آخر الأخبار

هدية لشيماء في عيد ميلادها

و التي دخلت سليمة إلى مستشفى مدينة سطيف الجامعي، لا تشكو من شيء إلا من التهاب اللوزتين، و كان وضعها يستدعي عملية نزع بسيطة و خفيفة و قصيرة المدة و سهلة، لكن ما حدث لها بعد العملية كان معاكسا تماما لما يكون عليه المرضى في العادة بعد مثل تلك العمليات، بل عانت و تعاني شيماء من مضاعفات كبيرة لا تحدث حتى مع المرضى أصحاب العمليات الجراحية المعقدة.

بعد العملية الجراحية المشؤومة تلك، كانت تبدو على المسكينة شيماء بوادر واضحة تقول لكل الطاقم الطبي بأن العملية لم تنجح، و بأن الوضع غير مطمئن، كانت تبدو عليها علامات حالة غير طبيعية، لكنهم لم يفعلوا شيئا، لم يكترثوا، بل حتى الطبيب المسؤول عن المصلحة و عن العملية غادر إلى الخارج دون أن يكلف نفسه البقاء لحين الاطمئنان على حالة مريضته التي كانت تعاني من نزيف أوصل الدم لرئتيها و جعلها شبه جثة، تعاني الشلل الكامل و العمى.

المؤسف في الأمر و ما زاد من تأزم حالة شيماء و زيادة معاناة عائلتها هو أن كل الأبواب أغلقت أمامهم و كأن كل المؤسسات التي لجئوا إليها متفقة على ظلم هذه الطفلة و عائلتها.
بدءا بمصلحة الأنف و الأذن و الحنجرة بمستشفى سطيف الجامعي، و التي رفض الطاقم الطبي بها تسليم عائلة الطفلة أي تقرير طبي مفصل عن وضعيتها يسمح لهم بنقلها إلى مستشفى آخر أكثر كفاءة و أكثر رحمة.

و مرورا بكل المديريات و مؤسسات الدولة التي راسلها والد الطفلة البريئة دون جدوى و دون وصول رد و لو بالرفض، و وصولا عند المحكمة التي يبدو أنها من النادر أن تقف في صف مريض مظلوم أو مواطن يبحث عن كرامة ضائعة بين جدران المستشفيات.

اليوم، 14 ماي 2010، تكمل شيماء ريحان عامها الرابع و هي طريحة الفراش لا يمكن لها رؤية الهدايا التي يقدمها لها أهلها، لكنها حتما تشعر جيدا بالهدية المميزة جدا و التي أهداها لها الطاقم الطبي المشرف على عمليتها، هدية تشعر بثقلها جيدا و تتعايش معها مرغمة، هي هدية حتمية و متوقعة قد تقدم لأي داخل للمستشفى، هدية يصر مقدموها على أن تبقى ملازمة لشيماء لحين تدخل وزير الصحة أو رئيس الجمهورية ربما، أم أن وضع الطفلة شيماء ريحان لا يحركهما؟ بينما حرك مشاعر أكثر من ألف فايسبوكي من مختلف الجنسيات.

**ناشط اجتماعي جزائري
djameleddine1977@hotmail.fr