آخر الأخبار

عبد الكريم النحلاوي.. الانقلاب على الوحدة (9)

وفد السوري إلى مصر وتدخل الجيش في السياسة

أحمد منصور: صلاح نصر في مذكراته يقول إنكم أرسلتم وفدين إلى مصر إلى عبد الناصر، الأول كان العميد طيار زهير عقيل وزهير الجندلي..

عبد الكريم النحلاوي: ظهير جندلي..

أحمد منصور: والثاني كان برئاسة زهير عقيل، العقيد محمد منصور، المقدم فايز الرفاعي وأن عبد الناصر قال له أنا لا أثق في الضباط السوريين وطلب منه تسجيل اللقاء معهم في مكتبه فصلاح نصر استدعاهم في مكتبه وسجل اللقاء قبل أن يلتقوا بعبد الناصر ثم التقوا بعبد الناصر بعد ذلك ويقال إنه رحب بهم وأكدوا لعبد الناصر كما يقول صلاح نصر على أن الحركة الانفصالية لم تكن.. حركة 28 سبتمبر لم تكن حركة انفصالية ولكن عناصر انتهازية تسللت إليها وألقى الوفد بالمسؤولية في انهيار الوحدة على سوء تصرفات الضباط المصريين وعبد الحميد السراج. نفس الكلام اللي حضرتك قلته طول الفترة الماضية، ماذا كان الهدف من إرسال هذا الوفد إلى جمال عبد الناصر؟

عبد الكريم النحلاوي: كان الهدف من إرسال الوفد على أساس توقيف المهاترات الإعلامية اللي كانت تبث إذاعات مصر والصحافة وبنفس الوقت إنهاء العلاقات المادية الموجودة ما بين البلدين ثم وضع خطة إستراتيجية ما بين الجيشين الأول والثاني والعمل على إعادة الوحدة على أسس سليمة وصحيحة، هذه البنود اللي ذهب فيها الوفد لمناقشة عبد الناصر.

أحمد منصور: عبد الناصر قبل اللقاء بسهولة بالوفد؟

عبد الكريم النحلاوي: مباشرة رحب بالوفد وكان يسكب لهم العشاء بيده بنفسه على الطاولة.

أحمد منصور: وهو نازل.. صوت العرب نازلة شتيمة فيكم!

عبد الكريم النحلاوي: والله هذا الواقع، يعني الضباط رجعوا كثير مسرورين ومبسوطين على أساس أنه صار في لقاء محبة وإخاء ولكن رفض تنفيذ أي بند من البنود وإنما استمالهم واستمال كل ضابط لحاله، استمال..

أحمد منصور (مقاطعا): معنى ذلك أنه كان بيحاول يرتب انقلابا من خلالهم يعني؟

عبد الكريم النحلاوي: نعم، اجتمع مع محمد منصور لحاله كان رئيس شعبة مخابرات واجتمع مع فايز الرفاعي كمان لحاله على أساس يستميله باعتباره مدير مدارس المدرعات، أما زهير عقيل ما اجتمع معه لأن الاثنين هدوليك من دمشق وهو من حلب هذا زهير عقيل.

أحمد منصور: هل محمد منصور وزهير ذكروا لك تفاصيل ما دار في كل اجتماع على حدة مع عبد الناصر؟

عبد الكريم النحلاوي: نعم ذكروا تفاصيل كاملة وواقعية وصحيحة.

أحمد منصور: لك لوحدك ولا ذكروا لباقي الضباط؟

عبد الكريم النحلاوي: كنا بوجود الضباط بقية الضباط.

أحمد منصور: ماذا قال عبد الناصر لكل منهما في الاجتماع المنفرد؟

عبد الكريم النحلاوي: لا أعلم.

أحمد منصور: ما هو بتقول لي إنهم قالوا لك.

عبد الكريم النحلاوي: لأنه اجتمعوا مع بعض على أساس يستميلهم ويتحبب لهم ويعطف عليهم ولكن هم عرفوا شو المشروع تبعه على أساس يتقارب منهم يعني يقوموا بنفس الوقت بأعمال لصالح عبد الناصر فقط.

أحمد منصور: يقول صلاح نصر إن الوفد السوري، الوفد ده كان في ديسمبر، أنتم عملتم الحركة في 28 سبتمبر، الوفد ده كان في ديسمبر.

عبد الكريم النحلاوي: نعم.

أحمد منصور: ديسمبر..

عبد الكريم النحلاوي: في الوفد الأول اللي راح مشان تسوية الأمور المالية، كان زهير عقيل وظهير جندلي كمان راحوا يطالبوا واجتمعوا مع عبد الناصر قال لهم روحوا أنتم للجامعة العربية واتفقوا أنتم وإياهم، راحوا لهنيك إجتهم برقية من سوريا أنه عودوا بسرعة الأوضاع غير طبيعية غير مبشرة، هدول رجعوا يعني مستائين جدا ما عرفوا شو الأسباب يعني وتبين أن البرقية اللي وصلتهم كانت برقية مزورة من القيادة المصرية نفسها حتى ما يصير في مباحثات بيناتهم.

أحمد منصور: صلاح نصر يقول إن الوفد السوري أبدى رغبة في عودة الوحدة وأكد على أن الجيش السوري وقع بلا قصد في شرك مخطط رجعي والقيادة السورية تحس بوطأة هذا الجرم وتريد التكفير عن هذا الخطأ.

عبد الكريم النحلاوي: عبد الناصر كان يعتبر جميع السياسيين رجعيين وخونة وعملاء.

أحمد منصور: والعسكريون؟

عبد الكريم النحلاوي: والعسكريون كانوا يعني هذا اعتباره هو لذلك كان بيريد يثير العسكريين ضد السياسيين حتى يعود الحكم إلى عبد الناصر كما يريد.

أحمد منصور: ما الذي أدت له نتيجة تلك الزيارة؟

عبد الكريم النحلاوي: لا شيء، أدت هذه الزيارات لعبد الناصر على أن عبد الناصر متشبث برأيه ولا يقبل المهادنة على الإطلاق أو إقدام أي تنازل في موضوع إعادة الوحدة مع سوريا.

أحمد منصور: يتهمونك بأنك واصلت تسريح الضباط، سرحت الضباط الحزبيين، كانت الممارسات التي تقوم بها قبل الانفصال هي نفس الممارسات التي كنت تنتقدها من عبد الناصر وكنت تنتقدها من الضباط من قبل.

عبد الكريم النحلاوي: على الإطلاق، ضباط الجيش ذكرت سابقا أنه في عناصر حزبيين كان شيوعيين أو اشتراكيين وقت صار الانفصال رجعوا الضباط من روسيا ومن مصر وتعينوا بالقطعات حسب اختصاصاتهم إلا أنه بدؤوا بعض العناصر الشيوعيون والاشتراكيون يتجمعون من أجل استلام الحكم خاصة أن الحكم الديمقراطي اللي صار كان ما أثبت موجوديته من أجل قيادة البلد بدؤوا يجتمعون بدؤوا يعني يعملون اجتماعات ويتآمرون مع بعض من أجل استلام الحكم، القيادة طلبت من قادة الوحدات إرسال لوائح بهؤلاء الضباط اللي يقومون بنشاط حزبي أو سياسي وصدر قرار من قيادة الجيش باجتماع لمجلس الضباط القيادة بيشمل على قادة شعب القيادة وقادة المناطق وقادة الألوية والقطعات في مبنى القيادة ودرسوا هذا الموضوع وعرضت أسماء هؤلاء الضباط فردا فردا على مجلس القيادة ووافقوا بالإجماع على إبعادهم من الجيش حتى يكون الجيش بعيدا عن السياسة لا يتطرق للسياسة إطلاقا.

أحمد منصور: إزاي الجيش بعيد عن السياسة وأنتم تفرضون آراءكم على رئيس الجمهورية على رئيس الوزراء تحددون مواصفات الوزراء تحددون مواصفات رئيس الجمهورية..

عبد الكريم النحلاوي (مقاطعا): ما حددنا إطلاقا، إطلاقا..

أحمد منصور: في الحلقة الماضية قلت لي إنكم اشترطتم من اللي يبقى الرئيس ومن كذا ورحتم تطلبوا من الناس..

عبد الكريم النحلاوي (متابعا): ما حددنا وإنما أردنا حتى نتلافى ونتحاشى الوقوع في أزمة مع الحكم السياسي أن نتفق نحن وإياهم على البنود التي يجب أن تسير فيها البلد يعني أول كل شيء موضوع القرارات الإشتراكية هذه لسه ما وردت في الموضوع القرارات الاشتراكية بعدين إعادة الوحدة سعي الحكومة لإعادة الوحدة مع عبد الناصر يعني كل الأمور هذه كلها ما طبقوها.

الخلاف حول القرارات الاشتراكية والاشتباك مع الإسرائيليين

أحمد منصور: هناك اتهامات لكم أنكم.. من بين الاتهامات الكثيرة التي كالها لكم منتقدوكم أن القرارات الاشتراكية التي كان من المفترض أن عبد الناصر أصدرها في يوليو عام 1961 والتي كانت أحد أسباب الانفصال بقيت كما هي ولم يتم إعادتها وحينما سعى السياسيون لإعادتها تدخلتم أنتم بعد ذلك وقمتم بحركة الانقلاب الثانية التي سنتحدث عنها.

عبد الكريم النحلاوي: عقدة الخلاف اللي كانت بين السياسيين والعسكريين هي موضوع القرارات الاشتراكية، درست انعرض هذا الموضوع في مجلس الأمن القومي اللي ذكرته سابقا..

أحمد منصور: خمسة من السياسين وخمسة من العسكريين.

عبد الكريم النحلاوي: بتشكل من خمسة وزراء وخمسة عسكريين ضباط ورئيس الجمهورية وكان الوفاق شاملا يعني وفاق كامل ما بين السياسيين والعسكريين على أن القرارات الاشتراكية والتأميم اللي صدر في عهد عبد الناصر كانت مجحفة بحق الشعب السوري لأنه بسوريا ما في رأسمالية مثلما موجود في مصر ولا في إقطاع، محصور بمنطقة معينة ما بيستوجب الإجرام اللي اتخذ بالنسبة للمواطنين، يجب تخفيف الوضع وتقدمنا بدراسة معتدلة تكون لصالح رب العمل ولصالح العامل، سوريا بيشكل 70% من شعبها عمال وفلاحين بقى ما بيجوز ينتركوا هدول أنه والله قرارات اشتراكية تكون مجحفة بحق رب العمل أو العامل، صار في دراسة منطقية من قبل أشخاص مختصين ودارسين دراسات علمية وتقدم هذا المشروع إلى مجلس الأمن القومي اللي بيترأسه رئيس الجمهورية وكان الوفاق عليه بالكامل على أساس يعرض على المجلس النيابي من أجل إقراره..

أحمد منصور: وبعد ذلك؟

عبد الكريم النحلاوي: وبعدين رئيس الوزراء معروف الدواليبي قال أنا بأعرضه على المجلس النيابي وإذا كان بيرفضونه أنا بأقدم استقالتي، قلنا له كثير منيح، قدم المشروع على البرلمان المجلس النيابي ولم ينظروا فيه إطلاقا وإنما قرروا إلغاء التأميم كليا وجزئيا وكنا حذرناهم من نتائج هذا الإجراء مسبقا أنه إياكم تقدموا على.. ادرسوا هذا الموضوع واتخذوا قرارا يكون لصالح الطرفين العامل والفلاح بنفس الوقت ورب العمل، ما يكون مجحفا برب العمل أو صاحب الأرض، ما سألوا إطلاقا كان إلغاء التأميم لصالح فئة معينة فئة رأسمالية معينة أساءت للبلد أولا وأخيرا..

أحمد منصور (مقاطعا): في النهاية كان من المفترض أن تعيدوا النصاب إلى أهله ولا تتدخلوا بهذه الطريقة وإلا ما فيش فرق بينكم وبين عبد الناصر.

عبد الكريم النحلاوي: عبد الناصر لن يترك البلد كما ترى، عبد الناصر لن يترك البلد، له أعوان وله مريدون وأموال عم يرسل أموالا ويرسل أسلحة، يعتبر سوريا أنها ضربته في الصميم لذلك بده يخرب سوريا بكاملها، نحن حاولنا مع السياسيين أن نعمل يعني مواضيع..

أحمد منصور (مقاطعا): أي محاولة منكم من العسكريين هي تدخل في شؤون السياسيين، طالما أن الشعب اختار هذه الحكومة كان ينبغي للجيش أن يعود إلى ثكناته ويهتم بما اهتممتم به أنتم وهي المطالب العسكرية، اهتموا بوضعكم اهتموا توضبوا الجيش روحوا حاربوا إسرائيل زي ما كنتم بتحاربوها وسيبوا السياسيين يخبطوا مع الشعب.

عبد الكريم النحلاوي: لو تركنا السياسيين يقومون كما يشاؤوا لعاد عبد الناصر وخلق فتنا وثورات داخل سوريا ومذابح.

أحمد منصور: لم يكن لعبد الناصر أن يستطيع أن يرجع وهناك جيش قوي يحمي الوضع السياسي الداخلي.

عبد الكريم النحلاوي: الجيش نفسه وثلاثة أرباعه فلاحون وعمال ومن طبقة دون الوسط..

أحمد منصور (مقاطعا): اللي بيأخذ القرار في الجيش..

عبد الكريم النحلاوي (متابعا): لذلك وقت عم نشوف المجلس النيابي أزال المكاسب اللي بيعتبروها مكاسب لهم بالنسبة للقرارات الاشتراكية سيثور قبل الشعب، الجيش سيثور قبل الشعب على الحكومة.

أحمد منصور: استمرار تدخلكم في شؤون السياسة هو الذي شجع فئات أخرى أن تقوم بانقلابات متتالية بعد ذلك، أما الحسنة التي كان يمكن أن تقوم بها هي أن تعود بالجيش إلى الثكنات ولا يكون للجيش أي علاقة لا برئيس الجمهورية ولا برئيس الوزراء ولا بالبرلمان.

عبد الكريم النحلاوي: الجيش عمليا لم يتدخل في أمور..

أحمد منصور (مقاطعا): أنت قلت لي في مجلس أمن قومي وبتتدخلوا في كل صغيرة وكبيرة.

عبد الكريم النحلاوي: طيب ليش لكان قبل أن نشكل مجلس أمن قومي من خمس ضباط بالقيادة وخمس وزراء..

أحمد منصور (مقاطعا): مغلوبون على أمرهم السياسيون.

عبد الكريم النحلاوي: لا، بالعكس هذا الاقتراح كان من رئيس الجمهورية، اقتراح رئيس الجمهورية تشكيل مجلس أمن قومي لحل النزاعات والخلافات اللي تحصل ما بين العسكريين والسياسيين على طول في الماضي يعني هذا الواقع كان عملا جدا ممتازا فيما لو صدقوا النية بأمورهم يعني.

أحمد منصور: في صفحة 242 من الجزء الثالث خالد العظم رئيس الوزراء السابق يقول "فوجئ الناس بصدور قوانين التأميم في يوليو عام 1961 التي وصفت بأنها اشتراكية إصلاحية وهي في حقيقتها لم تكن ترمي إلا إلى القضاء على الاقتصاد وقتله في مهده ولا تقصد سوى السيطرة ودعم السلطات القائمة عن طريق تركيز الفعاليات الاقتصادية بيد الدولة وإحداث رأسمالية حكومية دكتاتورية وجعل العاملين في تلك الفعاليات مجرد موظفين يأتمرون بأوامر الحكام".

عبد الكريم النحلاوي: طبعا نتيجة القرارات الاشتراكية اللي طبقت كان قسم من المعامل أفلست وكانت الدولة هي تصرف عليها يعني نتيجة الإجراءات اللي اتخذت..

أحمد منصور (مقاطعا): ولهذا استمرارية إصراركم على تطبيق ولو جزئي للقرارات الاشتراكية كان من الأسباب أيضا التي أدت إلى بقاء سوريا في تلك الدوامة.

عبد الكريم النحلاوي: لو الوقت يسمح كنت بأحكي لك بعض الفقرات عن الاقتراح اللي تقدم لمجلس الأمن القومي كان بيفيد العامل والفلاح وبيفيد رب العمل بنفس الوقت إلا أن طبقة معينة بالبرلمان أرادت أن تعود إلى ما كانت عليه وما أدركت خطورة القرار اللي اتخذوه بإلغاء التأميم كليا وجزئيا، مباشرة مجرد ما أعلن البرلمان إلغاء التأميم كليا وجزئيا ثار الشعب والفلاحون وساروا إلى البرلمان ولم يستطع النواب أن يدخلوا المجلس، بيتصل معي وزير الداخلية أحمد قمبر بيترجاني مشان أنزل وحدات من الجيش لحماية -هم عم يتدخلوا في موضوع الجيش- لحماية المعامل في منطقة القابون اللي تعرضت للنهب والسلب والحريق، أنا جاوبته قلت له أنتم اللي سببتم في هالأزمة هذه ونحن حذرناكم منها وقلنا لكم ما تلجؤوا لها، حاولوا أن تصلحوا الأوضاع وتعملوا تسوية لصالح الطرفين لصالح كل الأطراف إلا أنه رفضتم وهلق لازم تتحملوا أنتم مسؤولية الأعمال تبعكم، الجيش ما له علاقة بهالموضوع، وبنفس الوقت قلنا لكم أنتم كل غايتكم تزجوا الجيش مع الشعب ضد الشعب، ولكن عمليا بشكل غير مباشر نحن أنزلنا بعض القطعات لحماية المعامل من الحريق ومن النهب العمال والفلاحين.

أحمد منصور: أعود إلى تسريح الضباط، عبد الكريم زهر الدين رئيس الأركان الذي عينته أنت اخترته رئيس أركان يقول في صفحة 144 من مذكراته "قرر عبد الكريم النحلاوي التخلص من حيدر الكزبري مهما كلفه الأمر" واتهمك بأنك عقدت اجتماعا في بيت اللواء نامق كمال ودبرت مكيدة للكزبري للتخلص منه، لماذا اعتقلت الكزبري ولماذا كان هذا العداء بينك وبينه؟

عبد الكريم النحلاوي: هو قائد الجيش عبد الكريم زهر الدين أراد يلعب بعد ما عين قائد جيش يلعب بالموضوع واستمال له بعض الضباط اليساريين في الجيش للأسف ويختلق بعض الأعذار..

أحمد منصور (مقاطعا): أنت اللي جايبه تتحمل مسؤوليته.

عبد الكريم النحلاوي: أنا بدي أتحمل المسؤولية ما في شك وصار الاجتماع وحضره زهر الدين بنفس الوقت للأسف حضر الاجتماع كما حضر الاجتماعات اللي بعدها وجرى دراسة موضوع حيدر كزبري، حيدر كزبري اشترك معنا وكان أخا لنا ووطنيا ومخلصا إلا أنه صار بعض الأخطاء يللي تمادى فيها على أثر إقالة قريبه مأمون الكزبري رئيس الوزارة وحذرناه من مغبة هذه الأعمال لم يرتدع إذاً أزحناه خارج الوحدة اللي كان عم يقودها وهي وحدة حرس البادية.

أحمد منصور: إلى السجن.

عبد الكريم النحلاوي: نعم؟

أحمد منصور: إلى السجن، أزحته إلى السجن.

عبد الكريم النحلاوي: أزحناه طبعا.

أحمد منصور: لا، سجنته.

عبد الكريم النحلاوي: سجنته نعم، سجنته وطلعت كرمته بنفس الوقت احترازا يعني ما هو سجن إزعاج أو إيذاء أو تعذيب بالعكس يعني حجز حرية كان عبارة عن حجز حرية.

أحمد منصور: ما كان يحدث هو استمرار لما كان يحدث من قبل.

عبد الكريم النحلاوي: لا.

أحمد منصور: الذي قمتم به استمرار لما كان يحدث من قبل.

عبد الكريم النحلاوي: لا، اللي من قبل كان إيلاما وإزعاجا وتقريبا الضباط كانوا بحالة يرثى لها في زمن الوحدة.

أحمد منصور: كنت أبحث عن أشياء مضيئة في تلك المرحلة وجدت شيئا مضيئا في 18 مارس/ آذار عام 1963 وقعت معركة بين القوات السورية المتمركزة في تل النيرب في الجولان وبين الإسرائيليين وكانت معركة قتل فيها.. كانت معركة من المعارك اللي تعتبر معارك كبيرة يعني، رجعتم مرة أخرى تقاتلون الإسرائيليين؟

عبد الكريم النحلاوي: إسرائيل دائما كانت تتحرش بسوريا وكان يحصل اشتباكات بين القوات الإسرائيلية والمخافر السورية وسوريا كانت ما تعترف بالحدود الإسرائيلية لأنه ما اعترفت بإسرائيل يعني الأردن ومصر وكل الدول ولبنان اعترفوا بالحدود ما عدا سوريا لأنه ما بتعترف بإسرائيل، وتل النيرب كان فيه قسم بجانب طبريا بيسكنه فلسطينيون وبنفس الوقت كانت إسرائيل عم تقوم بتحويل مياه الأردن إلى الجنوب للنقب، سوريا كانت تمنعهم، بقي مسافة حوالي 150 مترا ما تمكنت إسرائيل تحول المياه للنقب لأنه كانت دائما المدفعية السورية تفتح النيران عليهم توقفوا عنه وكانت الاشتباكات مستمرة، آخر اشتباك كان زورق إسرائيلي في بحيرة طبريا أطلقت النار عليه وأغرق وقتل ركاب الزورق من العسكريين الإسرائيليين، قرر بن غوريون كان رئيس وزراء إسرائيل القيام بهجوم لتكنيس واحتلال جميع المخافر السورية اللي واقعة شرق بحيرة طبريا والخطة كانت إقدام لواء مدرع من مستعمرة في جنوب بحيرة طبريا اسمها عينكيف باتجاه الشمال في سهل طبريا وكانت زوارق حربية من البحيرة بحيرة طبريا ولواء مدرع من الشمال لاحتلال جميع المرتفعات الموجودة شرق بحيرة طبريا ولكن كان النجاح بطرفنا والله وفقنا أنه قبل 24 ساعة زرعنا حقل ألغام بهذا السهل تبع طبريا عندما بدأ الهجوم حوالي الساعة 12 بالليل من الجنوب رتل دبابات بمعدل أكثر من لواء معزز بعناصر من الهندسة ومتفجرات، مجرد ما دخل الرتل في حقل الألغام بدأت تتفجر فيه الألغام وصدرت أوامر إلى جميع وحدات المدفعية في الجبهة تفتح نيران على المستوطنات الإسرائيلية، سبعون كيلومترا من الشمال من حدود لبنان إلى حدود الأردن، طبعا بن غوريون اندهش واستغرب أنه خلال فترة الوحدة ما كان في أوامر بفتح النيران..

أحمد منصور (مقاطعا): آه أنتم خلال فترة الوحدة..

عبد الكريم النحلاوي (متابعا): هلق بوقت الانفصال هلق كيف هالجرأة هذه وإقدامهم على هالخطوة هذه استغرب جدا، كانت النيران المتفجرات تتفجر بالآليات الإسرائيلية عندئذ توقف الرتل عن التقدم وبالنسبة للزوارق اللي كانت عم تتقدم في بحيرة طبريا توقفت واللواء اللي عم يتقدم من الشمال كمان توقف ويعتبر أن الهجوم فشل، في الساعة الواحدة طلبوا من رجال وفد الهدنة إيقاف النار، سوريا رفضت، ردوا الساعة الثالثة كمان طلبوا مرة ثانية وقف إطلاق النار كمان سوريا رفضت، تكبدت إسرائيل خسائر فادحة في هذه المعركة وتركت آلياتها مدمرة وبعض قتلاها وأجهزتها مدمرين إلى الساعة الخامسة قبلت سوريا بوقف إطلاق النار، إسرائيل سحبت بعض قواتها وتركت الباقي، سحبناها نحن بقيت مستعمرة عينكيف اللي كانت على شاطئ بحيرة طبريا 48 ساعة والنيران عم تشتعل فيها.

أحمد منصور: أنا الحادثة دي الحقيقة حرصت أن أسألك عنها لسبب رئيسي، أن إسرائيل لم تتقو وإسرائيل لم تأخذ وضعها إلا لأن الجيش السوري كان متخصصا في الانقلابات على بعض والصراعات الداخلية وأنه أثناء الوحدة لم يكن يطلق نار على الإسرائيليين، لو تفرغت الجيوش العربية لمواجهة إسرائيل ما كان لإسرائيل أن تكون بالقوة والوضع التي هي فيه..

عبد الكريم النحلاوي: الواقع..

أحمد منصور: كنت أبحث دائما في كل الفترة دي فترة الخمسينات والستينات مين الدولة العربية اللي بتواجه إسرائيل، ما كانش حد فاضي لإسرائيل، مؤامرات على بعض صراعات مع بعض..

عبد الكريم النحلاوي: الواقع الجيش السوري هو الوحيد اللي كان على مقاومة مستمرة مع إسرائيل من 48 إلى النهاية لحتى الوحدة كان دائما في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية مثلما قلت سابقا لأن سوريا ما بتعترف بإسرائيل كدولة لذلك رفضت تحديد الحدود بينها وكفلسطين يعني، أثناء الوحدة كانت الاشتباكات ضعيفة جدا بين سوريا وبين إسرائيل لأنه إجت الأوامر من القيادة على أساس تحديد الحدود ومنع الاشتباكات مع مصر.

أحمد منصور: الكلام اللي بتقوله ده لا بد تاريخيا يحقق فيه ولا بد من الشعوب تعرف الحقائق هذه لأن يعني إسرائيل ما حدش جاب سيرتها في كل اللي بيحصل، أنتم يعني الحكومات العربية أو عبد الناصر وأنتم والجيوش وكله عمال يخبط في بعضه وما حدش بيدور على إسرائيل، دائما أبحث أين إسرائيل يا دوبك لقيت النقطة دي المشرقة المضيئة قلت أسألك عنها.

عبد الكريم النحلاوي:هذه بتسأل فيها السياسيين في الدول العربية أما سوريا كانت في مقدمة الدول العربية اللي كانت عم تجابه إسرائيل وكانت واضعة ميزانية الدفاع فيها 54% أكثر دولة من الدول العربية اللي كانت مخصصة هالمبلغ هذا مشان الدفاع.

ودوافع وإرهاصات انقلاب 28 آذار 1962

أحمد منصور: خالد العظم في 264 من الجزء الثالث يقول إن الجيش ظل يصارع السياسيين وأبلغه الرئيس القدسي في حضور الكزبري والدواليبي والعسلي والحوراني بأن الجيش ثائر جدا ضد القوانين التي أصدرها مجلس النواب بشأن التأميم والإصلاح الزراعي وأنت تحدثت عن هذا الموضوع. أنتم اجتمعتم في القابون وقررتم إقالة حكومة الدواليبي حل المجلس النيابي مطالبة رئيس الجمهورية بتشكيل حكومة حيادية، اجتمعت أنت مع الرئيس القدسي وأبلغته بهذه القرارات، تدخل مباشر من الجيش مرة أخرى في شؤون السياسة.

عبد الكريم النحلاوي: وقت بتسوء الأوضاع ساءت الأوضاع بشكل لا يمكن تحمله بسبب القرارات الاشتراكية وعدم تنفيذ أي قرار اتخذ في مجلس الأمن القومي من قبل الحكومة بينما جميع القرارات اللي اتخذت لصالح الجيش أو لجانب الجيش نفذت وكنا نطالب القيادة ضباط القيادة الموجودين بمجلس الأمن القومي نطالب رئيس الجمهورية بتنفيذ الشيء اللي بيتعلق فيهم، كانوا طبعا يماطلون في التنفيذ ولم ينفذ أي بند من البنود وإنما كانت النتيجة إلغاء القرارات الاشتراكية والتأميم مباشرة، طبعا هذا أثار الشعور العام في سوريا وفي العسكريين بنفس الوقت هذا أثر عليهم مما اضطر القيادة أن تعقد اجتماعا في القابون يجتمع فيه ضباط القيادة ورؤساء الشعب قادة المناطق قادة الألوية من كل سوريا وكلهم كانوا على رأي واحد وكلهم كانوا موافقين على أن الوضع لا يجوز أن يستمر على هذا الشكل وهذا بده يسبب انهيارا في البلد وتدخل عبد الناصر بشكل عاجل أم آجل.

أحمد منصور: عبد الناصر كان بعبعا لسه مخوفكم.

عبد الكريم النحلاوي: كان ما في شك عبد الناصر، نحن عم ننظر هلق بعد خمسين سنة من الحوادث أما بدنا نرجع بذاكرتنا للأوضاع اللي كانت في سوريا، عبد الناصر رغم كل شيء كان تقريبا في بياناته وفي خطاباته يثير الشعور العام من الخليج إلى المحيط وهذا بالنسبة للشعوب اللي ما كان لها علاقة فيه بالوحدة أما سوريا اللي هي ضربته في الصميم شيء طبيعي أنه وقت بيشوفوا حكم نيابي أو حكم ديمقراطي مهلهل لا يقوم بأي عمل من أجل مصلحة الشعب أو مصلحة الجيش بده يجي وقت الجيش والشعب بده يثور على الحكم الديمقراطي وهذا ما حصل عمليا لذلك مجلس القيادة اللي اجتمع في القابون بالإجماع قرر على أساس إزالة الحكم بعدين معروف الدواليبي وقت قال إنه أنا بأقدم هالمشروع على المجلس النيابي من أجل مشروع التأميم وإذا ما قبلوا بأقدم استقالتي، ما قدم استقالته وطالبناه في الموضوع ماطل وترك تسير الأمور على ما هي عليه، وافق المجلس على إقالة الحكومة وإقالة البرلمان وتشكيل حكومة حيادية من قبل رئيس الجمهورية، طبعا عرض هذا الموضوع على رئيس الجمهورية رفض قال أنا لا يمكن أن أخالف الدستور، قلنا له أنتم اللي عم تخالفوا الدستور، الدستور والقرارات اللي اتخذت معناتها.. قال أنا.. قلنا له إذاً القرارات اللي عم تؤخذ من مجلس الأمن القومي تتعارض مع قرارات المجلس النيابي إذاً ليش نحن عم نجتمع ونمضي الساعات الطوال عندكم في القصر الجمهوري بدون فائدة؟ طبعا ما لقى جوابا لهالشيء إلا أنه أنا ما أستطيع أخالف الدستور، أوجدنا له رأيا أنه ممكن يحق لرئيس الجمهورية بحل البرلمان وإقالة الحكومة وتشكيل حكومة حيادية من عناصر موثوقة، رفض هذا الحل عندئذ قيادة الجيش قررت القيام بعملية تطيح بالحكومة وتطيح بالبرلمان وإبقاء رئيس الجمهورية وإجباره على تشكيل حكومة حيادية، هذا ما حصل.

أحمد منصور: هذه المطالب التي كنتم تطالبون بها هي تعد على الدستور تعد على الحكم المدني تعد على إرادة الشعب السوري لأن هذه الحكومة هي حكومة منتخبة والبرلمان هو الذي انتخبها وهو الذي أقرها ومطالب الجيش من رئيس الجمهورية بهذه المطالب إقالة الحكومة حل المجلس النيابي تشكيل حكومة هي مخالفة للدستور وتدخل مباشر منكم أنتم العسكر في السلطة كما كان من يفعل قبلكم.

عبد الكريم النحلاوي: في معظم دول العالم وقت الحكومة بتنحرف عن مطالب الشعب الشعب بيقوم بمظاهرات بيقوم بإضرابات..

أحمد منصور (مقاطعا): الشعب هو اللي يحلها ويحل المجلس مش العسكر.

عبد الكريم النحلاوي (متابعا): الشعب عنا ما في عنا معارضة نحن في موضوع الجيش إطلاقا أو البرلمان ما موجود معارضة حتى يقوموا بهالشيء إذاً يقوم بهذا المقام هو الجيش، هو الجيش اللي بيقوم بهذا الموضوع بعدين الجيش هو..

أحمد منصور (مقاطعا): حضرتك ده بيناقض كل اللي أنتم قمتم به كحركة كل اللي قمتم به 28 سبتمبر حتى يعود الجيش إلى الثكنات ولا يتدخل العسكر في السياسة، إذا العسكر الآن طالبين حكومة جديدة تعيين مش عارف.. ده تدخل مباشر في السياسة.

عبد الكريم النحلاوي: لو عاد الجيش إلى الثكنات وترك الحكم إلى السياسيين لعاد عبد الناصر إلى سوريا بفتنة وثورة دامية شغل فيها الشعب والجيش مع بعض.

أحمد منصور: عبد الناصر لم يكن يستطيع أن يعود إلا عن طريق انقلاب ولو عاد العسكر إلى الجيش وضبطوا الجيش لم يكن لعبد الناصر أن يستطيع أن يتسلل إلى الجيش.

عبد الكريم النحلاوي: الجيش لا يمكن أن يستقر في الثكنات وينظر إلى الحكومة وهي تقوم بأعمال منافية أو معاكسة لمطالب الشعب.

أحمد منصور: هذا مناقض لقيام الحركة، وأنكم قمتم علشان تسيطروا على السلطة أو تديروا السلطة من وراء ستار.

عبد الكريم النحلاوي: نحن بدنا ننظر للواقع والمجتمع السوري اللي كنا فيه موجود، الشعب من الجيش والجيش من الشعب، وقت المواطن لأنه 70%، 80% من الشعب طبقة متوسطة و70% فلاحين وعمال وقت بيشوفوا على أن مكاسبهم ومصالحهم ضاعت من قبل حفنة من السياسيين شيء طبيعي بده يثور إن كان عسكريا ولا كان مدنيا، لا يمكن يبقى مسالما وقاعدا بالثكنة تبعه.

أحمد منصور: أنت اجتمعت مرة ثانية مع الرئيس القدسي في 25 مارس قبل ما تقوموا بالحركة وكررت عليه المطالب ورفض تنفيذها.

عبد الكريم النحلاوي: وقلت له.. كان معه رشاد برمدا وزير الدفاع قلت له إن الجيش لا يمكن يستمر بهالوضع هذا والقرارات عم تتخذوها لصالح فئة معينة من المواطنين وعبد الناصر على الأبواب ينتظرنا لذلك مفروض تأخذوا إجراءات لحماية هذه البلد، قال لي أنا لا أستطيع أن أعارض الدستور أخالف الدستور يعني كان ماسك هالكلمة فقط، قلنا له الوضع بيتطلب الوضع فيه خطورة بيتطلب اتخاذ إجراءات لإنقاذ البلد المفروض تقدموا عليها، رفض.

أحمد منصور: تحدثت في مذكراتك عن عودة وزير العدل أثناء الوحدة نهاد القاسم من مصر واجتماعك مع أحمد عبد الكريم، هل كان.. ما الذي دار بينك وبين نهاد القاسم وبينك وبين أحمد عبد الكريم؟

عبد الكريم النحلاوي: نهاد القاسم كان وزير عدل في حكومة الوحدة سمحنا له بالعودة إلى سوريا وكلمني قال لي عبد الناصر ما كان يستقبل أي حدا من الوزراء يعني يقعد الوزير أربعة أشهر بالقاهرة وينتظر لمقابلته ما يقابله..

أحمد منصور: كان كل الوزراء بيقولوا هذا الكلام من سوريا..

عبد الكريم النحلاوي: بعدين هو وقت قابله لعبد الناصر وعم يتباحث هو وإياه قال له أنا آخذ القرار وأتخذ أي إجراء وقت بألاقي 51% ممكن..

أحمد منصور: قلت لنا دي قبل كده.

عبد الكريم النحلاوي: نعم.

أحمد منصور: لا، أنا بأقول إيه اللي دار بينك وبينه هنا دلوقت قبل ما تقوم بحركة الانقلاب الثانية في 28 آذار 1962؟

عبد الكريم النحلاوي: تباحثنا نحن وإياه بموضوع الحكومة كمان، وافق ولكن بنهاية المطاف قال إنه إذا بدي أنا أدخل بهالحكومة الجديدة لازم أروح أستأذن من عبد الناصر.

أحمد منصور: أنا عايز أسألك هنا بقى لأنه هل حمل لك أي رسائل من عبد الناصر حتى تقوم بانقلاب آخر لتصحح ما قمت به في 28 أيلول/ سبتمبر وهذا ما دفعك للقيام بانقلاب 28 مارس/ آذار 1962؟

عبد الكريم النحلاوي:إطلاقا لم يكن لعبد الناصر أي تأثير في هذه الحركة إطلاقا.

أحمد منصور: عبد الناصر لم.. الرسائل اللي وصلتك قبل كده وأنت الآن بتحاول كما يقال تكفر عن خطأك بالقيام بالانقلاب الآن.

عبد الكريم النحلاوي: إطلاقا، كان هو يعتقد عبد الناصر على أن حركة 28 آذار هي من أجل إعادة عبد الناصر ولكن حركة 28 آذار بدأت بالبلاغ رقم 26 يعني استمرار لبلاغات 28 أيلول عندئذ انصدم عبد الناصر، كان يعتقد أن هذا الانقلاب هو انقلاب من أجل عودة الوحدة وعودة عبد الناصر إلى سوريا واللي أبلغه بهالشيء بعض الإخوان من القوميين العرب أو بعض العناصر الناصريين إذا أردنا نسميهم.

أحمد منصور: لكن قيل إن صور عبد الناصر رفعت في الشوارع في ذلك الانقلاب انقلاب 28 مارس 1962.

عبد الكريم النحلاوي: هذا غير صحيح، إطلاقا غير صحيح.

أحمد منصور: كيف رتبت لهذا الانقلاب الثاني؟

عبد الكريم النحلاوي: الانقلاب كان تهيأ من قبل القيادة مجموعة ضباط القيادة وذكرتهم..

أحمد منصور: نفس المجموعة اللي عملت انقلاب..

عبد الكريم النحلاوي: الاجتماع اللي حصل في القابون هم قرروا بالإجماع إزالة الحكومة والبرلمان.

أحمد منصور: يعني كده الكل كان عارفا أن في انقلاب حيحصل؟

عبد الكريم النحلاوي: نعم ما في شك.

أحمد منصور: والدنيا كلها منتظرة ومهيأة لساعة الصفر للانقلاب.

عبد الكريم النحلاوي: نعم.

أحمد منصور: لماذا حددتم 28 مارس/ آذار 1962 موعدا؟

عبد الكريم النحلاوي: وأي يوم يعني ما في سبب يعني أي يوم كان ممكن لأنه كانت الأمور استفحلت والأخطاء كلها كمان تراكمت والحكومة استعصت ما بدها تعمل أي إصلاح أو أي تغيير، اضطر الجيش يقوم بهالعملية عمل محدود يعني ما هو عمل كبير يعني.

أحمد منصور: أنا لاحظت في الفترة من 28 أيلول سبتمبر 1961 إلى هذا الانقلاب الثاني أنك أنت الذي كنت تحكم سوريا وإن كان من وراء ستار.

عبد الكريم النحلاوي: والله أنا ما كنت أحكم سوريا وإنما كان مجموعة من الضباط كنا نتفاهم مع بعض ونقوم بدراسة مشتركين مع بعض.

أحمد منصور: وأنت الذي كنت تتصدر للذهاب لرئيس الجمهورية والمسؤولين والتكلم معهم.

عبد الكريم النحلاوي: طبعا كمسؤول أول كنت في عمل 28 أيلول كنت كمسؤول وكنت مستهدفا بالنسبة لبقية الضباط.

أحمد منصور: رغم أنك كنت برتبة عقيد في ذلك الوقت وكان هناك ضباط أرفع منك رتبة.

عبد الكريم النحلاوي: نعم بس كان في تفاهم ما كان في تسلط ولا كان في استعلاء من ضابط لآخر رغم وجود ضباط برتب أعلى.

أحمد منصور: في صفحة 121 من مذكراته يقول العميد مطيع السمان الذي أصبح بعد ذلك مسؤولا للأمن الداخلي "صباح الأربعاء 28 آذار مارس عام 1962 أذاع راديو دمشق عملا أحط من الخيانة وأفظع من الانتحار حينما أعلن البلاغ العسكري رقم 26 وكان هذا الرقم لاحقا لأرقام البلاغات التي وقعت عند آخر رقم لبلاغات الانفصال الأولى"، هذا وصف قاس.

عبد الكريم النحلاوي: العميد مطيع السمان كان بيشعر بنفسه أنه ضابط كفء هو ومن الدورة الأولى اللي تخرجت في سوريا بعد الاستقلال سنة 1945 وبينظر لنفسه أنه هو لازم يكون في القيادة وإنما كان ضابطا ثانويا وضابطا في الإدارة ما هو ضابط تعبوي، كان يحشر نفسه في كثير من القضايا وللأسف كنا نطلعه ولكن كان بيريد يكون له قرار في هالمجلس، بسبب إبعاده عن مجلس القيادة كان يتكلم هالكلام هذا.

أحمد منصور: لكن هذا الوصف يأتي من آخرين من كثيرين أيضا كانوا يأخذون على هذا الانقلاب..

عبد الكريم النحلاوي (مقاطعا): لا، طبعا أي عمل لا بد من..

أحمد منصور (متابعا): أنكم يعني مستمرون في سلسلة الانقلاب، حتى أنتم في السلطة وبتديروا السلطة من وراء ستار وعملتم انقلابا كمان!

عبد الكريم النحلاوي: لا بد من وجود في أي عمل يكون عناصر مؤيدين وعناصر معارضين.

أهداف الانقلاب وتداعياته على الوضع في سوريا

أحمد منصور: ألم يكن ما قمت به في 28 مارس/ آذار عام 1962 انتحارا سياسيا للانقلاب الأول الذي قمتم به 28 سبتمبر؟

عبد الكريم النحلاوي: عمل 28 آذار كان عملية تصحيحية فقط محلية موضعية ما هي عملية واسعة، ضمن نطاق نظام الحكم الديمقراطي.

أحمد منصور: ألم يكن هذا أيضا فرضا لوصاية الجيش على السياسيين؟

عبد الكريم النحلاوي: الوضع اللي كان فيه البلد كان بيتطلب من الجيش يتدخل لأنه كان مسؤولا أولا وأخيرا، لو حصل أي شيء كان السياسيون كلهم بيروحوا لبيوتهم أما الجيش هو اللي بيتعرض للأذى والظلم.

أحمد منصور: تدخلكم في كل صغيرة وكبيرة في إدارة الحكومة ورئيس الجمهورية وغيرها ألم يصب النظام السياسي في سوريا بالشلل في تلك المرحلة؟

عبد الكريم النحلاوي: نحن أردنا أن يكون الحكم ديمقراطيا صحيحا ما يكون حكما إقطاعيا فعلا أو حكم مجموعات معينة تتصرف بالبلد كما تشاء لمصالحها الخاصة.

أحمد منصور: كثير من السياسيين في مذكراتهم يتهمونكم أنكم أدخلتم البلاد في الفوضى واستنزفتم ثروات سوريا وقوتها في صراعات عسكرية فيما بينكم.

عبد الكريم النحلاوي: هي فترة ما بتحتاج كانت كل هالأمور وكل هالاضطرابات اللي صارت وإنما الأسباب أنا أوعز الأسباب كلها التطورات هذه إلى السياسيين اللي إذا بنقدر نقول ما خافوا الله ومشيوا في طريق إصلاح البلد بعدما بقيوا معزولين عن الحكم ثلاث سنين ونصف خلال الوحدة ولا حدا سأل عنهم إطلاقا.

أحمد منصور: والسياسيون يتهمونكم بأنكم أنتم العسكر الذين خربتم البلاد وشردتم العباد وأدخلتم سوريا في المتاهة التي لا زالت تعيش فيها اليوم.

عبد الكريم النحلاوي: هذا قولهم وإنما لم يذكروا هم كيف كانت أوضاعهم أثناء الوحدة، كان أي سياسي ما له أي قيمة بالنسبة للحكم اللي كان موجودا.

أحمد منصور: والعسكري؟ كان سياسي ولا عسكري.

عبد الكريم النحلاوي: لا، العسكريون كانوا في وضع يختلف عن السياسيين..

أحمد منصور (مقاطعا): ده أنت قلت العسكريون كانوا متمرمطين، السوريون.

عبد الكريم النحلاوي: السياسيون كان ما لهم أي قيمة ولا أي اعتبار بالنسبة لنظام الحكم.

أحمد منصور: خالد العظم في صفحة 404 من الجزء الثالث من مذكراته قال إنك قمت بهذا الانقلاب لصالح عبد الناصر حتى تصحح خطأ الانفصال. وخالد العظمة مش هين.

عبد الكريم النحلاوي: صح، إذاً عم تلاحظ أن بعض السياسيين عم يتهموني أن 28 آذار لصالح عبد الناصر وعبد الناصر اعتقد أن 28 آذار أساسا كان يعتقد أنها له لكن خاب ظنه واستمر الوضع على أساس إصلاح الوضع الداخلي لا أكثر ولا أقل وكانت العملية أو الحركة محدودة ضمن نطاق شيء معين يعني القطعات كلها الجيش كان موحدا الشعب كله كان موحدا فقط فئة معينة من الحكام أساؤوا التصرف وما خافوا الله في المسيرة اللي لازم يطبقوها لمصلحة الشعب، اضطرينا أنه نحن نقوم بهالعملية هذه المحدودة.

أحمد منصور: أنت مش مجرد قمت بعملية محدودة، ده أنت قبضت على رئيس الجمهورية ورميته في السجن قبضت على رئيس الوزراء ورميته في السجن قبضت على كل الوزراء وحطيتهم وكل السياسيين ولميتهم كلهم وسجنتهم.

عبد الكريم النحلاوي: رئيس الجمهورية استدعيناه إلى القيادة وأكرمناه وحييناه واحترمناه..

أحمد منصور: حبستوه.

عبد الكريم النحلاوي: وطلبنا منه بكل احترام وأدب أن يقوم بتشكيل حكومة حيادية كما قلنا له سابقا..

أحمد منصور: رفض قال لك أنا أحمي الدستور.

عبد الكريم النحلاوي: رفض وقال شو بدكم ما عدا هالموضوع وقدم استقالته، حجزناه مؤقتا حتى ما يصير بلبلة فوضى، بعدها بأقل من شهر عشرين يوم عاد رئيس الجمهورية إلى منصبه ونفذ..

أحمد منصور (مقاطعا): مش أنتم اللي أعدتوه.

عبد الكريم النحلاوي (متابعا): ونفذ الأمور اللي قلناها له بتشكيل حكومة حيادية وحل البرلمان، حكومة حيادية بقيادية بشير العظمة وحل البرلمان.

أحمد منصور: لستم أنتم..

عبد الكريم النحلاوي (متابعا): إذاً ليش.. هلق ما خالف الدستور بهالعملية اللي كان يدعي فيها؟

أحمد منصور: لستم أنتم الذين أعدتموه. خالد العظم في صفحة 268 من الجزء الثالث وصف اعتقاله مع باقي السياسيين، طبعا هو بيكتب بأسلوب فيه نوع من السخرية السياسية ومن الهزل، يقول "كان عدد الموقوفين في قاعتنا 35 شخصا، خمسة منهم تولوا سابقا رئاسة الوزراء وهم الكزبري والدواليبي والعسلي ولطفي والحفار وأنا"، خمسة رؤساء وزراء سابقون، جميع الوزراء في وزارة الدواليبي باستثناء رشاد برمدا، ليه وزير الدفاع ما اعتقلتهوش؟

عبد الكريم النحلاوي: وزير الدفاع؟

أحمد منصور: إيه، رشاد برمدا.

عبد الكريم النحلاوي: والله لا أدري هذا الموضوع مضى عليه فترة طويلة ما عندي علم فيه.

أحمد منصور: مجزرة سياسية، أنت عملت مجزرة سياسية في سوريا.

عبد الكريم النحلاوي: هذا بنظر البعض أما بنظر الشعب وبنظر الجيش اللي هو وافق، قيادة الجيش هي اللي وافقت على الموضوع مو أنا لحالي وافقت عليه أنا قمت بهالعمل، قيادة الجيش وقادة القطعات جميع ضباط الجيش هم اللي قاموا وافقوا على هالإجراء هذا.

أحمد منصور: إيه هدفكم من أنكم تعتقلوا كل السياسيين في البلد وترموهم في السجن؟

عبد الكريم النحلاوي: مو كل السياسيين، بعض السياسيين.

أحمد منصور: مش كلهم يعني الناس اللي ممكن تحكم الناس.. مين اللي باقي بره يعني؟

عبد الكريم النحلاوي: السياسيون اللي يعتبروا من الطرف اليميني اللي هم قاموا بعمل إلغاء القرارات الاشتراكية لمصلحتهم الخاصة.

أحمد منصور: سوريا دخلت في مرحلة فوضى، البلد بقيت فوضى.

عبد الكريم النحلاوي: لفترة معينة، كل حركة بتقوم ببلد طبعا بتستمر فترة قليلة من الفوضى إلى أن تستقر مرة ثانية.

أحمد منصور: كيف رتبتم ونفذتم انقلاب 28 مارس/ آذار 1962؟

عبد الكريم النحلاوي: لا يعتبر انقلابا، عبارة عن إجراء داخلي ولم تنزل قطعات من الثكنات إطلاقا، عبارة عن عناصر من الشرطة العسكرية احتجزوا بعض الوزراء في السجن حتى تستقر الأوضاع وتتشكل حكومة، هذا كل..

أحمد منصور: هل كان لديكم رؤية سياسية أيضا من وراء هذه الحركة؟ ما كانش في رؤية سياسية.

عبد الكريم النحلاوي: هذا نحن بيهمنا نحن بمواجهة عبد الناصر، أن تكون سوريا مستقرة ومستقرة يعني بوضع سليم ما يكون فيها اضطرابات ولكن عبد الناصر كان يثير الشعور بأجهزة الإعلام وفي الصحافة وبإرسال..

أحمد منصور (مقاطعا): أي استقرار والجيش كل يوم عمال يتدخل في السياسة عمال يفرض آراءه، كيف يحدث استقرار؟

عبد الكريم النحلاوي: هذا واقع، الجيش هو أصبح مسؤولا كما أنه كان عبد الناصر نفسه كمان العسكريون كانوا مسؤولين..

أحمد منصور: لصالح من حركة..

عبد الكريم النحلاوي (متابعا): العراق كانوا مسؤولين، في معظم الدول العربية كان النظام العسكري هو اللي سائدا لأن السياسيين ما كانوا يمشون في الطريق السوي..

أحمد منصور (مقاطعا): ألم تلاحظ أن يعني منذ أن تدخل العسكر وسيطروا على أنظمة الحكم في معظم الدول العربية والوضع مهترئ للغاية والعسكر جروا الدول العربية إلى يعني أوضاع من أزرى الأوضاع منذ عشرات السنين؟

عبد الكريم النحلاوي: والله هو نحن بدنا ننظر بقى للأمور السياسية من الوجهة الخارجية والداخلية، التدخل الخارجي اللي كان هو عم يكون له تأثير كبير في التطورات وما زال حتى الوقت الحاضر.

أحمد منصور: يعني أنتم عملتم الانقلابين بدون أي تدخل خارجي؟

عبد الكريم النحلاوي: إطلاقا.

أحمد منصور: لم تكونوا تعملون لمصلحة أي دولة؟

عبد الكريم النحلاوي: الجميع يعلم ذلك بأن أفضل الحركات اللي حصلت في العالم العربي هي 28 أيلول و28 آذار.

أحمد منصور: لمصلحة من كانت 28 آذار؟

عبد الكريم النحلاوي: لمصلحة الشعب، لمصلحة الشعب وقت البرلمان..

أحمد منصور (مقاطعا): كل اللي بيعملوا انقلابات بيقولوا لمصلحة الشعب وفي الآخر بيجلدوا الشعب ويظلموا الشعب.

عبد الكريم النحلاوي: وقت الحكومة بتقول لك أنا بأستقيل إذا البرلمان أقر إلغاء التأميم وما بيستقيل معناتها عم يتلاعبوا على الجيش وعم يقوموا بقرارات وبيقوموا بتنفيذ أمور معاكسة لمصلحة الشعب شو بيكون موقف البلد بهالحالة؟ نستمر بهالحالة حتى يصير في تدخل خارجي أو تدخل عبد الناصر في سوريا؟

أحمد منصور: ألم تكن تخشى من عصيان وتضارب داخل الجيش؟

عبد الكريم النحلاوي: إطلاقا, إطلاقا وإنما هذا حصل عكس ذلك.

أحمد منصور: اللي حصل كان كده، في خلال 48 ساعة فقط 31 مارس/ آذار انقسم الجيش السوري، قام عصيان في حمص وحلب ردا على ما قمتم به.

عبد الكريم النحلاوي: اللي قام هو عبارة عن عصيان بدافع من عبد الناصر انتقل من حمص إلى حلب وأذاعوا الإذاعة وراح جاسم علوان وأعلن الجمهورية العربية المتحدة، إذاً نحن اللي كنا نخشاه حصل وكنا نبهنا عليه رئيس الجمهورية ونبهنا عليه رئيس الوزراء أن عبد الناصر لن يترك سوريا لأنه بيشعر على أن سوريا هي ضربته في الصميم لذلك خافوا الله واعملوا كما يجب أن يكون.

أحمد منصور: جاسم علوان كان بره الجيش، إزاي واحد بره الجيش يقدر يدخل يستخدم..

عبد الكريم النحلاوي: اقتحم الجيش ولبس لباسا عسكريا والضباط الحزبيون كمان لبسوا لباسا عسكريا وانطلقوا بحلب.

أحمد منصور: بلد فوضى.

عبد الكريم النحلاوي: ما هو موضوع فوضى وإنما الموضوع أن عبد الناصر لم يترك سوريا تهدأ وتستقر..

أحمد منصور: أنتم لو تفرغتم للجيش..

عبد الكريم النحلاوي: ونحن طلبنا من الحكومة أن تقوم بواجبها تجاه المؤامرات اللي كانت تحاك، ومؤتمر شتورة اللي صار في لبنان أظهروا بعض الوزراء فيما بعد كيف كان عبد الناصر يتدخل في سوريا ويرسل الأموال ويرسل الأسلحة لإثارة فتنة وثورة داخل سوريا يعني هذا واقع.

أحمد منصور: هذه الصورة وصفها معظم الذين كتبوا مذكراتهم بشكل دقيق، الحوراني، خالد العظمة، صلاح نصر، وخالد العظمة كان معتقلا طبعا من بين اللي أنتم اعتقلتوهم، لكن الصورة كانت تحمل شكلا من أشكال الفوضى والتمزق، ظهر الأمر وكأن هناك حربا داخلية بين الضباط الشوام الذين كنت تقودهم وبين الضباط الحلبيين والحمصيين.

عبد الكريم النحلاوي: هذه كلها إثارة خارجية كانت، هذا غير صحيح إطلاقا غير صحيح.

أحمد منصور: طيب غير صحيح قل لي أنت بقى الصورة الصحيحة اللي صارت باختصار.

عبد الكريم النحلاوي: الصورة الصحيحة أنه أنا قمت كنت صحيح مسؤولا وإنما ما كنت أريد أنا أن أصل إلى الحكم ما كان بنيتي أصل إلى الحكم..

أحمد منصور (مقاطعا): ما أنت بتحكم من وراء الستار بتفرض اللي أنت عايزه على الرئيس وعلى الوزير..

عبد الكريم النحلاوي: نحن عم نحكم ضمن نطاق مجموعة من القيادة الضباط، الضباط كانوا بمختلف المدن السورية ولم يكونوا شوام أو دمشقيين، كان حتى مجلس الأمن القومي اللي كان كان فيه نور الله حاج إبراهيم من اللاذقية، كان في صبري السيد من حلب يعني كان في ضباط مختلف المدن ما كان في دمشقيين يعني حتى اللي قاموا بمشاركة العملية موفق عصاصة ما كان موجودا في هالمجتمع هذا.

أحمد منصور: وقعت مجزرة في حلب.

عبد الكريم النحلاوي: نعم.

أحمد منصور: وقعت مجزرة في حلب.

عبد الكريم النحلاوي: اللي قام فيها هم من الناصريين والاشتراكيين وقتلوا أربعة ضباط وهم هدول من كتيبة المظليين اللي قامت في مصر ضد المصريين في مصر الجديدة من أجل استلام الحكم ومن أجل إعادة الحكم إلى عبد الناصر وبدأت إذاعة حلب تذيع الجمهورية العربية المتحدة وجاسم علوان يتصل بعبد الحميد غالب سفير مصر في لبنان من أجل تزويده بالأسلحة والمال.

أحمد منصور: قمتم أنتم بالرد على ذلك بقصف إذاعة حلب بالطيران.

عبد الكريم النحلاوي: نعم؟

أحمد منصور: قصفتم إذاعة حلب بالطائرات.

عبد الكريم النحلاوي: طبعا، وأرسلت بعض القوات من حمص لإخماد هالفتنة هذه، هذا شيء طبيعي.

أحمد منصور: يا فرحة إسرائيل فيكم!

عبد الكريم النحلاوي: نعم؟

أحمد منصور: يا فرحة إسرائيل فيكم!

عبد الكريم النحلاوي: والله بدنا تخبر تقول عبد الناصر ليش قام بهالعمل؟ هو اللي سبب هالفتنة هو اللي سبب لنا هالمشاكل في سوريا.

أحمد منصور: كيف تم تسوية الأمر بعد ذلك؟

عبد الكريم النحلاوي: طبعا أنا نظرت للموضوع وصار في تركيز أنه الشوام الشوام الإذاعة المصرية والضباط في سوريا كمان نفس الموضوع قلت لهم أنا لم أطلب الحكم من البداية من 28 أيلول إطلاقا ولم أقدم على استلام الحكم ولا أريد وإذا كنت أنا عقبة في هذا الموضوع أنا مستعد أن أغادر سوريا خارج سوريا أنا وبعض إخواني، وفي الواقع اجتمعنا في القيادة..

أحمد منصور (مقاطعا): لا، كل الكتب بتقول كلاما غير ده، بيقولوا إن الضباط اجتمعوا والتقوا في حمص و