آخر الأخبار

إهدار كرامة مقام الرئاسة

والتى بات الناس لا يخشون من الخوض فيها ورأينا نقدا غير مسبوق فى وسائل الإعلام لشخص الحاكم وسياساته.

واستقصاء البحث عن مظاهر ذلك فضلا عن أسبابه لا يحتاج إلى كبير عناء فالحاكم الذى أخر بلاده وزاد فيها الفساد لدرجة قد تستعصى على الإصلاح القريب ولوث طعامها ومياهها وقلص من فرص العمل لبنيها ...إلى آخر هذه القائمة التى يراها كل الناس إلا أهل العمى والمنافقين جدير أن يلفظه الناس وأن تطاله ألسنتهم حين تعجز أيديهم أن تصل إليه ذلك أنه يحيط نفسه بتحصينات يدرك منها الأطفال أنه حاكم خائف بلغ به الخوف أنه لا يثق بأحد لا بشعبه ولا بالمحيطين به حتى إنه إذا حضر مباراة لكرة القدم تقدمه زجاج واقى من الرصاص فى مشهد يشى بدرجة من الخوف الشديد وإن شئت الدقة فقل الرعب الذى لا مبرر له اللهم إلا إدراكه أنه ظالم مستبد... ولله در القائل عن عمر بن الخطاب: حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر!

وإهدار كرامة مقام الرئاسة فى مصر قد فتح الباب أمام الناس لكسر حاجز الخوف حتى بتنا نرى مظاهر ذلك تتجلى فى صور شتى خذ مثلا مشهد ركلات الناس لصورة الرئيس بأرجلهم، وهاك أمثلة أخرى كالتطاول على الرئيس ونجله وأهله سواء بالنكات أو بالشتائم أو بالسخرية والغمز واللمز...والحق أن الذى ليس لديه ما يخسره فإنه سوف يتجرأ جرأة من لا يخشى على نفسه الخطر.

حول تراجع هيبة الدولة داخليا وخارجيا

ولعل من أسباب ذلك تراجع هيبة الدولة ذلك حين سلمت مقاليد الأمور والإدارة إلى صبية لا يعون شيئا حتى بات وزير خارجية مصر عبئا على المنصب وعبئا على الدولة وقل ما شئت أيضا عن وزارة الإعلام بأدائها السيئ فى ملفات مثل غزة وأزمة الجزائر بل حتى الأزمة التافهة بين رجلين من الشخصيات العامة وفى أثناء ذلك سل عن أداء مؤسسات أخرى كمجلس الشعب ورئاسة مجلس الوزراء والبترول والإسكان والمواصلات والسكك الحديدية وغير ذلك.

تراجعت هيبة الدولة داخليا وخارجيا وبات المشهد السياسى كأنه بلا رئيس وغيبت الدولة مع غياب الرئيس وتجرأ الناس داخليا على هيبة الدولة وعلُّمت الشرطة الناس معنى البلطجة ومارستها ضد المتظاهرين وضد الخصوم السياسيين ومن ثم فما الذى يمنع الخارج من أن يتجرأ علينا؟ ما الذى يمنع إيران أو قطر أو العربية السعودية أو غير تلك الدول من أن تتمدد فى فراغ تركته مصر؟ بل ما الذى يمنع دول حوض النيل من أن تمس هيبة الأمن القومى المصرى بتهديد حصتنا فى نهر النيل؟ ما الذى يجعل دولة بقامة مصر التاريخية تخاصم قناة فضائية وحزبا سياسيا بدولة فى حجم لبنان؟! الإجابة لا شيء وفى حكايتي التالية مقصدي فافهموا يا أولى الألباب:

لا تحسبوا أن القوى ينتصر دائما

ذات يوم عيرت الأرانب السلحفاة لقصر يديها ورجليها وبطء حركتها فضحكت السلحفاة وقالت هلم نتسابق فإنك إن كنت سريعة القفز فإنى سأغلبك، وافقت الأرانب وبدأ السباق وسارت السلحفاة ببطء ولكن بثبات...أما الأرانب فسارت بداية بسرعة كبيرة ونظرا لأمرين: ثقتها فى سرعتها& ازدرائها للسلحفاة .

بدأت تقل سرعتها ولم تبد اهتماما كبيرا بالسباق واضطجعت على جانب الطريق حتى نامت، ثم استغرقت فى النوم حتى إذا استيقظت وبدأت تعمل بكل قواها وجدت السلحفاة قد أدركت غايتها وحققت مسعاها ثم نامت مستريحة من تعبها بعد انتصارها.

وما لبثت تفكر: كيف تلقن الأرانب درسا مهما يجعلها لا تتطاول على السلحفاة مرة ثانية، وأخذت تضع العوائق أمام الأرانب حتى لا تنمو أو تسرع أو تستيقظ من سباتها، والأرانب تصرخ: أنا الأسرع أنا الأفضل أنا الأقوى لكنها شغلت بالدفاع عن نفسها وبعلو صوتها عن أن تنشغل ببناء نفسها وبخوض السباق ثانية...ولا عجب فكيف يتنافس من لا يزال يذوق لذة الكسل والنوم!

هكذا حال أمتنا وقد غلبتها أمم أخرى...نامت أمتي واضطجعت حتى سبقها قوم آخرون...والعاقل لا يبكى على لبن مسكوب ويتغنى بماض لم يصنعه بل تنكر له وعاير به الآخرين... والعاقل لا يتحدث بلذة ونشوة عن الكسل لكنه يدعو قومه والمخلصين من أبناء وطنه حتى يتحدوا ويصيروا يدا واحدة فيهابهم أعداؤهم ويلطموا المستبدين لطمة يخرون معها صرعى.