خلال سنوات التسعينات الأولى، كاد يكون يوم الأحد مقدسا لدى عشاق الأفلام الجنسية، خاصة السهرة الممتعة التي كان يوفرها يوم الأحد، بفضل قناة آم6 الفرنسية (M6).
كان الحدث الهام كل أسبوع، و حديث صباح يوم الاثنين، هو فيلم سهرة الأحد، كيف كان؟ ما مدى العري الذي فيه؟ و هل كان فعلا يستحق المنع فقط على المشاهدين الأقل من 16 سنة، أم يستحق المنع على الأقل من 18 سنة أيضا؟
أحاديث كثيرة كان يتحدثها الصغار و الكبار صبيحة يوم الاثنين عن فيلم القناة الفرنسية السادسة، حوارات رجالية عن نوعية نساء ذلك الفيلم، عن نوعية الأجساد و الأعضاء، و كل التفاصيل، بعضهم يقول أنه كان فيلما سيئا، فهو فرنسي محلي، البعض الآخر يتمنى لو كان فيلما إيطاليا، فحسب الرأي السائد، الإيطاليون هم أسياد الأفلام الجنسية في العالم، بينما قد تجد البعض يقول لك لا استغناء عن الإباحية الأمريكية التي تقدم في قالب متقن و محترف.
كان فيلم الأحد عزيزا جدا على الكثيرين في وقت كان وجود مثل تلك الأفلام شحيحا مقارنة بما هو عليه الوضع الآن.
اليوم أصبح الجنس في كل مكان و بوسائل مختلفة، و قليلة هي الأماكن التي لا يمكن الحصول فيها على صورة جنسية أو لقطة أو فيلم جنسي.
مع وجود الفضائيات الكثيرة و مواقع النت هائلة العدد، لا وجود للكبت الجنسي في هذا الزمن، أو ربما كل واحد يعبر بطريقته عن كبته الجنسي.
عند مقارنة فيلم يوم الأحد بما تبثه القنوات الإباحية اليوم، يبدو فيلم القناة السادسة مضحكا و مثيرا للأعصاب أكثر منه للشهوات، لكنه في زمن مضى كان فيلما عزيزا.
و بتطبيق نفس المقارنة، يبدو فيلم التسعينات و كأن يد الرقابة امتدت إليه، فمناطق معينة في جسم الممثلين و الممثلات ممنوع عليه الوصول إليها، مناطق أصبحت مستباحة جدا و الوصول إليها بنقرات قليلة على مفاتيح الحاسوب يصل إليها حتى الأطفال.
تطور الوضع اليوم، و الأحد صار أياما متتالية من الإباحية لا تنتهي، و أصبح بإمكان المكبوتين و الفضوليين العثور بسهولة على أفلام خلاعة عربية مئة بالمئة. لكن لماذا نظلم المكبوتين و الفضوليين؟ ليسوا الوحيدين المتابعين لتلك الأفلام.
**ناشط اجتماعي جزائري
djameleddine1977@hotmail.fr