الميت رقم (1)
زارني في يوم من الأيام صديق عزيز عليّ في قبري ،انتهى به المطاف هنا ربمّا لأن المقبرة لم تعد تتسع إلى المزيد من الأموات و الجثث ، أو لأنّ اللامبالاة أصبحت صفة من صفات حفّار القبور.
تقاسمت معه حجرتي واتفقنا على ألاّيتحدث أحدنا عن ماضيه للآخر وعندما قرر الرحيل وجاء وقت الوداع ،فلم أجد في كفني سوى خاتم كان قد ترك في يدي فقدمته له غير مهتمّ بمدى قيمته ...ولكن ....ومهما كانت قيمته ....أنا راض عما حدث .
الميت رقم (2):
كلّ المواقف التي كنت أتعرض لها في حياتي كنت أكتبها في دفتر أطلقت عليه اسم دفتر مذكراتي ...وعندما وضعت هنا في قبري ولشيء ما في داخلي أحسست بالشوق إليه فخرجت في اللّيل متّجهاً إلى منزلي لأبحث عن ذاتي هناك .
وخلال مسيرتي شاهدت جارنا أبا سمير مايزال يدبّر المقالب لجارنا أبا محمود، وزوجتي وجاراتها ما يزلن يتحدذثن عن سّرالمرأة الجديدة وكتومها الغامض في الشقة المجاورة ،وصديقي العزيز رامز ما زال يسرق كلّ شيء يراه أمامه فهربت من عالم البشر المخيف وذهبت راكضاً تاركاً ذاتي هناك باحثاً عن قبري الآمن تحت الأرض .
بقلم: هيا يوسف
12 عاما