آخر الأخبار

أهلاً تركيا

معرفتي القريبة بالأتراك عمرها عشرون عاماً ، بدأت منذ عام 1990م عندما شهدت ما سمي فيما بعد (الرحلة العظيمة) و هي رحلة الأقلية التركية - البلغارية من بلغاريا إلى تركيا بعد قرار حكومي بتغيير الأسماء المسلمة . اعتبروني أنا السوري القادم من (شام شريف) أخاً و أحسست بطعم الطيبة الفلاحية في قراهم و بالمشتركات الكثيرة التي تعيد ولادة نفسها في الأزمات .

ولدي الصغير (ست سنوات) قبلت يداه لأنه يحفظ الفاتحة و الصمدية و صار يتجول بين بيوتهم مثل واحد من أولادهم ..
هنا كنت أفكر (كعلماني ) و (محب للحكمة) أين مكان هؤلاء في مشروعنا ؟ هل لهم مكان؟
كان على تركيا نفسها أن تعيش مخاضها الضروري لكي تعيد تعريف نفسها من تورغوت أوزال حتى رجب الطيب أردوغان و لم يكن المخاض سهلاً ... هنا أتى الدور السوري الذي فتح البوابة العريضة - بحكمة - أدركت إلى أين تسير عجلة الحاضر و عرفت كيف تسيير الدفة .
اليوم تدخل تركيا بطريقتها في الصراع بعد أن غاب القرار العربي وربما نكون قد ولجنا بالفعل إلى معادلة سوريا - إيران - تركيا في مواجهة إسرائيل - الولايات المتحدة و لابد أن ننتبه أن لهذا الأمر تداعيات كبيرة في اتجاهات متعددة علينا أن نكون جاهزين لها ، فقط علينا أن لا نترك الإيمان بحتمية الانتصار !

فالإسرائيلي يعيش أزمة فعل و هو مهما فعل لن يخرج من الأزمة لأن مقومة استمراره الرئيسية و هي (الحرب) باتت تختلف عما مضى و لهذا علينا أن نتوقع الضرب الغادر عبر المؤامرات و الأعمال التجسسية في البلدان الثلاثة أي نحن و لا ننسى لبنان الذي يعاني أصلاً من هذه السياسة .

الصهيونية ستحاول تحريك طوابيرها كلها و تحريك المغفلين أيضاً من دعاة الليبراليات و شعارات (نحن أولاً ) لتحويلنا من حلف معادي لها إلى استقطابات متناحرة في الداخل و الخارج .. انتظروا هذا و عبر بشر يدعون حتى مقاومة المشروع الصهيوني تحت شعارات (دينو-سياسية) انتظروا هذا و لكن قبل كل شيء تعالوا نقول يصوت عالي (أهلاً تركيا) أهلاً كصديق حميم يعرف ماذا يريد و يتصالح مع هويته الإسلامية و انحناءة للشهداء الأتراك الخمسة عشر و من معهم الذين سقطوا دفاعاً عن فلسطين .
أهلاً بتركيا و نتمنى عودة العرب إلى دورهم الطبيعي حتى لا يبدو الأمر ملأً يستمر طويلاً لغياب صاحب البيت عن بيته و هنا لابد للشعوب العربية أن تقول قولتها فلسنا أقل ناموساً من الأتراك !
أليس كذلك ؟