بدأت فى الآونة الأخيرة حدوث ظاهرة اعتقال البنات والنساء فى مصر لأسباب سياسية وكانت الظاهرة فى السابق مقصورة على اعتقال الشباب والرجال فقط، بينما كانت اعتقالات النساء مقصورة على الشق الجنائى فقط وغالباً للضغط على أقارب لهم لتسليهم أنفسهم.
كانت البداية مع إسراء عبدالفتاح فتاة فى السابعة والعشرين من عمرها، قامت ببعض الفعاليات السياسية على شبكة الانترنت وخاصة موقع الفيس بوك الشهير داعية إلى إضراب السادس من إبريل 2008.
قامت السلطات المصرية باعتقالها محولة إياها إلى بطلة كان كل من سمع عنها بضعة آلاف من المثقفين فأصبحوا بعد اعتقالها ملايين من المصريين.
ثم أعادت السلطات المصرية الكرة ثانية فاعتقلت عدد آخر من الفتيات لتحولهم للمرة الثانية إلى نجوم فى دنيا السياسة وفى دنيا السياسة فى العالم الثالث نجوم المعارضة أبطال (وهم بالفعل كذلك).
وهنا يجب التنبيه إلى قاعدة هامة فى المجتمع المصرى وهى أنه من طبيعة الشعب المصرى أن يثور ثلاثة أشياء وأى شيئ غيرها فإنه يتحمل إلى ما لا نهاية هذه الأشياء هى الدين والعرض ولقمة العيش، لذلك وعلى مر العصور حافظ الحاكم على المعابد أو المساجد أو الكنائس وحافظ على الحد الأدنى من الطعام للشعب وحافظ على نساء المصريين فلم يتعرض لهم.
لذلك فالسؤال الآن هل تنوى السلطة فى مصر الخروج عن العادات والتقاليد بعد أن خرجت على القانون.
ولتوضيح الخروج على القانون وأنا أتكلم عن السلطة الحالية التى بدأت منذ عام 1981 فلقد زورت هذه السلطة كل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ونشرت قانون الطوارئ (وهو لجرم عظيم لمن يعلمون والجميع يعلم) ثم أشاعت الفساد والإفساد بشكل متعمد وأضاعت ثروات البلاد (آخر هذه الثروات تصدير الغاز المصرى لإسرائيل بأبخس الأسعار) وبعد ذلك أهدرت هذه السلطة كرامة أهله بالاعتقالات المتكررة لفئات كثيرة من الشعب ثم بالمعاملة المهينة من قبل أجهزة الأمن لك لمن يقوده حظه العثر إلى التعامل مع هذه الأجهزة.
وكانت الأمثلة السابقة لتوضيح نماذج الخروج على القانون.
ولكن الآن السلطة الحاكمة تخرج عن العادات والتقاليد باعتقال الفتيات فهما هو السبب؟
هل هو جهل بالطبائع النفسية للمصريين وأنهم يثورون لبناتهم وعرضهم أكثر من أى شيئ آخر ذلك احتمال؟
أم أن أجهزة الأمن (وزارة الداخلية) فقدت أعصابها بعدما رأت الاعتراض من كل فئات المجتمع يتحول إلى أفعال مؤثرة ولنتذكر هنا نظام شاه إيران وجهاز مخابراته السافاك حينما فقد أعصابه فى أيامه وشهوره الأخيرة (أرجو مراجعة كتاب ـ مدافع أية الله ـ للأستاذ محمد حسنين هيكل وهو يتحدث عن الثورة الإيرانية)
فهمل الأمر هو نظام حكم يفقد أعصابه ولا أستطيع الجزم أن كان فى أيامه الأخيرة أم لا ولكننا متابعون لما هو كائن وناظرون لما سيكون.
هناك احتمال ثالث وهو أن أجهزة الأمن أصبحت مثل الحاوى يخرج كل ما فى جعبته بعد أن أفلست حيله فلجأ إلى أشد وأقسى ما لديه لإرهاب الناس وهنا نتذكر من أمثالنا الشعبية (اضرب المربوط يخاف السايب).
ولكننى أحذر أنها لعبة خطيرة ففى كثير من المرات انقلب السحر على الساحر وبدلاً من أن يخاف الناس من الحاكم مات الخوف فى قلوبهم وأدى ذلك إلى زوال سلطة الحاكم.
ولكن السؤال ما زال قائماً ما سبب اعتقال الفتيات الآن؟؟؟؟!!
أننى وبصدق أوجه السؤال راجياً ممن يعرف أكثر أن يدلنا على السبب الحقيقى وتلك دعوة مفتوحة للنقاش.