خلال أقل من أسبوع وقعت حادثتا غرق لشبان في مقتبل العمر على شاطئ جبلة, وهناك حوادث أخرى عديدة وقعت هذا العام والعام الفائت على شواطئ طرطوس.. وغيرها من حوادث الغرق التي حدثت في مناطق مختلفة من القطر.
إن كثرة هذه الحوادث في الآونة الأخيرة وخسارة هؤلاء الشبان والطاقات المفعمة بالنشاط يدعونا للوقوف وطرح التساؤلات حول أسباب وقوعها, فبالتأكيد ليس كل الذين تعرضوا للغرق لا يعرفون السباحة, فهناك قصص غريبة حدثت مع أناس من أمهر السباحين, إذاً هناك بعض الأمور التي تخرج عن قدرة الإنسان والتي من الضروري أخذها بالحسبان كحالة الطقس ومستوى ارتفاع الأمواج والتيارات والدوامات البحرية إضافة لتضاريس قاع الشواطئ ومدى عمقها.
ولابد من الاعتراف بأن هناك بعض مواقع السباحة الشعبية التي يرتادها الناس بكثافة لأنهم غير قادرين على الدخول أو حتى الاقتراب من الشواطئ المستثمرة والمخدمة نظراً لأسعارها الكاوية لجيوب أغلب أصحاب الدخل المحدود...
وتلك المواقع مازالت بدائية تفتقر الى أدنى الخدمات الخاصة برياضة السباحة من عناصر الإنقاذ أو طرق سهلة للوصول الى الشاطئ... أو أجهزة مراقبة في حال حدوث أي طارئ والإخبار عنه.
وأرى أنه لابد من قيام الجهات التي تقع ضمن اختصاصها حماية الشواطئ ومراقبتها أن تقوم بإجراء دراسة للشاطئ بالكامل وأن تقوم بوضع علامات وشارات دالة على الشاطئ أو داخل المياه تكون عبارة عن كرات أو بالونات طافية تحدد الأعماق ونوع الشواطئ إن كانت رملية أم صخرية, والأماكن التي تشكل السباحة فيها بعض الخطورة للناس غير المتمرسين على السباحة.
إضافة لما سبق من الضروري إيجاد نقاط تقوم بتوعية الناس القادمين الى السباحة والتمتع بمياه البحر حول المخاطر وإعطاء إرشادات ومعلومات حول أحوال الطقس ومستوى ارتفاع الموج والأماكن التي يمكن الذهاب إليها في هذه الظروف.
وبالطبع لا نريد تخويف الناس ولكن الحذر واجب واستخدام أي شيء بالشروط والظروف المناسبين يضمن السلامة والأمان