ما زالت رياح الوعود لاستثمار كراج الانطلاق الجديد في اللاذقية مستمرة، فهو جاهز منذ نحو السنة لكن الأعذار تتوالى لعدم وضعه في الخدمة.
في البداية كان العذر بأن هناك بعض النواقص الفنية التي تجري دراستها وتسويتها لتفادي المشكلات والمفاجآت بعد تشغيله، ثم أصبح السبب تأمين المخارج والمداخل للكراج وترتيب الأمور للباصات التي ستنقل الركاب من داخل المدينة وإليها، أما في المرة الثالثة فإن تشغيل الكراج في هذه الأوقات سيخلق إرباكات لطلاب الجامعة بسبب اقتراب موعد الامتحان، وها قد مر امتحانان لطلاب الجامعة ولم يتم تشغيل الكراج، وأخيراً استقر العذر على أن هناك شروطاً جديدة لاستثمار الكراجات ومنذ عدة شهور والانتظار مستمر لحين صدور دفاتر الشروط الجديدة.
ويعد الكراج مثالاً واضحاً للقرارات الارتجالية وغير المدروسة، بداية تم بناء كراج انطلاق السرافيس لمناطق القرداحة والحفة وجبلة في المنطقة الجنوبية من المدينة خلف كراج البولمان ورغم كل الشكاوى والاعتراضات بأن المكان غير مناسب ولا يخدم المواطنين إلا أن الجهات المسؤولة في المحافظة أصرت على قرارها وخلال الساعات الأولى فقط لأول يوم تشغيله ظهرت المشكلات والإرباكات بسبب ضيق المكان وتحولت الشوارع المجاورة إلى ما يشبه الكراج وسبب إرباكاً في وصول المواطنين إلى داخل المدينة، وبدا واضحاً بأن قرار بناء الكراج لسرافيس المناطق المذكورة بديلاً عن كراج الفاروس وسط المدينة لم يكن قراراً مدروساً بل ارتجالياً لم يعتمد على أي بيانات لعدد السرافيس وتواتر حركتها وغيرها, كما يبدو أن اللجنة التي اعتمدت لدراسة الموضوع ليس من اختصاصها فكثيراً ما تشكل لجان من مجلس المحافظة لدراسة العديد من الموضوعات دون النظر لاختصاصات أعضائها وهذا ما يفسر فشل بعض المشروعات.
الإرباك الحاصل في الكراج خلف البولمانات أثار موجة من الانتقادات أدت إلى تشكيل لجنة أخرى في أيلول 2008 لدراسة موقع آخر لنقل الكراج, وتم اختيار الموقع الحالي وكذلك هذا القرار كان ارتجالياً كما في السابق دون الاعتماد على دراسات متخصصة، ما أدى إلى هدر مئات الملايين حيث كلف الكراج الجديد الأول نحو 40 مليوناً والثاني نحو 66 مليوناً.