آخر الأخبار

ثقافة الانتاج 1 - محاورة

أيها السادة المحترمون قبل أن ابدأ ثقافة الإنتاج وكنت قد قررت أن أقدمها على سلسلة حلقات قابلة للنقاش الموسع والمطول فرأيت أن أمامي خيارا" آخر هو تقدمنها على حلقة واحدة قابلة للتوسع الأكبر بالنقاش يتبعها تقديمها كسلسلة فقررت أن أقدم هذه الحلقة المضغوطة وبعدها نتبعها بسلسلة من قصص النجاح منها ما هو مطبق على الواقع ومنها ما بقي مشروع فكري يحتاج إلى حوارية عقولكم النيرة وفي هذه الحلقة اسمي مقالتي اليوم ثقافة الإنتاج وببعدها تأتي ثقافة الإنتاج وحتى تملوا أرجوكم تحملوا فذلكتي وربما يكون فيها فائدة
أردت أن اسمي نشاط هذا اليوم محاورة وليس مقالة لعدة أسباب : أهمها الهدف من هذه المحاورة حول الفكرة فإما أن نقتنع بها وندعمها أو نقتنع ببعضها ونعدلها أو ننسفها ونحضر فكرة بديلة = ما يسمى العصف ذهني =
مقدمة :
لقد شهد العالم منذ التسعينات لليوم تطورا" لم تشهده البشرية خلال تاريخها الطويل ونحن اليوم نتجه ووصلنا إلى عصر المكتبات بلا كتب والمدارس بلا معلمين والديمقراطية بلا صناديق اقتراع 00 والعالم الافتراضي الذي اختزل عقد برمجياته بثنائية الصفر والواحد وصولا" إلى عالم تحكمه إستراتيجية الهدم البناء حيث قانونه المفرد هو حصيلة الجمع الصفري 00 وفي ظل هذا الكون الذي أصبحنا محكومين بقوانينه ومعطياته وحتى لغته الصماء الساحرة00 البكماء الناطقة المجردة الحية 00الافتراضية الواقعية 00في هذا العصر الذي يسعى بشكل محموم لأنسنة الروبت وروبتة الإنسان وما لهذا الموضوع من آثار00 ومع مظاهر العولمة بسلبياتها وايجابياتها فإن تخلفنا نكون خارج نظامها وإن تقدمنا سحقتنا بالحوافر والظلف 00 وكان للسيد الرئيس بشار الأسد حماه الله سبقا" وسعيا" وأطلق صافرة الخطر محذرا" ومنبها" عندما قال في المعلوماتية الشام 2000 وقبل توليه الرئاسة قال سيادته :
-كيف يمكن لإنسان لا يمتلك خوارزمية تفكير منطقية أن يتعامل مع آلة تمثل ببرمجياتها الصلبة والمرنة منتهى التسلسل المنطقي 000 كيف يمكن لإنسان لا يقبل الآخر ولا الرأي الآخر أن يقبل أن يشاركه الحاسوب اتخاذ قرار ما 00 وقال سيادته : الحاسوب آلة تحترم الزمن وتقوم بإجراء آلاف أو ملايين العمليات في الثانية الواحدة كيف يمكن أن نتصور هذه الآلة إذا أديرت من قبل أناس لا يهتمون بقدر الساعات ولا الأيام 00 وأردف سيادته : ومن هنا نصل إلى سؤال محوري آخر هو : هل يمكن أن نتطور معلوماتيا" دون أن نتطور اجتماعيا" ؟
فكان هذا السؤال الأخير لسيادته هو إطلاق للمشروع المجتمعي الرقمي المعلوماتي المشروع الذي يحد من سلبيات العولمة من خلال التكوين الرقمي لبنية المجتمع السوري كما هو واستشعار احتياجاته والسعي لإيجاد الحلول والاستفادة من نظام المعلومات وتقانات الحاسب وبرامجه وكان برنامج القرى الصحية أحد هذه البرامج الذي حظي بالدعم من سيادته وتابعت الدعم السيدة أسماء الأسد عقيلة السيد الرئيس فزارت القرى الصحية وقدمت المساعدات عن طريق الصندوق السوري لتنمية الريف ( فردوس ) وحظيت القرى بالدعم المادي والمعنوي 00 ولم يكن ينقصنا سوى صدقنا مع ذواتنا لنحظى بكل ما تريد قرانا من خلال منهجية البرنامج والجهات الداعمة
آلية العمل :
1- بناء نظام معلومات : - يبدأ بترقيم المنازل - تقسيم المنازل إلى أحياء عدد كل حي حوالي 20 منزل فما دون - اختيار مندوبات أحياء متعلمات ليسهل تدريبهن على جمع البيانات وكيفية التعامل مع الاستمارات والإسقاطات - إسقاط الاستمارات على استمارة واحدة لكل حي لتكوين مؤشرات رقمية للحي الواحد ومن ثم استمارة واحدة للتجمع الكامل لتعطي مؤشر على مستوى القرية ككل - إجراء تحليل للأرقام والبيانات -
2- يتم تشكيل مجلس تنمية موسع منتخب انتخابا" حرا" من المجتمع المحلي يضم كل الشرائح الممكنة من أصحاب الرأي في المجتمع المحلي ومن خلال مجلس التنمية يتم انتخاب حر للجنة تنمية هدفها متابعة الاحتياجات المجتمعية كما يستشعرها المواطنين ومن خلال الاستمارات المذكورة سابقا" وتعمل هذه اللجنة على مبدأ الهرم المقلوب حيث المجتمع المحلي يستشعر احتياجاته وتقوم لجنة التنمية بالسعي لتأمينها عن طريق المداخل المختلفة لتحقيق الخطط وبمساعدة فرق الدعم القطاعي في القرية والمنطقة والمحافظة وبالقطر
- أيها الأخوة درست الاستمارات بشكل دقيق ووافي مشكلة المواصفات العمرية للسكان والعمل والعاطلين عن العمل والملكيات والسكن ومواصفاته والبيئة والمخاطر والدخل والإنفاق مما يتيح إجراء مقارنات تساعد على إعداد الخطط على سويات مختلفة : السوية الأولى : السوية الأسرية وهي الاحتياجات التي تراها الأسر - السوية الثانية الاحتياجات التطويرية للمؤسسات القائمة : بلدية - جمعية فلاحيه - مدارس - نادي رياضي 00 الخ
- السوية الثالثة هي السوية على مستوى القرية كما يراها أهل القرية ومحددة هذه السويات من خلال الاستمارة المذكورة ومن خلال المسح الميداني 00 بعد استشعار الاحتياجات تسعى لجنة التنمية من خلال المداخل المختلفة وبمساعدة فريق الدعم القطاعي لتحقيق هذه الاحتياجات ووفق قوانين كل جهة منها
خلاصات ونتائج
- دعونا ندخل عالم الرقم لنستطيع أن نتخذ قراراتنا فمن المعيب أن يقوم ابسط الناس بتشكيل رقمي لتحقيق احتياجاته كأن يضع خطة لشراء بقرة ويقوم بحساب قيمتها ويبحث عن طرق تامين تمويل مشروعه البسيط ونحن على مستوى بلداتنا وقرانا وحكومتنا أبعد ما نكون عنه
- الأرقام إما ايجابية أو سلبية فإن كان الرقم ايجابي نضع خطط بمداخل مختلفة لتطويره وإن كانت سلبية نضع خطط بمداخل مختلفة لتغييرها
- خطط التنمية تحتاج إلى الكل والكل كما عرفه السيد الرئيس بشار الأسد : كل واحد مع الآخرين : أي لا يوجد أحد خارج هذه الكل وهذا ما يسمى بالرياضيات العلاقة الإشعاعية
- يوجد اعتقاد خاطئ هو أن نحسب أن النجاح في أي عمل هو أن نحقق 50 0/0 من هذا العمل وبرأيي النجاح هو كل ما يزيد عن 0 0/0 مع السعي الحثيث نحو ال 100 0/0
- اعتقد أن المجتمع أشبه بجسم هلامي شديد التماسك أي جزء منه نسحبه للأمام تتبعه باقي الأجزاء ففي الهند علموا المرأة فانخفضت الوفيات بين الأطفال
- يجب أن ندخل التفاصيل الرقمية الموصلة للحقيقة حيث لا شيطان هناك
- لا يمكن لأي خطة تنمية أن تتم وتتطور وتنجح الا بدور حقيقي وفاعل للمرأة والشباب ويجب زجهم في التخطيط والتنفيذ فلسنا دائما" على صواب
- يجب أن لا نخشى الرقم السلبي لأن فيه موصفتين مفرحتين للمخططين والمنفذين التنمويين هما : - لسنا مسئولين عنه - قابليته للتغيير
- المصلحة العامة ليست نقيض المصلحة الخاصة حيث المصلحة العامة هي مجموعة المصالح الخاصة وبهذه القاعدة يجب أن تبنى مشاريع التنمية على قاعدة تامين احتياجات الكل
- يجب أن تتم التنمية في ظل خصوصية المجتمعات ولا تكون لا بديل لها ولا مهددة لخصوصيتها فلا احد يستطيع ان يقنع مجتمع يعتقد أن خصوصيته مهددة بسبب برنامج ما بالتعاون معه
- أصحاب الرأي يختلفون بين مجتمع وآخر فيجب معرفة من هم في كل مجتمع والسعي باتجاههم لتحقيق الخطط فهي الخطوة الأولى الصحيحة
أيها الأخوة قدمت لكم عجالة حول البيئة الفلسفية والعلمية للعمل كمقدمه لا بد منها لمتابعة ثقافة الإنتاج وقصص النجاح حولها مما يجعلني أعود إلى أفكار كنت قد نشرتها سابقا" كمقالات تنموية ربما كان فيها الفائدة وكوني دأبت أن اسأل سؤال لكل حلقة ثقافة استهلاك أجدني اسأل سؤال ثقافة الإنتاج وهو :هل يمكن أن نطور مجتمعاتنا بما فيها مؤسساتنا ونخرج من الخطاب النقدي المتهالك أو التسويفي الذي لا تساوي قيمته وقت المستمعين له ؟ سنرى ذلك في سلسلتنا الجديدة من ثقافة الإنتاج إن شاء الله

حورات عمورين في : 13 تشرين الثاني 2009

alafeef@scs-net.org