أطلت من خلال مهرجان جبلة الثقافي الخامس المطربة اللبنانية أميمة الخليل بصوتها العذب والشفاف وبإطلالتها البهية والمشرقة على جمهور جبلة الذي غص به مدرج جبلة الأثري الذي جاء ليستمع ويستمتع بالفن الراقي.
وكان هذا التفاعل مع ما قدمته من ألبومها الحديث والقديم مفاجئة لها ولفرقتها الموسيقية، فغنت وأطربت وجعلت الجميع يردد معها أحلى الأغاني وأعذبها وخاصة القديم منها«كعصفور طل من الشباك» و«يا بحرية» .. وغيرها، كذلك غنت «أعرف بلاداً» و «نسيمك عنبر وأرضك سكر وقلبك أخضر» و«قل للمليحة» من التراث العراقي و«إلى آخره» وقالت عنها بأنها لأولئك الذي يحكون كثيراً ولا يفعلون شيئاً.
[img]http://www.jablah.com/uploads/extgallery/public-photo/medium/-----1_144_...
وكان هذا الحوار مع الفنانة المتميزة:
ماذا عن تجربتك الفنية المنفردة؟
إن تجربتي المنفردة ليست بعيداً عن مارسيل، فهو حاضر بروحه وتعاليمه بكل ما أعمله، لكن الفرق الآن أني مسؤولة عن كل التفاصيل لظهوري على المسرح. فمارسيل يتدخل بكل تفصيل ولا أقبل إلا أن يكون كذلك وحتى لو لم يلحن الموسيقا الخاصة بالأغنية.
عرفك الناس وأحبك الأطفال من خلال أغاني الطفولة مثل«عصفور طل من الشباك» و«يا معلمتي» فلماذا لم تستمري بهذا الإطار ...؟
الذي غنيته اليوم «أعرف بلاداً» يندرج في هذا الإطار، لكن هناك أشياء لا يمكن أن نكررها، والشيء الذي أصبح من كلاسيكيات الأغنية العربية لا يمكن أن نكرره ولا يمكن أن نعمل مثله، فنجاح أغنية ما لا يخضع لمعيار معين، كيف ولماذا أحب الجمهور أغنية «عصفور ...» ولماذا تم غناؤها بعدة لغات.... ؟ ليس عندي جواب لهذه الأسئلة، لكن ما أريد أن أؤكده عندما أعمل أي جديد لا أفكر بأني سأعمل شيئاً أصيب فيه، ولا يمكنني أن أخمن ذلك، وأنا غير قادرة على معرفة ما هو الذي سيصيب والذي لا يصيب، لكن أعمل بالروح نفسها وبالتوجه والهدف نفسهما وحتى ولو كانت أغاني عاطفية، لكن لها احترامها ومضمونها الجاد، البعيد عن الإغراء الذي نراه على التلفزيونات.
ماذا عن جمهور الشباب الذي يتابعك؟
هذا الجمهور يعرف الحقيقي وحتى ولو لم يعرض على التلفزيونات والفضائيات وسيظل يتابعه، لذلك أنا أخذت قراري بعدم الظهور على الشاشة كثيراً، وأنا مرتاحة لهذا القرار ولا يقلقني ذلك لأني أعرف أن الكثير من الناس لا يعتمدون على هذا الطريق«أي التلفزيون» لمتابعة شخص أو ليعرفوا فناناً .
[img]http://www.jablah.com/uploads/extgallery/public-photo/medium/------2_144...
ما هو سبب انحسار الأغنية السياسية الملتزمة والتي أصبحت أغاني للمناسبات فقط، حيث كان لفرقة الميادين دورها الفعال والمضيء في هذا المجال في السبعينيات والثمانينيات فما الذي حدث ؟
لأن الفن بشكل عام أصبح على الشاشة ، وصار الإعلام المرئي هو السلاح الأقوى والفن الموجود على الشاشة هو بخدمة هذه المرحلة، وليس مع قضايا الإنسان العربي أو الإنسان على هذا الكوكب، وعندما لا تظهر كثيراً على الشاشة تخف فعاليتك ....، لكن يبقى الرهان على الجمهور مثل الجمهور السوري والذي حقاً أصبح معياراً لنا، فعندما أقمنا حفلات بدمشق أحسسنا أن التلفزيون لم يلوث هذا الجمهور ولم تصل هذه السوسة إليه، ليس سهلاً أن تحارب الإعلام المرئي لأنه يدخل كل بيت وبشكل مجاني.
فليس سهلاً أن تربي جمهوراً على الثقافة،.... وهذا ما يقوم به مهرجان جبلة الثقافي وكثيراً من المهرجانات في سورية والعالم، فحفلة بعد حفلة و مهرجان بعد مهرجان وفنان بعد فنان يمكن أن نربي جيلاً يسمع بطريقة مغايرة للطريقة التي يسمع بها التلفزيون أو يشاهد بها الفيديو كليب.