حقاً عندما نقرأ هذه الكلمة( العدالة ) نشعر بافتخار وطمأنينة بداخلنا، وتسترتخي أعصابنا ويرتاح بالنا، لإننا كنا أهلاً لها، وأجدادنا هم من أوجدوها،
وحكموا بها، هنا في عراقنا منذ عصور عابرة، وحكم بها ملكنا وجدنا حمورابي الذي وضع أسس الشريعة وطبق العدالة قبل كل شعوب الأرض، فكان الملك والعبد سواسية أمامها. لذا نفتخر بأصلنا وعراقيتنا التي نمت مع تلك الحضارة التي توارثناها من أجدادنا في سومر وأكاد وبابل وأشور العظيمة، ومع هذه التربة المقدسة التي ارتوت من دماء أجدادنا، كما نمت وارتوت أصالتنا من مياه الدجلة والفرات، لذا نتقبل أي قرار يحكم علينا تحت هذه الكلمة المقدسة، وخاصة عندما يكون أصحاب هذه القرارات أهلاً لها، وحكماء بأحكامهم بحيث أن تشمل قراراتهم كل خارج عن القانون أياً كانت مراكزهم أو انتماءاتهم السياسية أو القومية أو الدينية....... عندها سنقف أكراماً وإجلالا لقراراتهم تلك . وقبل كل شيء أتمنى أن لا أتهم باني محامي دفاع عن أحد، إنما أحاول أن أساهم بكشف بعض الحقائق و تطبق العدالة على الجميع دون استثناءات، وأيضاً نتساءل كما الكثير من المواطنين عن هذه الظاهرة المملة التي أرهقتنا، لهذا تمتلكنا الشكوك، ونتساءل لماذا اجتثاث البعثيين فقط، هل هم هؤلاء وحدهم من تلوثت أياديهم بدمائنا، ماذا دهاكم أيها العراقيون...؟؟؟؟
فهناك الأدلة الكثيرة جداً على تلوث أيادي وضمائر الكثيرون بالخيانات وبالدماء العراقية البريئة كما كشف لنا اليوم النائب عمر الهجيل عن السبب الحقيقي وراء إصدار قرار بإبعاد صالح المطلك من الانتخابات القادمة، بان ليس له أية علاقة بالبعث بل أن القرار والكلام للهجيل، صدر بعد مذكرة رسمية من الأكراد، رفعها نيابة عنهم عارف طيفور نائب رئيس مجلس النواب، إذاً هذه مؤثرات ظاهرة الفساد والهجمة المسعورة على كل من يبدي رأيه أولا يؤمن بتوجهاتهم العقائدية و الإيديولوجية المتعفنة، لإنهم جلبوا الكوارث والويلات علينا، ذلك أن ولاءهم ليس للعراق، ذلك أن الولاءوالانتماء من المرتكزات الأساسية والقضايا الجوهرية لبناء أية دولة ذات سيادة، ولهذه القضايا المهمشة الدور في تعزيز الخلاف بين المكونات الوطنية والمتطرفة التي تتحكم بمصير الوطن والمواطن، وضمن هذا السياق نجدهم لوثوا القوانين والعدالة وأصبحوا محترفين بتفصيل اتهاماتهم الجاهزة، وأصبحت العبثية في قراراتهم علامة مميزة لتشهد تكالبهم على مصير وخيرات العراق الذي بالتأكيد ليس عراقهم، ونواياهم هذه لا تغفل إلا على المغفلين .
كأنما لا يوجد في تلك الحكومات المتتالية التي تشكلت ما بعد2003 من تلوثت أياديهم بدماء العراقيين أكثر من البعض الذين يتم اعتقالهم وإقصائهم وإعدامهم.......!!!!!!؟؟؟؟؟
وإذا كانت عدالتنا هذه الأيام لا تعترف ولا تشاهد إلا بعين واحدة، إذ لا ترى إلا ما قبل التاريخ المدون2003لانها المسكينة عوراء انبهرت بعمائم وسراويل وكروش ممثليها، وربما فقدت شعورها من خلال الحقائق التي تلونت بالخيانات والتحالفات والاغتيالات، ففقدت صفتها كعدالة، وأصبحت ظالمة وملتوية وتابعة للطرف الآخر، و أصبحت ما تسمى عدالة هيئة المساءلة والعدالة في عراق اليوم .لذا لا تستطيع ان تغتال أو تعتقل أو تستبعد أو تقصي على سبيل المثال لا الحصر الطالباني والبرزاني عن الساحة السياسية، لأن أياديهم وضمائرهم وخزائنهم وكروشهم ملوثة بدماء العراقيين بكل أعراقهم وطوائفهم، ولهم النصيب الأكبر في النظام القمعي وترك مستقبل العراق للمجهول حتى يتعزز وجودهم، ومما يكفل لهم تسلطهم وغطرستهم ليحملوا لنا المزيد من قناديل الموت أنهم وباء قاتل، وهو أمر يؤكد قولنا عندما انضم الطالباني إلى إيران ضد وطنه وشعبه وضد من هو متحالف معه اليوم البرزاني، وبهذا أجرم بحق عشرات الألوف من الشعب العراقي بكل أطيافه، ومن يقرأ اتهاماته لنائبه السابق نوشيروان مصطفى، ويقرأ رد نوشيروان عليها، سيجد الكم الهائل من الجرائم البشعة التي أرتكبها الطرفان ضد العراق وشعبه بذريعة حقوق الشعب الكردي، وسيكتشف الكم الهائل من العمالة والنذالة للطرفين .كما أن البرزاني الذي تعاون مع صدام وقبل أكتافه وخصيتيه، ليحميه من تمرد الطالباني، خان المعارضة التي كانت بحمايتهم، وسلم أعناق الكثيرين منهم إلى صدام حسين، وأيضاً أجرم بحق عشرات الألوف من العراقيين .والسؤال الذي يطرح على الساحة الآن: هل الطلباني "الرئيس اليوم"أليس مجرماً أكثر من صدام ومن البعثيين، "لو كان بينهم مجرمون" والحقيقة أنه أكثر أجراماً، كما هو الحال مع طرزانكم البرزاني، الذي يفرض شروطه عليكم بالتهديد والوعيد بين الفينة والأخرى، و لماذا لا تقوم هيئة اللطم والعويل هذه، بمحاسبة هذين المجرمين..؟؟؟
أم إنكم مغفلون.. لهذا أكرمتموهم برئيس منهم للعراق، ورئيس منهم للإقليم، لانهم مكافأة لغدرهم بالكثير من العراقيين، واعتبرتموهم مناضلين وطنيين، ووضعتموهم برأس الهرم، وقمتم بواجبكم بإكرامهم بكل هذه الامتيازات.. لأنهم خدموا مشروعكم أيضاً، وها هي ما تسمى بهيئة المساءلة والعدالة تكمل المشوار الذي بدأ به الطالباني والطرزاني بأغتيلاتهم واجتثاثهم وإقصائهم لما تبقى من العراقيين على الساحة، حتى لا يظل عراقي أصيل على أرض العراق.و نتساءل عن هذه الهيئة( هيئة المساءلة والعدالة، و التي حظيت بدعم العنصر الكردي وأهل العمائم الإيرانية:
هل حقاً هي أسم على مسمى، أم انها سم على مسمى، وهي تفرغ سمومها على كل من تريد، عندما تتضارب مصالح ممثليها معهم، ذلك أنه أعطي لها الحق القانوني وربما الإلهي أيضاً، لان لله وحده له الحق بأخذ أرواحنا ولكن على ما يبدو أنه تمّ تكليفهم بذلك.. لهذا امتلك ممثليهم الحق القانوني والإلهي في ذات الوقت، بأخذ الأرواح واستبعاد أي كيان سياسي أو خطر، أو أي نهج لا يتوافق مع إيديولوجياتهم، فيتم تلفيق التهم الجاهزة والمفصلة تحت شتى الأسماء، من عنصريين أرهابيين صفويين إلى ما شاء أسيادهم ، وتقوم هيئة الانتقام والعداوة بالإقصاء والاجتثاث، لأنهم دكتاتوريون بالفطرة، ونجحوا حتى الآن وبجدارة بكل ما فعلوه... !!!؟؟.