التيس : لماذا أنت مكتئب وحزين ياسيدى الزعيم؟
الزعيم : لأننى سأتنازل عن العرش قريبا.
التيس : هل شفيتم من وباء الشمولية، أم أصابتكم عدوى الديمقراطية؟
الزعيم : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، أصمت أيها التيس اللعين.
التيس : ماذا دهاك يامولاى ، لما انت حانق ؟
الزعيم : أيها الأحمق عزرائل بدأ يطرق الأبواب وقد يدخل دون استئذان ليقبض روحى .
التيس : نحن معشر التيوس فى نعيم فلا انتخابات بلدية ولاتشريعية ولارئاسية ولايحزنون ، نأكل كلما جعنا وننكح الماعز متى رغبنا دون أن يتهمنا أحد بأننا اقترفنا خطيئة أو معصية.
الزعيم : أنا هبة من السماء وفيلسوف ومفكر وداعية وشاعر ومؤرخ ومؤلف قصص قصيرة و طويلة وقائد عظيم وحكيم.
التيس : أين فطنتك يازعيم ؟ الم تكتشف طيلة فترة حكمك الاستبدادى بأن شعبك يضحك على لحيتك وينافقك خوفا من بطشك وجبروتك !
الزعيم : لعنة الله عليك ياتيس الشؤم ، أنا مشفق على شعبى الذى يتجرع كؤوس الذل يوميا وأدمن على الانبطاح و الهوان ،هل تضمن بأن خليفتى المرتقب سيواظب على انتاج لقاح التياسة بنفس الجودة ؟ هل ستغطى الكمية المصنعة محليا احتياجات الأسواق العربية ؟ كل هذه الهموم تؤرقنى .
التيس : ستبقى روحك يازعيم ترفرف فى سماء الوطن وستظل تماثيلك شامخة فى الميادين ان أحسنت اختيار خليفتك ولاأعتقد بأنك لن توفق فى الاختيار .
الزعيم : أخشى ماأخشاه أن يجعلوا من قبرى مرحاضا للمشردين وعابرى السبيل .
التيس : لاتكن متشائما يامولاى ، صحيح أن الناس كانت تبصق عليكم كلما ألقيت خطبة تافهة بمناسبة العيد الوطنى المزعوم حيث تصفها أبواقكم الناعقة بالتاريخية ، صحيح أن الناس كانت تشمئز وتوشك على التقيؤ كلما أوردت صحفكم المأجورة وبثت قنواتكم الفضائية المقرفة أخبار بطولاتكم الوهمية وأحداث سفرياتكم الى أوروبا وأمريكا بذريعة خدمة القضايا العربية ، وفى بعض الأحيان تنتظرون من المواطن المنكوب أن يبتهل من الفرح عندما تدخلون الى الحمام وكأنكم اله الخير والحياة والمطر والخصوبة ، لكن فى نفس الوقت كانت الجماهير تهتف بحياتكم وبعروبتكم وقوميتكم وتحلف " بسماها وترابها " .
الزعيم : صدق من قال " خذوا الحكمة من أفواه التيوس " لو لم يمنحنى الرب ياغبى تلك الصفات القيادية والمواهب المتميزة لما بقيت راكبا على ظهور العباد منذ عشرات السنين انتهك أدميتهم وهم صاغرون ومستسلمون لايتآوهون .
التيس : لقد فاض بى الكيل ولم أعد أحتمل استحماركم أيها الزعيم الأبله ومن هذا المنطلق لابد أن أصارحك بأننى أنا التيس ولافخر أرفع منك منزلة وأعظم شأنا .
الزعيم : وكيف ذلك أيها التيس الفصيح ؟
التيس : رويدك رويدك يازعيم ويامحرض الأمة الخالد ، صحيح أن الله أهاننى بأن جعلنى مهتوك الستر ، مكشوف الدبر منذ الولادة والقبل ورائحة أبداننا النتنة يضرب بها المثل نحن التيوس ونعلم أيضا بأن العرب اذا أرادوا أن يهجوا شخصا ويصفوه بالغباء قالوا : " انما هو تيس " لكن الا تتفق معى ياسيدى " المطاع" بأنكم أنتم العرب قد كرمكم الله وفضلكم على سائر المخلوقات الا أنكم وبوقاحة متناهية كشفتم عن سؤاتكم طواعية وجعلتم من نسائكم باغيات باسم الحرية وأصبحت أوطانكم مرتعا للزنادقة والأوغاد حيث قتل الغزاة أطفالكم ونهبوا ثرواتكم وحطموا كبريائكم ولاطوا برجالكم وزنوا بأراملكم...لاياسيدى التيوس لاتتسول ولاتأكل من وراء البحار بل أحيانا يستشهد التيس ولايفرط فى شرف أنثاه وكثيرا مايستشرس ليحمى مرعاه.
الزعيم : لافض فوك أتمنى لو أن الله خلقنى تيسا .