وأن تكون عونا للسائرين فى طريق الإصلاح مهما بدا الطريق مظلما ومهما بدا اليأس مخيما فى زمن صارت فيه الفتن كقطع الليل المظلم تدع الحليم حيرانا من أحوال فرط ومعايير معوجة يرى الناس من خلالها الحق باطلا والباطل حقا ...والله المستعان.
1/لقد استبان لى أن أكاذيب الأقوياء لها عضلات تتم بأمر القانون الوضعي (أو حتى بتعديلات دستورية مشبوهة) ذلك القانون الذى يشبه خيوط العنكبوت: يصيد الذباب ولا يصيد القطط السمان لكن(الأكاذيب) حتما ستزول مع الأيام وتبقى لعنة التاريخ للذين فرطوا فى حق الوطن ومبادئ الدين وزوروا التاريخ.
2/ لقد استبان لى أن للغرب مدنية وليست له من حضارة ( والبون بين المصطلحين كبير)هذه المدنية التى يسميها البعض حضارة ما كان لها أن تبقى لولا ضعف المسلمين وإن الإسلام لهو الوارث الحقيقى لتلك الحضارات...وغدا نجلس ونقول (بضاعتنا ردت إلينا).
3/ لقد استبان لى أن الله أبى أن يُسأل عنه من يجهله فقال ( الرحمن فاسأل به خبيرا) لذا فإن الأمم التى تحارب العلم لا يمكن أن ترتفع لها راية...والأمم التى تطرد علماءها ثم تتباكى أين طيورنا المهاجرة لا يمكن أن تنهض ...لا يمكن.
4/لقد استبان لى أن من العبث أن نحلم أو أن نبحث عن العدل ( الاجتماعى وغيره) فى ظل تلك الكوابيس السياسية التى تمنهج للإفساد بقوانين تحمى القطط السمان ثم تروح وتتباكى على حق الوطن من متهربى دفع الضرائب!!
5/لقد استبان لى أنه كما لا يقبل من الراقصة أن تدعو إلى العفة، وكما لا يقبل من البليد أن يدعو إلى التفوق العلمى، فلا يقبل أن تدعو أمتنا الإسلامية الآن إلى قيادة الإسلام للعالم ! لقد فضحتنا مصالحنا الشخصية على حساب قضايا الوطن والدين...فالشعاع المضيء لا يفيد منه إلا عين بصيرة! وأصحاب العمى فى غيبوبة باهظة التكاليف لأن بعضهم يتحدث عن نهضة الأمة أو الدين وهو لا يعدو أن يكون فى نظر كثير من المصلحين...كالراقصة أو البليد.
6/ لقد استبان لى أن من يؤمن بشيء فإن زاده اليومى هو الصبر وما النصر إلا صبر ساعة.
7/ لقد استبان لى أن صيانة أفكارنا ومبادئنا وتنقيحها مما قد يشوبها من رياء أو نفاق أو ضعف...لهو أجدى ألف مرة من تحصيل أفكار جديدة تُنسى مع الوقت...إن الذى لا يستطيع مقاتلة الشر لا يستطيع ان يحمى الخير فحماية الخير ( كصيانة الأفكار) أصعب وأجدى ألف مرة من مقاتلة الشر...نعم إن صيانة الأفكار أصعب من مقاتلة الأشرار لو كنتم تعلمون.
8/ لقد استبان لى أنك قد تنال إعجاب بعض الناس حينما يرونك تفكر...لكنك قد تنال نقدهم وهجومهم حينما تدعوهم إلى التفكير أو حينما تدعوهم إلى العمل ذلك أن كثيرا من الناس لا يرغبون فى مواجهة أنفسهم بالعجز والتقصير وإذا واجهوها فإن لهم شروطا لهذه المواجهة ألا وهى أن تتم بينهم وبين أنفسهم( فى خلوتهم) إنهم يظنون بك أنك تعريهم أمام أنفسهم ومن ثم قد يهاجمونك ..وقلما رأيت لدى أحد جرأة التعرية أمام نفسه ليصلحها ويهذبها...وهكذا بعض المجتمعات التى أصابها الوهن.