آخر الأخبار

بشائر القمة العربية ... أحذية صهيونية!!

قمم تطوي قمم دون ان تسفر تلك القمم العقيمة سوى عن زيادة الشرخ العربي العربي،ورغم ان القمة الحالية اتخذت قرارات بطعم جديد وبلغة جديدة وقد تكون قرارات هامة فيما لو امتلك العرب إرادة وآليات تنفيذها،وكانت هذه القمة بجدارة قمة مزايدات أشبه بمسرحية لاتختلف عن سابقاتها من المسرحيات الهزلية، لكنها نهاية دورة القمم باكتمال رقمها بعدد الدول العربية الاثنتان والعشرون جبهة صدئة ،بما يقارب الثلاثمائة مليون عربي لكن يبدو ان البركة منزوعة من هذا التعداد البشري والعداد القممي، وقد شهدت القمة من الأحقاد وتصفية الحسابات مايندى له الجبين النادي، بدء بكرم الضيافة المهدور والانتقائية الحاقدة باستقبال الرؤساء والزعماء من قبل صاحب البيت صاحب الخيام العربية الأصيلة ولا ندخل في تفاصيل تافهة كانت السبب وراء هذا السلوك المرفوض بالعرف العربي عامة والعرف الفلسطيني خاصة لان الرسالة بالإساءة وجهت لعنوان الشعب الفلسطيني، لكن أي إساءة من المضيف للضيف إنما هي مردودة بأبجديات العرف إلى صاحب البيت مهما كانت الأسباب الخلافية، خاصة وان الجماهيرية التي نحترمها بشعبها وقيادتها ما كان لها ان تدخل دائرة الفيتوات التي تختطف الوحدة الوطنية الفلسطينية، فلا تبرير يجيز مثل ذلك السلوك الغير أصيل، ولكن على صاحب القضية والحق ان لايلتفت إلى صغائر الأمور ويبقى ثابتا كما الجبال الشاهقة والأشجار الباسقة يترفع عن كل الأحقاد العابرة كجمل محامل قدره ان يدفع ثمن مزاجيات الخلاف العربي العربي، وقد كانت قمة مزايدات تفتقر إلى شمولية المنطق الأعور والأعرج، وذلك بما تردد عبر أروقة الأبواب المغلقة والتي لم تستطيع حجب أصوات المهاترات الفاقدة لعدالة وشمولية الشعار كالطبل الأجوف، حيث مهاترات دعم وتفعيل المقاومة، وليس الخلاف على دعم المقاومة ذاتها لان لهيب وجذوة المقاومة لم تتوقف يوما واحدا منذ ستون عاما في فلسطين الخندق الأمامي للذود عن كرامة العرب والمسلمين في مواجهة القوة الباغية العاتية الصهيونية، بل المنطق الأعوج في المزايدة على أهل المقاومة من أصحاب الجبهات العريضة الطويلة العربية التي تشهد مواتا وتهدئة وهدنة هي بأقل وصف جبهات العار العربي، فالمقاومة التي أراد عجزة العرب على استبدالها بالجيوش وترسانات الأسلحة المتراكمة لديهم عبثا، أرادوها مقاومة فلسطينية ودعم بالشعارات المقيتة، دون ان يطلقوا يد المقاومة من جبهاتهم الميتة منذ ثلاثون عاما ونيف وتهدئة مجانية للعدو الصهيوني الغاشم، وما تململت تلك الجبهات الرابضة كالأصنام حتى أثناء الإبادة والمجازر الجماعية لأهل المقاومة، بل المطلوب مقاومة فلسطينية بقيادة جوار عربية وإقليمية بموازاة التبرؤ من أي مقاومة فعلية عربية من دعاة وعرابي المقاومة،كمن يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، وهذا بحد ذاته أمر يدعو للغثيان حيث ترك العدو يتفرد بجبهة مقاومة هي الأضعف من حيث المعايير والإمكانات البشرية والعتاد العسكري، أي ان المطلوب دون مواربة هو مشاغلة العدو عن بلدان شعار المقاومة بالدم الفلسطيني، ويستثمرون شرخ الانقسام الفلسطيني الذي ولد من رحم تلك العواصم العربية ومازالوا الحاضنة السخية بالحفاظ على وتيرته وتكريسه كمطية فاضحة لشعاراتهم العرجاء الجوفاء دون تردد ولا حياء .
.

وقد انتهت أعمال القمة بكل ما تخللها من حسنات وموبقات، فهلت بشائر الرد الصهيوني على تلك القمة الخاتمة، وذلك برفع الحضر عن إدخال الأحذية إلى قطاع غزة الذي يحاصر حصارا ظالما وترتكب فيه أبشع المجازر الوحشية دون الاهتمام بمهاترات العرب الجوفاء الذين يتهربون من استحقاق المواجهة وتحرير الأرض بما يسمى دجلا وهروبا بدعم المقاومة والعزف على وتر الانقسام الفلسطيني البغيض، المهم ان الرد الصهيوني على ماتخلل القمة من أحقاد وأراجيف شعاريه وعروض سلام سخية ومشاريع روابط قرى إقليمية، سواء بالمبادرة العربية أو بالهدن المجانية على الحدود رغم احتلال الأراضي العربية، بأنهم يزفون للعرب صبيحة انتهاء أعمال القمة بخطوات جريئة كحسن نوايا خشية من الجدية العربية الصاخبة بدعم المقاومة!! وقد سمحوا بإدخال عشرة شاحنات يوميا من الأحذية والملابس وكأن أهل غزة الصامدة حفاة عراة، بل الأنظمة العربية خاصة أنظمة الأحقاد والمزايدات هم الحفاة من الشجاعة والعراة من الكرامة، عشرة شاحنات من الأحذية ياعرب هي الرد الملائم على تجمعكم المسرحي وعشرات آلاف الأسر يبيتون في العراء جراء العدوان الصهيوني الوحشي الهمجي على قطاع غزة، والذي حدث على مشاهدكم ومسامعكم حيث الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لمليون ونصف مقاوم في غزة العزة وانتم تتشدقون عبر الفضائيات والقصور الملكية والجمهورية بشعار دعم المقاومة وشعار إذكاء روح الانقسام الفلسطيني والإمساك بالفيتو المشوه المشبوه على عدم ميلاد مصالحة فلسطينية توحد الجبهة التي طالما استعصت على العصابات الصهيونية.

عشرة شاحنات من الأحذية سخاء صهيوني من حسن النوايا كرما لسوء النوايا العربية العربية، وربما خشية من تحريك الجيوش صوب تحرير القدس ورفع الحصار عن غزة، والغريب العجيب ان أكثر سلعة مهربة عن طريق الأنفاق من مصر العربية هي الأحذية ولا أبالغ ان قلت ان عشرة ملايين حذاء موجودة في غزة وهي ارخص من أحقاد القمة، فماذا يقصد الصهاينة بهذا الاستخفاف بالجمع والمهاترات العربية، الاسمنت والحديد لإيواء الأسر المشردة ممنوع، السفر للمرضى وما تسببه من سقوط مئات الضحايا ممنوع، ويسمحون مؤخرا بعد القمة الصاخبة بعشرات أطنان الأحذية إلى قطاع غزة، ابعد هذا الاستخفاف الصهيوني بشعارات وتجمعات ومهاترات العرب استخفاف؟!!

غزة التي يدخلها يوميا عشرات السيارات، وعشرات الأطنان "من الاسمنت والصاج والحديد لكنها مخصصة للتجارة ولمن يملك المال الخاص وليس للبناء للمشردين والمعدمين"، ومئات الأطنان من الأجهزة الكهربائية المنزلية، وعشرات الأطنان من الملابس والأحذية وقطع الغيار، وعشرات الأطنان من السجائر والأغذية ، ومليون صنف من القهوة والحليب والبسكويت وكل ماخطر بخاطر إضافة إلى عشرا آلاف لترات البنزين والسولار والزيوت، وكل ذلك عبر أنفاق التهريب من مصر إلى غزة، لاينقصها أحذية والذي يعيش في غزة يعلم ذلك ويعجب ويستوقفه القرار الصهيوني بإدخال عشرة شاحنات من الأحذية يوميا إلى القطاع المحاصر، غزة التي تربض على مسافة واحدة مابين الموت والصمود ، وهي على عتبات عدوان جديد مهما سادها التهدئة والهدوء، فواهم من يعتقد ان الصهاينة سيراهنون أكثر مما يجب على نعمة الانقسام الفلسطيني لان غزة كبرميل بارود مرشح للانفجار في كل لحظة وساعة وثانية وسيتعرض لعدوان بربري صهيوني لامحالة، غزة هذه ليست بحاجة إلى خلافات ومهاترات وشعارات عربية أكل الدهر عليها وشرب، غزة بحاجة إلى تحريك الجيوش العربية وان كان في هذا الطرح كفرا سياسيا بثوابت العجز والتخاذل العربي، فغزة والقدس وكل شبر محتل في فلسطين وفي سوريا ولبنان بحاجة إلى تفعيل المقاومة بالبندقية لا بفقاعات الشعارات الجوفاء، المقاومة بالدم العربي على كل الجبهات العربية المحيطة بالكيان الإسرائيلي الغاصب،ودون ذلك فمن العار ان نسمع من هنا وهناك دروس من مدارس الصمت والهدن والاتفاقيات المخزية وفي نفس الوقت يسمون أنفسهم ممانعة واعتدال، فأي ممانعة لا تمنع العدوان عار، واي اعتدال لايوقف الحصار عار، فغزة ليست بحاجة إلى أحذية بل يجب ردها إلى نحور الصهاينة والى مواخير العجز العربي، فغزة بحاجة حقيقية إلى صوت وعمل عربي واحد أولا لفرض المصالحة وإنهاء الانقسام ورفع الفيتو العربي والإقليمي والدولي عن انقسام هو مطية للصلف الصهيوني والعجز العربي، غزة بحاجة إلى محبة ومسامحة وصفاء ونقاء عربي عربي لمواجهة الاستثمار الصهيوني للخلافات العربية الملتهبة والقمم العربية التقليدية، فحتى ذلك الحين فغزة ليست بحاجة إلى أحذية أيها الصهاينة الأوباش، وغزة ليست بحاجة إلى أحذية كرد على صراخ القمة العربية أيها العرب أو المستعربون،، فهل يعلم العرب ان الأحذية كانت ممنوعة، وبفضل شعارات دعم الصمود والمقاومة فرضوا على العدو رفع الحضر عنها!!!

وكفى بالله حسيباً ووكيلا.

greatpalestine@hotmail.com