الخلايا الطينية هي صوامع بدائية نسجتها الجدات والأمهات بأيديهن لحفظ الحبوب ووقايتها من العطب والتسوس.
ويقول برهان حيدر الخبير بالتراث الشعبي الساحلي: إن الأجداد ومنذ القدم أدركوا أهمية التراب وإمكانية استخدامه في حفظ الحبوب، وكانوا يحفظونها بطريقتين إما بالخالية الطينية وإما باللوتة التي تحفر بالأرض وتملأ بالحبوب ثم يوضع التبن فوقها وبعدها يغطى بطبقة من التراب، وبهذه الطريقة تحفظ الحبوب خلال أيام الصيف لمنعها من التسوس وتخريبها من الحشرات.وأما عن الخالية الطينية فيقول حيدر: إنها وعاء اسطواني قديم وبدائي، وتعد بمنزلة الصومعة البدائية لحفظ الحبوب، مصنوعة من التراب والتبن،لها فتحة كبيرة من الأعلى يتم من خلالها ملء الخالية بالحبوب، ولها فتحة دائرية صغيرة من الأسفل تدعى «البزيلة» تسد بقطع من القماش ويتم من خلالها أخذ الكميات اللازمة للاستخدام اليومي.وهناك خلايا صغيرة تسمى «السدون» أو «السدونة» وكانت تستخدم لحفظ الحبوب التي لا تستعمل يومياً مثل الحمص أو العدس، بينما البرغل والطحين فكانا يحفظان بالخالية الكبيرة.
ويضيف حيدر أنه رغم التعب والظروف الصعبة وقساوة الحياة فإن الفن كان حاضراً في الحياة المنزلية القديمة، حيث كانت الأم تقوم بزخرفة الخلايا الطينية بنقوش فنية جميلة، وهو نوع من الفن التشكيلي البدائي العفوي بمواد بسيطة من التراب والتبن.
وقال حيدر: إن الخلايا الطينية هي تراث مندثر أعدت تكوينه بوساطة التراب والتبن، وتتم عملية التحضير من خلال غربلة التراب الأبيض الناصع، ثم يخلط مع التبن بنسب محددة ويضاف إليه الماء، ويجبل بوساطة الدعس بالأقدام حتى تتماذج المكونات مع بعضها وتشكل ما يشبه العجينة، ومن ثم يتم تشكيل الخالية من هذه العجينة وتحتاج عملية التشكيل وبناء الخالية عدة أيام، وكل جزء أو دور من العجينة يتم بناؤه يحتاج بعضاً من الوقت حتى يجف، كي تكون هناك إمكانية للاستمرار في عملية البناء.