لانهم يدركون جيداً أنهم لو فعلوا هذا فلن يكون مصيرهم إلا النفي والسجون لان هناك الكثير من الجرائم التي أرتكبوها بحقكم وبحق العراق ، وهي موثقة وجاهزة عند الأمريكان لفضحهم وملاحقتهم عند الحاجة
، إنما رحلتهم القصيرة الى طهران على ما يبد هي لتأكيد الهيمنة الأيرانية على حكومتهم وذاك السيف المسلط على رقابهم ، وربما أيضاً للتمتع بقليل من الوقت بجيزات المتعة والتغيير .
إنما هذا هو الشوط الأول من اللعبة السياسية التي تقودها القوى المستعمرة في العراق بقيادة أمريكا ، كما نشاهد بأنهم قذفوا الكرة الى الطرف الايراني ، فهل سيسيطر عليها بدفاعاته المعممة أم أنها ستسجل
هدفاً من ضربة جزاء تكون مسافة البعد عن الهدف من الساحة العراقية إلى المرمى الأيراني الذي يتربص له مع الأمريكان أيضاً أبناء عمومة المالكي وأخوة الطالباني بني صهيو ...؟؟؟
ألا تعتقد أيها العراقي أنهم ذهبوا بطلب من أمريكا التي حملتهم رسالة مضمونها : السيدات المعممات أيها السادة المنقبين نتمنا ان تصلكم رسالتنا هذه وانتم بوعيكم التام لانها مصيرية بالنسبة لنا ولكم فأنتم ستحصلون
على كل ما تشاؤون من العراق كما هو حالكم اليوم هيمنة مطلقة لكم على العراق وحكوماته المتتالية ، مقابل الطاعة فقط الطاعة وعدم محاولة التمرد وسنبقى أصدقاء كما كنا من قبل نعمل معاً على مصالحنا المتبادلة
والمشتركة في المنطقة ، إنما سنبقى القطب الأوحد ولا نريد أن ينازعنا عليه أياً كان ، فهذا الخليج الذي كان يسمى بخليج العرب أو كما تسمونه خليج فارس فذاك الزمان مضى وولى أما من اليوم وصاعداً سيسمى
بالخليج الصهيو أمريكي ، فلا تحلموا به لا أنتم ولا سواكم ، لاننا أتينا من هناك إلى هنا بكل هذه الجيوش والكم الهائل من العتاد وقدمنا كل تلك التضحيات من شهداء وميزانية ضخمة صرفت لفرض سيطرتنا على
المنطقة ليس لأجل سواد عيونكم أو لسواد أو بياض عمائمكم ، لأننا ندرك جيداً من نحن ومن أنتم ، وهؤلاء الذين أرسلناهم لكم هم أتباعكم وعملائكم في العراق ونحن ندرك هذا جيداً فإذا أصغيتم لنا تركناهم لكم
بعقولهم المتعفنة تلك وفي مراكزهم القيادية والحساسة ولتفعلوا معهم ما شئتم بالعراق تقسمونه تمزقونه تبيعون أشلائه في الأسواق العالمية كما فعلتم وما زلتم لا يهمنا حتى لو صار ولاية فقيه أيرانية لكم ، لا
يهمنا بشيء ، وإذا كان ردكم عكس ما نريد فالحكومة الأخرى التي سيقودها علاوي ومن معه جاهزة وستتشكل رغم أنفكم ونعالكم فوق رؤسكم ....؟؟؟؟؟
ومن الطرف الأخر لنلاحظ معاً كيف يفكر ولماذا يخطط الفريق الأيراني وكيف سيصد كل هذه الهجمات وكيف تكون ردت الفعل ونتيجة الهجمة المرتدة لديه ...؟؟؟؟
نرى أيران مطمئنة لأنها متأكدة بأن أمريكا غير جادة أو غير قادرة على تنفيذ الكثير من تهديداتها لأنها تدرك خطر ردة الفعل الأيراني حيال أي ضربة كانت عسكرية أو سياسية أو أقتصادية حتى ، لهذا أمريكا نجدها
في دورات مكوكية مستمرة لضمان الرأي العالمي لمحاصرت أيران من كل الأتجاهات ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تبحث عن رضا طهران بأي ثمن لدعمها وتحقيق الأستقرار في العراق قبل أن تعلن
فشلها وأنسحابها كي لا تبقى نقطة سوداء في تاريخها السياسي والعسكري وبذلك سيحملون أجيالهم مسؤولية تلك الجريمة التي ستبقى وصمة عار على جبينهم إلى الابد هذا من الناحية العراقية .
أما هناك المنطقة الأكثر خطراً على صعيد هذه الاسطورة التي أرهبت العالم بأسلحتها وبتكنولوجيتها المتطورة ، أجل هناك الخطر الطالباني خطر القاعدة عليهم التي تنطلق من أوكارها في سهول وجبال أفكانستان
وباكستان ، وبعد فوات الأوان أكتشفت امريكا بأن لابجيوشها ولا بسلاحها ولا بتكنولوجيتها المتطورة هذه تستطيع أن تفرض نفسها أو ثقافتها أو رؤيتها أو حتى ما تسميها ديمقراطيتها المستوردة على بعض شعوب
الشرق الأوسط وخاصة الشعب الأفغاني الذي قاوم جيوش الأتحاد السوفييتي السابق بكل شراسة حتى الأستقلال ، إذاً مؤخراً أكتشفت أمريكا بأن هذه الشعوب لديها أقوى وأخطر الاسلحة الدفاعية منها أيمانها وتمسكها
بمعتقداتها وأرضها وعاداتها وثقافتها لدرجة أن تتحول بأجسادها إلى أخطر الأسلحة الفتاكة والمدمرة ، وهذا السلاح الذي تفتقر إليه أمريكا ولا تستطيع أن تقاومه إلا بأستغلال بعض دول وحكومات وشعوب المنطقة
، لهذا هي بأمس الحاجة إلى أيران المجاورة للعراق وأفغانستان ، لمساندتها بهذه المعركة المصيرية بالنسبة لها ، إذ نجدها تساوم مع الأيرانيين على العراق لا يهم إن تخسر شيء خير أن تخسر كل شيء
إذاً أصبح العراق في أسواق البورسة يباع ويشترى به على مزاج أمريكا وأيران وبتعاون بعض المغفلين من الساسة العراقيين عرباً و أكراداً .