آخر الأخبار

عاوزين نقلع, نقلع كلنا !!

, ومنذ ان ظهرت صناعة السينما في العالم العربي في بدايات القرن العشرين بدأت تظهر معها شيئا فشيئا محاولات الكشف عن اجساد النساء سواء عبر ملابس السباحة او الملابس القصيرة في المجتمعات العربية المحافظة وفي اولى الافلام كان المخرج يستعين بفتيات يونانيات من سكنة مصر في ذلك الزمان وشيئا فشيئا استبدلن بفتيات عربيات ومسلمات تبارين في كشف المستور وطرق باب المحظور حتى وصلت الحالة في السبعينيات الى مستوى اصبحت الثياب فيها على جسد الممثلة في الافلام المصرية اقل من الموهبة في سيناريو الفيلم الذي لم يكن يعتمد على شيئ سوى على اظهار مفاتن البطلة بمناسبة او بدون مناسبة وكان لافلام العري بطلات اشتهرن بها ومنهن من تابت ومنهن من بقيت تحمل الراية حتى مماتها تحت شعار العري التام او الموت الزؤام وكانت لبعضهن صولات وجولات في عالم العري والخلاعة والدعارة حتى جاء يومنا هذا واصبح العري على عينك ياتاجر واذا كان سابقا في السينما وحدها فاليوم صار في السينما والتلفزيون والانترنت وكل مكان .

هدفي من هذه المقدمة العارية هو التطرق الى موضوع شغل العالم العربي من المحيط الى الخليج وهو طبعا ليس احداث سوريا ولا اليمن ولا طبول الحرب التي تدق ولا الفتن الطائفية ولا المشاكل الاقتصادية ولكن موضوع اهم من هذا بكثير الا وهو ان فتاة مصرية خلعت ثيابها وتصورت عارية ووضعت صورتها على الانترنت وقامت قناة العربية مشكورة بالترويج لهذا الموضوع مع ذكر كل مايلزم القارئ النبيه للوصول الى موقع الفتاة ومشاهدة صورها ثم عادت نفس القناة في اليوم التالي لتتباهى بان عدد زوار صفحة الفتاة وصورتها العارية زاد 5 مرات عن اكبر رقم حققه اي موقع سياسي او ادبي في العالم العربي .

طبعا مقالي ليس عن الفتاة نفسها فهي لا اول ولا اخر من تعرت ونشرت صورها عارية ولا هي شخصية عامة تعتبر صورها العارية فضيحة سياسية لحكومة او دولة , فالفتاة ليست سوى باحثة عن الشهرة وقد وصلت الى مرادها وقد نراها بعد فترة ممثلة او مطربة او حتى مقدمة برنامج سياسي يحمل عنوان ( الحقيقة العارية ).

المقال هو هو الاعلام العربي ومدى تفاهته المتعمدة او الغير متعمدة والتي تجعل من خبر خلع فتاة لثيابها حدثا قوميا وخبرا مدويا وكأنه صدمة اصابت الشارع العربي الذي لم ير لحد الان اي أمرأة عربية عارية او شبه عارية علما ان زيارة سريعة لاي مدينة سياحية عربية ستريك العجب وسترى اللحم العربي المكشوف مختلطا باللحم الاجنبي في بانورما عري وخلاعة يعف عن ذكر تفاصيلها اللسان .

فهل هذه الحركات مقصودة لابعاد الانتباه عن اشياء اخرى ام انها مجرد محاولة رخيصة لجذب المشاهدين حتى لو كان عن طريق الترويج للدعارة والفسق والفجور ؟ ولم يستغرب الاعلام العربي هجوم الملايين لمشاهدة صورة الفتاة وهم قاموا بالترويج لها وكأنها قادمة من كوكب المريخ وأن من لم يشاهدها فقد ضاع عليه نصف عمره ؟

ايها السادة العري موجود ولايحاول انكاره الا احمق والفساد ايضا موجود في كل مكان وهو أمر لانفخر به ونصر على محاربته حفاظا على القيم الدينية والاجتماعية والاخلاقية واذا استطعنا ان نسامح تلك الفتاة صغيرة السن على حماقتها وانجرارها في طريق الرذيلة العلنية وربما بتشجيع من نفس وسائل الاعلام التي تقصف عقول شباب وفتيات الامة ببرامج العري والشذوذ والعلاقات المحرمة الا اننا لن نغفر دور القنوات التي روجت لهذه القضية وجعلتها لايام عديدة شغل الامة الشاغل وهمها بدلا من الانتباه الى المصائب التي تحيط بها .

واقول لكل من يعمل في هذه القنوات ان تلك الفتاة خلعت ثيابها مرة ولكنكم تخلعون ثياب الشرف والقيم والامانة الاعلامية والادبية عن اجسادكم كل يوم وتعرضونها على الملأ العام دون حياء او خجل .