آخر الأخبار

زكرتية الشام..

ألقى الباحث في التراث الشعبي الدمشقي محمد معتز السبيني محاضرة بعنوان نظام الفتوة بدمشق في أواخر العهد العثماني زكرتية الشام وذلك بالتعاون بين مديرية الثقافة وجمعية أصدقاء دمشق.

وقال السبيني في المحاضرة التي القاها مساء اليوم في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة إن غاية الحديث عن نظام الفتوة في أواخر العهد العثماني هو تعريف وتذكير الناس بجزء مهم من الموروث الشعبي والعادات والتقاليد والأفكار والمعتقدات والحياة الاجتماعية التي وصلت إلى حافة الاندثار والنسيان في العصر الحالي وردم هذه الفجوة الكبيرة في التاريخ العريق لمدينة دمشق موضحا ان غرابة عنوان المحاضرة يكمن في حياة هذه الشريحة الاجتماعية الطريفة ومظاهرها التقليدية البحتة.

وأضاف الباحث في التراث الشعبي ان كلمة فتوة مشتقة لغوياً من الفتاء وهي الشباب ولا سيما ان الشباب مصدر الحيوية والصحة والنشاط الحقيقي ومبعث القوة والرجولة مشيرا إلى ان كلمة الفتوة العربية فصيحة ولها مدلولان بالعامية الأول قبضاي وهي لفظة تركية أصلها قباداي ومعناها الخال الغليظ ويقصد بها طبقة الشجعان، والثاني زكرت وهي لفظة عربية مشتقة من الذكر الذي يتصف بالشدة على عكس المرأة التي تتصف بالنعومة.

ووصف السبيني أصحاب الفتوة القبضايات والزكرتية بطبقة الشباب الشجعان في الأحياء الدمشقية كافة الذين تجلت فيهم عادات الفروسية من شهامة ونجدة للضعيف وصدق في القول وبسالة في مواجهة الصعاب ودقة الملاحظة ووزن الكلمة واحترام ذوي الهيئات من الناس وتمثيل الرجولة بأبهى صورها مع المحافظة على التقاليد الموروثة.

وأشار السبيني إلى ان طبقة القبضايات كان لها مكانة مرموقة من قبل أفراد حيهم وبقية الأحياء ولها عادات وتقاليد خاصة ومجالسهم مشحونة بالرسميات وما يعرف اليوم بالاتكيت.

وعن كيفية اكتساب وتملك الفتوة المعرفة والثقافة أجاب السبيني أنهم كانوا أميين على الأغلب وتخرجوا من مدرسة الحياة والتجربة وأثبتوا ذاتهم من خلال الحوادث والمواقف مرجعا ثقافة بعضهم إلى الروايات والملاحم الشعبية التي رسخت فيهم أدبهم الخاص مثل سيرة الملك الظاهر بيبرس وعنترة بن شداد وغيرهما مما كان رائجا خلال العصر العثماني.

وحول ألعاب الفتوة التي كانوا يلعبونها قال إنهم تعلموا عدة ألعاب من الكبار وتوارثوها جيلا عن جيل وتدربوا عليها حتى المهارة مثل ألعاب الموس والخنجر والضرب بالمقلاع والسيف والترس والقوس والسهم والرمح وركوب الخيل والمصارعة وآخرها الرمي بالبندقية والمسدس. (سانا)