تتحول الكثير من الأراضي الزراعية في مناطق مختلفة من محافظة اللاذقية إلى مستنقعات حقيقية أيام الشتاء بسبب سوء أو عدم وجود تصريف لمياه الأمطار، ما يؤدي إلى بقاء المياه الزائدة عند قدرة استيعاب الأرض راكدة لفترات طويلة وهذا بدوره يسبب تملح التربة وإصابتها بطيف واسع من الأمراض الفطرية ما قد يهدد بإخراج الأراضي الزراعية من دائرة الاستخدام .
والسبب الرئيسي لذلك يعود إلى الإهمال والاعتداء الذي تعرضت له في السنوات الأخيرة الخنادق والقنوات والسواقي المحفورة بين الأراضي الزراعية والتي كانت تشكل من مئات السنين شبكة تصريف طبيعية ومصفاة لمياه الأمطار.فالكثير من القنوات والخنادق بحاجة إلى تعزيل وتنظيف وتعميق، وكذلك هنالك الكثير من المزارعين الذين قاموا بردم تلك الخنادق والقنوات الموجودة منذ زمن بعيد حول أراضيهم طمعاً بكسب بعض الأمتار فأضروا أنفسهم قبل الآخرين بسبب غمر أراضيهم وحقولهم بالمياه.
كما أن مشاريع الطرق المنفذة في المحافظة كان لها دور كبير في تفاقم المشكلة فهذه الطرقات نفذت دون مراعاة لمسألة تصريف مياه الأمطار التي تتجمع على جوانبها وشكلت ما يشبه السدود والحاجز للمياه والتي تساهم أيضاً في تخريب الطرقات وتفتيت الطبقات الإسفلتية ، وخير مثال على ذلك أتوستراد اللاذقية -طرطوس ، اللاذقية - كسب والسكة الحديدية وغيرها من الطرقات الموجودة داخل القرى وخارجها ، لذلك لابد من مراعاة تأمين التصريف لمياه الأمطار قبل إنشاء الطرق وذلك من خلال إقامة الخنادق والقنوات المختلفة والعبارات ووصلها بالأنهار والسواقي .
وتعد أهمية إقامة شبكات خاصة للتصريف المطري بين الأراضي الزراعية في المنطقة الساحلية ، بمستوى أهمية تأمين شبكات الري وذلك بسبب غزارة الأمطار، والتي تهدد بإغراق وتخريب الأراضي الزراعية وهناك الكثير من الأمثلة التي سبب فيها الغمر بتدهور المحاصيل ويباس الكثير من الأشجار المثمرة، وهذه من مهام مديرية الموارد المائية والتي ما زالت جهودها في هذا الإطار تكاد تكون معدومة ، ولا بد برأي أن يكون إنشاء شبكات وقنوات المائية للتصريف إلزامياً ، لأنه إن لم تكن هناك شبكة متكاملة للتصريف لن تتحقق الفائدة المرجوة .