أطفال على الطرقات من فتيةٍ وفتيات
تبيع الحلوى والبالونات للمارة وركاب السيارات
يتجمعون على إشارة المرور و في المناطق المزدحمة والأسواق
يلحون ويرجون الناس مساعدتهم ليحصلوا على قوتٍ لأهلهم آخر النهار
في ثيابٍ رثة وحال بائسةٍ ومرارة وحسرة في نفوسهم
قلقون متى ستنفذ بضاعتهم ، وفي البيت أمٌ تنتظر عودتهم
وقد شددت عليهم وهم يتركوها في الصباح ،ألا يعودوا إلى البيت إلا وباعوا كل ما لديهم
الحاجة والتسول تملأ الطرقات
والأطفال تسعى هنا وهناك للقمة عيشٍ ودراهم معدودات وكفايةِ أهل فقراء
يهرعون إلى السيارات على إشارة المرور
فتمتد أيدي لمساعدتهم وأخرى تسرع بعيدة عنهم
ثم يعودون إلى دارهم في عتمةِ الليل- وضلال الطريق
(2)
ظاهرة البيع والتسول على الطريق تتفاقم وتشتد
إنه زمان القهر- والذل واليأس- والجوع- والألم الشديد
فالإهمال- واللامبالاة- والنسيان تعم البني آدميين
والناس في أمور حياتهم لاهين قلوبهم قاسيةٌ لا ترحم المسكين
أين زمان الخير والإحسان والقلوب الرقيقة تحنو على الفقير؟
أين من يمسح دموع طفلٍ مسكين يبكي
في منتصف الليل مازال باقياً على الطريق؟
لم يحصل على قوتِ إخوته الجائعين
ولا يدري أين يقوده المصير
قد يأتي الإحسان عن طريق إخوان طيبين
آمنوا بقول رب العالمين:
"من يوفي بعهد الله ويرحم المسكين
حسنتُه بعشرة أضعافٍ ورِضى رب العالمين"
(3)
إن الدور الأهم في حياة الأطفال المتسولين هو دور المسؤولين
يؤمنون مزيداً من المأوى- ودور الخير لحماية الأيتام والمشردين
وتأمين عمل وإنتاج للعاطلين وتعليم- وإعادة تأهيل
فيعود الطفل إلى مجتمعه معافاً سالماً
وينضم إلى أبناء المجتمع الصالحين...
الخوف ثم الخوف في زمان الحاجة والقهر والنقمة على الطريق
أن تتحول النفوس المحروفة إلى لصوصٍ, وأحداث, وقطاع طريق