آخر الأخبار

الدولة الكردية.. هل تحقق حلم الأكراد القومي

ماذا قال الرئيس الاسرائيلي( شوفال) للملا مصطفى ا لبارزاني

بدون زعل..هذه هي الحقائق التاريخية

عندما ذكرنا في مقالة سابقة أن القيادات الكردية المتنفذه قد جعلت من العراق ساحة لأطماعها الشوفينية الهادفة الىقضم الأراضي العراقية على مراحل مخطط لها , ليس من قبل تلك الجهات المحلية المعادية لوحدة العراق فحسب, المنطلقة من أهداف ظاهرها النزوع القومي وتقرير المصير, وباطنها محاولة الاستحواذ على اكبر قدر من الأراضي العراقية عبر استغلال الظروف الشاذة التي يعيشها العراق بفعل الاحتلال الأمريكي الغاشم . وسيطرة قوى فاسدة متحالفة مع تلك الجهات الشوفينية . حيث تتناسى هذه الجهات حقيقة أصول مخططاتها التي تعود إلى ستينات القرن الماضي. عندما بدأت أولى الاتصالات بين الموساد الإسرائيلي والملا مصطفىالبارزاني . ولكن ذاكرة التاريخ لن تنسى.. ولسانه لن يتوقف عن ذكر الحقائق التالية:

أولا: إن العلاقات بين إسرائيل والملا مصطفى قد بدأت في أوائل الستينات من القرن الماضي, عندما كانت العلاقات بين عبد الكريم قاسم والملا مصطفى على أحسن ما يرام, بعد العفو الذي أصدرته الحكومة العراقية عن البار زاني الأب وأنصاره وإعادتهم من منفاهم في الاتحاد السوفيتي.. وقد تمخضت علاقات الملا بإسرائيل عن قيام ضباطا إسرائيليين بقيادة فصائل ( البيش مركة) في معركة جرت مع الجيش العراقي استشهد خلالها3000 جندي عراقي, عام 1966.

ثانيا: رفض البار زاني الأب التوقيع على وقف إطلاق النار, بين الحكومة وبين فصائله, بهدف إشغال الجيش العراقي وأعاقته عن الإسهام في الحرب العربية الإسرائيلية في عام 1967.

ثالثا:تشكيل جهاز (باراستان ) الكردي من قبل الموساد الإسرائيلي كما صرح بذلك ( البعازر تسافريز ) احد قادة الموساد الإسرائيلي.

رابعا : أهدت اسرائيل الملا الأسلحة السوفيتية التي غنمتها في حربها مع الدول العربية وقد تم إيصال تلك الأسلحة من خلال الحدود الإيرانية.

خامسا: تكررت زيارات الملا إلى إسرائيل عبر إيران و تركيا مرا ت عديدة . حيث التقى قادة إسرائيل( بيغن ودايان وبيريز )

سادسا: عندما كان الملا سجينا لدى الاستخبارات المركزية الأمريكية في واشنطن عام1978 وهو في حالة مرض شديد صرح عضو الكونغرس الأمريكي( ستيفان سولا رز) بتمنياته ( أن لا يكون موت البار زاني نهاية العلاقة مع إسرائيل )

سابعا: في عام1968 زار الملا إسرائيل بمناسبة عيد الفصح والتقى الرئيس الإسرائيلي ( شوفال) . وقد طلب منه الأخير ( الإقلاع عن فكرة الحكم الذاتي) التي طرحتها الحكومة العراقية آنذاك, والعمل على إقامة ( الدولة ) ؟

ثامنا:اعترف ( مناحيم بيغن) رئيس الوزراء الإسرائيلي في 29 أيلول1981 أن ( إسرائيل ساعدت الأكراد بالأسلحة والأموال, وان الخلافات التي تحصل بين الفصائل الكردية تزعج إسرائيل ). ومن حسن الصدف أن هناك شاهدا موثوقا على جميع العلاقات بين الملا وإسرائيل لا يزال حيا يرزق وهو احد أعضاء مجلس النواب العراقي .. حيث كان يضطلع بدور المرافق والمفاوض مع الوفود الإسرائيلية التي كانت تزور حاج عمران مقر القيادة الكردية ..

أن الذي تحصل من نتائج الجهد المحموم للحزبين الكرديين الرئيسيين خلال العقود الأخيرة من الزمن .تؤشر بما لا يقبل الشك. أن هذان الحزبان قد مثلا الخنجر المسموم الذي مزق الجسد العراقي الواحد !والذي دق أسافين العداء والكراهية بين العرب والأكراد والفئات العراقية الأخرى وذبح عشرات الآلاف من العراقيين أكرادا وعربا ومن سائر الفئات الأخرى بشتى الوسائل بدأ من الحروب مع الجيش العراقي.. وصولا إلى الجهد ألمخابراتي عبر التفخيخ والتفجيرات ألموجهه ضد فئات محددة من الشعب العراقي. كالمسيحيين في الموصل وبغداد والمنطقة الشمالية وضمن ذلك تلعفر الشهيدة, الذي أثبتت الوقائع أن من قام ويقوم به الاستخبارات الكردية ( الاسايش) والموساد الإسرائيلي.. وما تلك الحملة الإرهابية الشرسة إلا إحدى مظاهر الجهد الاستخباري المنوه عنه الذي يستهدف إرهاب المسيحيين والتركمان. والعمل على تهجيرهم من ( حوض الموصل) إلى مناطق أخرى. وهذا بالضبط ما أشار إليه ( الدستور ) الكردي!

ولقد شهدت السنوات المنصرمة منذ بدأ الاحتلال الأمريكي للعراق صورا عديدة تؤكد ما ذهبنا إليه من تحليل وذلك من خلال:

أولا: اعتبار المنطقة الكردية التي تشمل المحافظات الثلاث السليمانية واربيل ودهوك مناطق مقفلة بوجه الجيش العراقي.

ثانيا: توقيع عقود استثمار النفط في المنطقة الشمالية من قبل سلطات (الإقليم ) دون أن يكون للسلطات المركزية أي دور في إقرار تلك العقود وهذا ما يخالف الدستور. ولم يتوقف الأمر عند حد توقيع العقود. بل تعدى ذلك إلى إنتاج النفط فعليا, ووضع الحكومة المركزية أمام الأمر الواقع !

ثالثا: الإصرار على حيازة نسبة 17% من ميزانية الدولة المركزية, بدون أن يكون هناك إحصاء يؤشر كيفية توزيع الثروة على السكان حسب نسبة تواجدهم المئوية.

رابعا: المطالبة( اللحوحة) في تعيين ممثلين ل( الإقليم) ضمن السفارات العراقية في الخارج مما يعني إيجاد سفيرين في وقت واحد لدولة واحدة. وذلك يخالف القانون الدولي الدبلوماسي, وكأن الإخوة المسئولين الأكراد يشعرون ب( الغبن) في عدد السفراء الاكراد الذين يشغلون السفارات العراقية في الخارج ! وخاصة في الدول الأوربية التي تحول عدد من اللاجئين فيها إلى سفراء ! وتلك مفارقة ربما تحدث لأول مرة.

خامسا: إطلاق التهديدات المستمرة المعبرة عن( الصلف والمراهقة السياسية ) بضم المناطق ( المتنازع عليها).. وكأن الحديث يدور عن مناطق حدودية بين دولة وأخرى. وليس مطالبات مواطنين بحقوق يعتقدون أنها لهم, من مواطنين آخرين سيطروا عليها. حيث أن مكان( التنازع) بالتأكيد هو القضاء العراقي وخاصة المحكمة العليا.

سادسا: الزيارة المثيرة للجدل التي قام بها رئيس ( الإقليم) إلى بعض الدول الخليجية والتصريحات التي تم الإدلاء بها خلال الزيارة المؤشرة ل( تسويق )الدولة الكردية المفترضة!

سابعا:الإجراءات المعقدة المتخذة من قبل سلطات ( الإقليم) حيال دخول العراقيين وإقامتهم في المنطقة الشمالية !وكأنهم يزورون أو يقيمون في دولة ثانية. في الوقت الذي (يتولى السادة الأكراد المسؤوليات السيادية والوزارات والإدارات العامة ورئاسة أركان الجيش. وهم يضعون أصابعهم في كل و زارة وزاوية من زوايا النشاط السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

ثامنا: فرض الإجراءات الهادفة إلى منع قطعات الجيش العراقي من دخول مناطق محددة, هي خارج الحدود الإدارية ل( الإقليم ) . كما حدث من إشكالية في خانقين.

تاسعا: التصريحات الأخيرة للسيد رئيس ( الإقليم) التي يعلن فيها ( أننا لن نترك بغداد للآخرين ) .. ترى من هم الآخرون؟ .. هل هم طارئون على بغداد؟ إنها والله ( لمهزلة)!

عاشرا: الإكثار من التصريحات الهادفة إلى إثارة النعرات العرقية والطائفية التي لا تخدم العراق أرضا وشعبا. ولا تؤدي إلا إلى القطيعة بين أفراد الشعب العراقي .

أحدى عشر: إقرار دستور ( الإقليم ) , الذي يعتبر مناطق( حوض نينوى) و( مناطق في ديالى) و(بدرة وجصان ) في محافظة واسط الواقعة في وسط العراق ( مناطق تابعة لكردستان ).. وفي الحقيقة لم يبق إلا بغداد وفرها هذا ( الدستور الأخطبوطي)! .. وربما نجد في وقت آخر من يرفع ( عقيرته), باعتبار ثلث بغداد التي يسكنها حوالي مليونا من الأخوة الأكراد, أيضا ( كردية )!!!

ثاني عشر: التمنع المستمر من قبل القيادات الكردية المتنفذة عن الجلوس إلى طاولة الحوار مع السلطة المركزية لحل المشاكل العالقة.. ربما في مسعى يستهدف إحداث التراكم في هذه المشكلات, لكي يحار المرء من أين يبدأ في حلها ؟

ثالث عشر: الاعتراضات المعلنة والمتسمة بالعنف اللفظي على زيارات كان قد قام بها الجعفري والمالكي, إلى تركيا واعتبارها موجهة ضدهم وذلك كله من صلاحيات السلطة المركزية. وليس لأحد الاعتراض عليه قانونيا.

رابع عشر: فتح المناطق العراقية ( الكردية ) للدول والأجهزة المعادية تاريخيا للعراق ووحدته ومصالح شعبه. من خلال الاجهزة الاستخبارية والشركات متعددة الجنسيات, العاملة تحت أغطية وجنسيات وهمية لا تتطابق مع حقيقة جنسياتها وأصولها وأهدافها وكأن تلك المناطق( ضيعات ) يمتلكها المتنفذون في الشمال العراقي!ولسنا في معرض الإشارة إلى ( اليهود الأكراد ) الذين وجدت لهم رحلات أسبوعية الى الشمال العراقي !وهم بالطبع من أصول عراقية كردية كانوا قد هجروا أنفسهم إلى إسرائيل في خمسينات القرن الماضي وذلك في أعقاب تأسيس تلك الدولة..ولكننا نقصد بذلك أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والاسرائليين من غير العراقيين الذين حياهم خلال الأسبوع الماضي رئيس الإقليم بقوله( إننا لن ننسى الدعم الذي قدمته الدولة العبرية لوالدي) كما نشرت ذلك الصحف الأمريكية .

رباط الفرس: إننا عندما نورد تلك الإشارات المختصرة, في هذه الموضوعة, لا نأتي بجديد حول هذه الحقائق, المنشورة في الوثائق والأدبيات الغربية, ولا نستهدف من وراء ذلك (الفضح لأجل الفضح).. بل أن هدفنا من كل ذلك التبصير بحقيقة أن الشعب العراقي قد غادر الوقت الذي يمكن أن يخدع فيه بالشعارات والكلام المعسول ! وعلينا أن نصارح شعبنا على الدوام. ونحترم ذكائه وإرادته ونعمل على تعزيز وحدته .. وإذا كان انفصال الأخوة الأكراد سيحقق لهم مصالحهم القومية, ويؤدي إلى تطورهم الاقتصادي والاجتماعي, فنحن أول المهنئين بإعلان( الدولة الكردية ) .التي لا نختلف مع من يرفع شعارات إعلانها لجهة الطموح القومي.. ولكن ترى.. هل ستصمد تلك ( الدولة ) المنشودة في عالم اليوم ؟خاصة وان من يعتد به من ( حماة ) هذا الطموح القومي ينظرون إلى مصالحهم الذاتية , قبل أي شيْ آخر. ومصالحهم بالتأكيد لا تكمن في بقعة محدودة ومحاصرة بدول لا يسرها في اقل ما يمكن أن يقال ذلك ( الطموح القومي ).. وهي التي منعت( أكرادها) حتى من التكلم باللغة الكردية ! وهم ليسوا قلة قليلة بل يبلغ عددهم أكثر من 35 مليون نسمة.

أن وقائع ألتأريخ والجغرافيا تؤكد حقيقة أن حياة ومستقبل الأخوة الأكراد يكمن في العراق.. ولا شيء غير العراق يمكن أن يضم هؤلاء الأخوة. وعليهم ترك معاول الهدم جانبا والتوجه بقلوب مؤمنه بالعراق لصيانة وحدته وبناءه. والعمل على معالجة المشاكل العالقة بروح المواطنة الحقة .. ومغادرة المؤامرات والتسلكات المعادية لأهداف الشعب العراقي.. وهم في كل ذلك لن يخسروا شيئا. بل أنهم ربما سيربحون العراق.. العراق كله, وليس( نتفا ) من مناطق يجري لصقها ببعض دون جدوى. وبذلك تتوفر لهم فرصة خدمة شعبهم الكردي والشعب العراقي عامة تحت مظلة من الأمن والسلام والبناء الذي يعد اليوم العامل الأهم في إخلاص القيادات لشعوبها إن كان هناك إخلاصا حقيقيا!!