بعد أن فند هذا الإنجيل انتهى إلى أنه إنجيل مزيف: فيه أخطاء لا يجهلها اليهودي المطلع على كتب قومه، ولا يرددها المسيحي المؤمن بالأناجيل، ولا يتورط فيها المسلم الذي يفهم ما في إنجيل برنابا من التناقض بينه وبين القرآن . (جريدة الأخبار 26/10/1959).
علي عبد الواحد وافي (رئيس قسم الفلسفة بجامعة القاهرة في كتابه الأسفار الثلاثية في الأديان السابقة للإسلام، يقول عن إنجيل برنابا: بعض ما يشمل عليه هذا الكتاب نفسه يحمل على الظن بأنه موضوع (أي من وضع إنسان وليس موحى به)، فالإسلام ليس في حاجة إلى كتاب كهذا تحوم حوله شكوك كثيرة .
أ. د. محمود بن الشريف: يتحدث عن عدم وجود الأصل العبري للإنجيل، ووجود فقط نسخة إيطالية دليل على أنه لمفكر إيطالي اعترف بمحمد وبرسالته وبعيسى ورسالته فأخرج هذا الإنجيل ونسبه إلى برنابا.
نعم أم لا؟!
# وهناك سؤال أخير إلى الأخوة المسلمون الذين يهللون لهذا الكتاب الكوميدي: هل تؤمن به أم لا؟! يجيب البعض نعم أؤمن به.. فهو مبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ، فهو كلام الله. حسناً، إقرأ هذا من إنجيل برنابا: الحق أقول لك إن السموات تسع، موضوعة.. (فصل 178 آية 6). ألا زلت تظن أنه كلام الله؟! هل يتعارض كلام الله؟ إقرأ ما كُتب في القرآن الكريم: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ (سورة الأسراء 44)، رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ (سوره المؤمنون 86)، فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ (سورة فصلت 12)، اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ (سورة الطلاق 12). وحتى في هذا يتعارض مع الإنجيل كعادته، حيث يقول الكتاب المقدس أن السموات ثلاث.
أما زلت تقول أنه كلام الله؟ ربما تغير رأيك الآن.. وإن كنت تقول أنه ليس كلام الله، فلماذا كل هذا الضغط على مثل هذا الموضوع، الذي قد يحسمه طفل صغير عندما يقرأ أموراً مثل أن سرة الأنسان بسبب بصاق الشيطان (فصل 35)!! أو تفاحة آدم بسبب ما وقف في حلقه!! أو أنين الشمس وبكاء الأعشاب والنباتات (فصل 53)!!!
وخلاصة القول: فإن كان إنجيل برنابا هو كلام الله كما تقول، فكيف يتعارض كلام الله؟! وإن لم يكن كلام الله كما ثبت، فلماذا تصر على أنني يجب أن أؤمن به؟!