بدعوة من وزارة الثقافة، مديرية الثقافة في دمشق ألقى الدكتور غـســان شـحـرور الحائز على جائزة نجم الأمــل العالمية في كولومبيا لعام 2009 محاضرة بعنوان:
"الصحة وأسلوب الحياة" في قاعة المحاضرات بالمركز الثقافي العربي في دمشق (أبو رمانة)
بدأ الدكتور غـســان شـحـرور المحاضرة بالتعريفُ الشموليُ للصحةِ:
" هي حالة العافيةِ الجسمية والاجتماعية والعقليةِ الكاملةِ، ولَيسَ مجرّد غيابَ المرضِ أَو الضعف". ومن ثم عرف مفهوم نوعية الحياة وهي مفهوم متعدد الأبعاد تضم:
الصحة الجسدية، الصحة النفسية، درجة الاعتماد على الآخرين، الدور الاجتماعي.
وبعدها عرف "أسلوب أو نمط الحياة" (أو ما يعرف أحيانا بـنمط العيش) وهو البيئة التي يختارها الإنسان ليعيش فيها، وكيفية تعامله معها كل حسب مقدرته ووضعه في المجتمع وقناعاته الشخصية.
ثم تحدث عن الإنجازات الصـحيـة خـلال القـرن العـشرين في العالم وذكر منها:
-الـتخـلص مـن أمراض خطيرة فتاكة مثل الجدري، الدفتريـا، السـعال الـديـكي، الـكـزاز، شـلل الأطـفال، الـحصبة، الـحـصبة الألـمـانـية وغيرها.
- تـراجـع فـي انتشار الأوبئة
-الـغذاء الـصحـي الآمـن
- انخفاض عدد ضحايا حوادث السيارات
-انخفاض معدل وفيات الأمومة والطفولة انخفضت معدل وفيات الأمهات99%، وانخفضت معدل وفيات الأطفال 90%، تطبيقات برامـج تنظيم الأسرة.
- تعزيز الصحة المهنية والعمالية .
- توافر الأدويـة والرعايـة الطبية.
- الرعايـة الصـحيـة العامـة.
- تعزيز صحة الفم والأسنـان بفضل الفلورة والتوعية.
ثم تحدث عن انعكاس هذه الإنجازات الصحية على عمر الإنسان، وبالتالي زيادة نسبة السّكان فوق سن الستين في العالم، وتداعيات زيادة هذه الفئة العمرية وأورد إحصائيات عن حالات العجز بين السكان وبالتالي زيادة في حالات الإعاقة والاعتماد على الآخرين، وبالتالي زيادة الحاجة إلى برامج الرعاية المديدة، والمضاعفات الصحية الاجتماعية..
وبفعل تعقد الحياة وعوامل عديدة مثل العمل والتعليم والسكن وتلوث البيئة والازدحام والعولمة التي ساعدت على ترسخ ثقافة الاستهلاك والاهتمام بالمظهر على حساب الجوهر وانتشار الأطعمة والمشروبات ضعيفة القيمة الغذائية ومنها الضار وغيرها، بالإضافة إلى ضعف النشاط الفيزيائي والغذاء الصحي، وهذه من سمات الأسلوب أو نمط العيش في العالم المعاصر، وكل ذلك أدى إلى ظهور تحديات صحية معاصرة.
ثم توسع في الحديث عن :الصحة العامة وتحدياتها في الحياة المعاصرة وذكر منها:
o البدانة * أمراض القلب والأوعية 900 مليار عالميا
o الســكري (أكثر من 200 مليار $ سنويا في أمريكا) * نقص التغذية
o عدم ممارسة الرياضة بانتظام * صحة البيئة (مكافحة التلوث)
o الصحة المهنية * انتشار الأغذية غير الصحية
o التدخين والإدمـان * الترويج للعادات غير الصحية
o بعض الأمراض السارية المرتبطة بالسلوك * صحة الفم والأسنان
o هشاشة العظام (300 مليون مع ازدياد) * حاجات كبار السن
o ازدياد حالات العجـز. *الخرف 30 مليون بكلفة 300 مليار سنويا
وأوضح أن أكثر أمراض الإنسان المعاصـر في عام ٢٠٢٠ وفق دراسة لمنظمة الصحة العالمية هي: الاكتئاب يليه أمراض القلب، ثم حوادث السيارات، أمراض شرايين المخ، ثم أمراض الرئة. وجميعها لها علاقة بأسلوب الحياة أو نمط العيش الذي ينبغي أن يكون صحياً.
وبين زيادة وتعقيد عوامل التأثير في الإنسان وتبعاتها الاجتماعية والاقتصادية والنفسية ومنها المبالغة في الاهتمام بالمظهر التي أدت إليه من ظهور مجتمع استهلاكي يعتمد المظاهر والشكل الخارجي للإبهار وتحقيق أغراضه، فالإعلان في الثقافة الاستهلاكية التي تروج لها العولمة يختزل الإنسان في مظهره الخارجي يحاول إقناعنا بما لا حاجة لنا به من سلع و خدمات و أفكار، بل و طرق حياة و هو في سعيه لذلك يحاول صياغة آرائنا و توجهاتنا التي تخدم المعلن. كذلك الانتشار الواسع لمهارات وتقنيات حديثة طبية تستخدم في التجميل، وأشار إلى أن التقديرات تفيد أن أكثر من عشرين مليار دولار تصرف لذلك في منطقتنا العربية.
وتحدث عن أهمية الغذاء الصحي وأن التوازن الغذائي هـو مفتاح التغذية الصحية، مع ممارسة النشاط الرياضي لأنها تشعر بالثقة وتزيد اللياقة وتساعد على ضبط الوزن وتحسين المظهر الخارجي.
النشاط الفيزيائي المعتدل يشمل المشي، ركوب الدراجة، الجري، السباحة وغيرها.
لمدة ساعة في اليوم في معظم أيام الأسبوع.
بينت الدراسات أن التفكير الإيجابي يمكن أن يساعدنا في التعامل مع التوتر اليومي بفعالية أكثر، إضافة إلى تأثيره المفيد على صحتنا العاطفية. كما أظهرت الأبحاث أن سعادة الشخص العاطفية تلعب دورا مهما في صحته البدنية.
لنتذكّــر: - من السهل دائما على الشخص أن يكون سلبياً وانتقادياً، لذلك ابذل قصارى جهدك لكي تكون إيجابيا ومشجعا لنفسك وللآخرين.
- أبق الأزمات ضمن أطرها الصحيحة ، - ركز على الجوانب الإيجابية في حياتك.
وبين أن الحياة المعاصرة زادت من استخدام الحاسوب في الحياة اليومية وما يحمل سوء الاستخدام من مخاطر الصحّية جسمية ونفسية.
وحول وبـاء البـدانـــة:
- في بعض المجتمعات يشكل البدينون أكثر من 50% من السكان.
- تزايد سريع. من أهم أسباب الأمراض القلبية الوعائية والسكري.
- كلفة مالية هائلة على كاهل الفرد والأسرة والمجتمع.
والبدانة تساعد على: السـكري أمراض القلب الوعائية ارتفاع كولسترول الدم الفالـج ارتفاع الضغط أمراض المرارة تنكس المفاصل اضطراب التنفس أثناء النوم زيادة حدوث بعض الأمراض الخبيثة مثل سرطان الثدي، الكولون، الرحم، الكلية اضطرابات الحمل، سلس البول، غير ذلك.
وللوصول إلى وزن صحي:
o تحقيق تغيير تدريجي مستمر تكون قادراً على الحفاظ عليه طوال الحياة مثل:
o التوازن الغذائي من كل المجموعات الغذائية.
o إنقاص الأغذية ذات السعرات العالية كالحلوى والمشروبات الغازية والشوكولاه والأغذية السريعة.
o نشاط فيزيائي رياضي منتظم مناسب.
o التحلي بالإيجابية والتفاؤل.
كذلك بين أن حاسة السمـع تتأثر بأسلوب الحياة لاسيما عند التدخين والبدانة وتناول الكحول والضجيج.
حذر الدكتور غسان شحرور من ما دعاه التسويق السـام.. من خلال دور شركات التدخين، الوجبات السريعة، المعلبات، المياه الغازية، الاتصالات، الأدوية ومستحضراتها ...
وطالب الدكتور غسان شحرور بتحسين نوعية وأسلوب الحياة من خلال برامج البلديات والمجتمعات المحلية أي من خلال التخطيط والتنفيذ بمشاركة المجتمع المحلي أي "التنمية التشاركية" ولتحقيق ذلك لا بد من توافر عناصر أهمها:
n دليل وتدريب لرؤساء البلديات والموظفين المعنيين.
n مصادر وتجارب عن الممارسات الناجحة.
n تشريعات محلية ووطنية وعالمية. * توافر أدلة لتقييم البلديات الصحية والمجتمع.
n وضع الأولويات في التطبيق. * تثقيف وتدريب للمجتمع المحلي ومكوناته.
ثم تحدث عن تجارب عالمية مثل:
تجارب عالمية: برنامج الأسلوب الصحي الوطني سنغافورة
n تأسس عام 1992 و تضع خطط لخلق بيئة ممكنة للشعب لممارسة أسلوب صحي في الحياة لاسيما في المجالات الرياضية، الاجتماعية، النفسية وتتضمن تدبير القلق والشدة، وتعمل على تحقيق مشاركة مجتمعية.
n تأسست لجنة مدنية ضمت منظمات وجمعيات أهلية لتعزيز مشاركة المجتمع
n 1999 الحملة الوطنية للأسلوب الصحي ووضعت عدة برامج وجوائز وأيام توعية، ومعارض الأغذية الصحية، وتنمية العادات الصحية.
وكمثال عرض الموقع الإلكتروني على الشابكة والخدمات التفاعلية التي تقدمها الحكومية في سنغافورة من خلال برنامج الأسلوب الصحي الوطني سنغافورة.
وفي الختام أوصى الدكتور غسان شحرور بضرورة تحسين نوعية وأسلوب الحياة من خلال برامج البلديات والمجتمعات المحلية، والاستفادة من التجارب العالمية التي أوردها بمشاركة فاعلة للقطاعات الحكومية والأهلية والخاصة لحماية الوطن والمواطن من أسلوب ونمط الحياة غير الصحي الذي يزداد في مجتمعاتنا ويهدد بمخاطر صحية واجتماعية واقتصادية.