أيها العملاق جوجل: لقد كان صوتك عالياً ومدوياً، إذ حذرت العالم من خطر
الإطلاع على موقع لوحة موسى، عليه السلام الأثرية فقلت: (قد يضر هذا الموقع
جهاز الكمبيوتر الخاص بك).
أيها العملاق : إن كان موقع لوحة موسى عليه السلام ضار من الناحية التقنية،
فهذا أمر يمكن إصلاحه، وإن كنت تقصد أنه ضار بسبب مضمونه ، رويدك ، ربما ليس
من الحكمة محاربة الأنبياء عليهم السلام.
أيها العملاق : أيام كان نبي الله موسى عليه السلام حيا يرزق، لم تكن أنت ،
ويوم وقف عليه السلام وشعبه على جبل نبو، كذلك لم تكن أنت ، ويوم نزل عليه
السلام من على جبل نبو قاصدا الأرض المقدسة.... وحال بينه وبينها الأجل، فحوت
جسده الطاهر تلك الأرض المباركة عند الكثيب الأحمر قريبا من عين زغر- حيث أنا
ولدت- كذلك لم تكن أنت.
أيها العملاق : إن كنت قادرا على رصد الأحداث والتنبيه لما هو ضار، وما هو
نافع، فعليك التفكير جيدا في هذه اللوحة الأثرية الخاصة بنبي الله موسى عليه
السلام ، هل ظهورها أمر ضار أم نافع!؟
نعم، هو للذين يعبدون الله الواحد الأحد ، الذي في السماء أمر نافع ، وفيه
بشارة عظيمة، تشبه ذلك الحدث الكبير حين أعاد الله عز وجل لبني إسرائيل تابوت
العهد ، حيث حملته الملائكة إليهم من عند أعدائهم وكانت فيه آثار تخص نبي
الله موسى عليه السلام.
وعلى الرغم من مرور أكثر من ثلاثة آلاف سنة ، فإن قصة نبي الله موسى عليه
السلام لم تنته أحداثها بعد ، وإن الفصل الأخير منها سيكون مثيرا ، وذلك
عندما يحين اليوم الموعود لتلك المحاكمة الكبرى، حيث قال نبي الله موسى عليه
السلام للسامري صانع العجل : "وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ".....
نعم ، إنّ له موعدا لن يخلفه ، لأن الأنبياء لا يخلفون المواعيد.
حتى في أسطورة اليهودي التائه كارتافيلوس ، ذلك الذي كان يقف أمام المحكمة
التي أدانت السيدالمسيح حيث خرج السيد المسيح من المحكمة لينفذ فيه الحكم
فنهره كارتافيلوس: أسرع، فيمَ التلكؤ؟ فالتفت إليه المسيح :سأمضي ، ولكنك
ستبقى إلى أن أعود.
أيها العملاق : أنت لم تكن شاهدا على فصول تلك الأحداث الكبيرة في قديم
الزمان... ولا أظنك تكون حاضرا لتشهد كامل فصلها الأخير، والذي بدأت فعالياته
بظهور صورة نبي الله موسى عليه السلام في لوحة أثرية... سيتوالى بعدها وصول
الشخصيات الكبيرة المنتظرة.. ليكمل الله بهم أحداث النهاية.