من المهم أن نبني ترسانة حربية قوية ، ولكن الأهم قبل هذا كله أن نبني الإنسان ، فالإنسان هو الطاقة والفكرة والتطبيق وهو من يبني ويعمر ، كما أنه المستفيد من المنجزات وبالتالي فان صناعة الانسان أعظم من بناء الالات ، ولا تتأتى صناعة الانسان الا بغرس الأخلاق والقيم في نفسه ، (الاخلاق )هذه الكلمة التي نحن بأمس الحاجة إليها ، فقد نسيها بعض المسلمين أو تناسوها ، حيث نجد من يتشدقون بها ولكنهم بعيدين كل البعد عنها ، ونجد من لا يلقى للاخلاق ولا للقيم بالا بل ويرمون بها عرض الحائط ، وينسون أنها أساس بناء الانسان والمجتمع .
لا ننكر أن القيم مثلها مثل كل شيء في الدنيا قابلة للتطور واتخاذ مساقات جديدة رغم ثبات أصولها وعدم قابليتها للتجزئة ، فقضايا العصر ومتطلباته تفرض أنماطا جديدة من القيم لابد من إدراجها في ذلك السلم القيمي ولكن هل قبول أي شئ من الغرب بكل ما فيه من انحلال وضلال هو الانفتاح الذي نبحث عنه !!وهل الانفتاح المطلق على كل شيء بدون حدود هو التقدم ؟ لقد حول أعداؤنا دلالات الألفاظ إلى الوجهة التي تخدم أهدافهم الدنيئة ، وتزيد من الخبائث وتخلع على المنكر ثوبا خداعا ناعما وتبعد شبابنا وأمتنا عن الاخلاق ، فسموا الخمر التي هي أم الخبائث (مشروبا روحيا ) وسموا الزنا حيث الشهوة والبهيمية (تعاطي الحب) ، وما إلى ذلك من ألفاظ حتى ظن الشباب والشابات أن الخلاعة والخمور والانحلال فنا والإجرام بطولة وأن التبرج والعرى موضة ، وأن البعد عن منهاج الله تقدمية وأن اتباع منهاج الله رجعية حتى وجدنا أن بعضا من الشباب قد نفروا من كل خير واتبعوا كل شر .وصدق فينا قول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام "لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن ".
ما المنا فعلا هو اطلاق مسابقة ملكة جمال فلسطين !!! ولا ندري لماذا تقام مثل هذه المسابقات ؟ وما المطلوب منا عندما نسمع عنها ؟ هل نفرح أم نبكي . هل نفرح لانه أخيرا وبعد طول انتظار ستنطلق مسابقة ملكة جمال فلسطين ، بشراكم يا مسلمين فقد تحرر الاقصى من الاحتلال ، وفك الحصار عن غزة ولم يعد الشعب الفلسطيني يذوق الامرين ، ولا مكان للبطالة في بلادنا ، فقد أصبحنا نعيش في رغد وهناء ولم يتبق لنا الا ان نطلق مسابقة ملكة جمال فلسطين كي نلحق بركب العالم المتحضر ، ونسابق العالم ونصبح الأمة الرائدة !!!أم نبكي على الحال الذي وصلنا اليه ، نبكي فليس لنا الا البكاء قما أضحى لنا اليوم بين الناس من شأن !!!ما المطلوب من شبابنا وفتياتنا بالتحديد؟
قالوا لها في خسة وحقارة *** حتى متى تبلى بلبس خيام
قالوا نريد لأختنا حرية *** وإلى متى ستعيش عصر ظلام
خدعت بنات المسلمين بدعوة *** من ثلة مأجورة الأقلام
وبدت فتاة الحق سلعة فكرة *** لمجلة في فكرها الهدام
أختاه كيف ظننت أن معربدا *** يسعى بمؤمنة لأمر سام
أختاه كم يرجو اللئيم خروجها *** لتكون نهبا للفؤاد الظامي
سؤال بسيط يتبادر للذهن ما الذي ستسفيده فلسطين أو الدول العربية من اطلاق مثل هذه المسابقات ؟ لا أرى في ذلك سوى اتباع الغرب بضلاله وباطله. لان الغرب لا يطلقون مثل هذه المسابقات الا من أجل رغبة الرجل الغربي في الاستمتاع بأنوثة المرأة، ودليل على أن المرأة عندهم لا تهمهم كرامتها بقدر ما يهمها لفت الأنظار إلى جمالها وأنوثتها؟فمسابقات ملكات الجمال مناسبة لاستمتاع رجال التحكيم والمتفرجين بأجسام الفتيات المتسابقات تحت ستار مشروع في رأي هذا الحضارة.وهل المطلوب منا أن نصبح مثلهم لتتغير مفاهيمنا ومبادئنا .
فعندما تتبدل المفاهيم وتتغير المبادئ تكون الكارثة وحين تنبذ المرأة المسلمة الحجاب تكون المصيبة ، والأخطر من ذلك كله عندما نجد من يصغي للغرب بأفكاره المسمومة من الدخول إلى بلادنا . يقول عليه الصلاة والسلام :" إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعذاب " ، وقال :" لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ، أو ليسلطن الله شراركم على خياركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم " .نحن مطالبون بأن نتحسس مكامن الخطر والعلل ونعمل من أجل القضاء على كل ما هو سلبي ،. فلا ننساق وراء الغرب وأفكاره ، ولا نقلدهم أو نقتبس من أخلاقهم السيئة ، وعاداتهم القبيحة .حتى لا يكون المواطن فريسة سهلة لأي متربص بل يكون عزيزا قويا .