عندما ترى حركة ونشاطاً في الترتيب والتنظيف على غير العادة في بلدية ما أو في مكان ما لا تستغرب واعلم بأن هناك زيارة لمسؤول إلى المنطقة فلقد أصبح الكثير من الأهالي يعلمون بقدوم المسؤولين دون الحاجة إلى وسائل الإعلام فالوضع يتغير والصورة تتجمل وتتحسن خلال فترة قياسية لذلك يتمنى الأهالي زيارة المسؤولين بشكل مستثمر حيث تعم النظافة والترتيب بالشوارع والطرقات وتزرع الورود وكانسات الشوارع لا تهدأ وتتحول المؤسسات إلى ورشة عمل وخلية نحل ويصبح المستحيل ممكناً وتتوفر الميزانيات للإصلاح والترميم والترقيع.
فمنذ حوالى الاسبوعين حضر السيد رئيس مجلس الوزراء ورافقه بعض الوزراء مؤتمر المقاولين السابع والعشرين في اللاذقية وبعد المؤتمر جرى تدشين ووضع حجر الأساس لبعض المشروعات الخدمية الحيوية في محافظة اللاذقية.
وخلال هذه الفترة وقبل انعقاد المؤتمر بفترة قصيرة تحول مدخل مدينة اللاذقية إلى ورشة عمل زرعت فيه الورود بألوانها الزاهية وأصلح الرصيف الجنوبي للمدخل وفرش بسجادة من العشب الأخضر وكذلك جرى تنظيف الأوتوستراد خاصة في الأماكن التي سيمر بها الموكب ورقعت الحفر على الأوتوستراد وطريق بانياس القديم وأزيلت العديد من التنانير في أحد مواقع وضع حجر الأساس.
وكذلك منذ أيام وبمناسبة قيام مهرجان لطلائع البعث بإحدى مدارس الرميلة بجبلة اقتصر ترقيع الحفر في الطريق المؤدي إلى تلك المدرسة فقط مع العلم أن أهالي الحي يعانون بشكل كبير من سوء الخدمات وتذهب طلباتهم لتحسين الوضع دون رجع أي صدى.
وأيضاً المركز الثقافي في جبلة والذي تعقد فيه النشاطات والاحتفالات الرسمية شاهد على الحيوية عند زيارة المسؤولين حيث ترى الكانسة تعمل منذ الصباح الباكر لتنظيف المكان فقط، بينما المشهد لا يتغير في المناطق المجاورة والمداخل المخفية.
وأذكر بأنه تم تزفيت طريق واصل لأحد المدارس في جبلة بدون أي أساس فقط تحضيراً للتدشين وما زال طلاب تلك المدرسة يعانون من سوء تلك الطريق جيئة وذهاباً وجرى تزفيته لاحقاً لكن دون جدوى، فنلاحظ دائماً الاهتمام والعمل ينصب فقط على لحظة التدشين أو زيارة المسؤول وبعد ذهابه تعود حليمة لعادتها القديمة.
وهنا نتساءل لماذا لا يتحول هذا النشاط والعمل والجد بشكل يومي؟ ونتمنى على المسؤولين القيام بزياراتهم بشكل غير رسمي وبدون إنذار مسبق لكي يعرفوا كيف يكون الوضع قبل وبعد..!