القال والقيل فى اللثم والتقبيل : فى تاريخ القبلة تروى بعض الأساطير أن
حواء حين كانت وآدم فى الجنة...استلقت تحت شجرة (ربما كانت الشجرة المحرمة)
ونامت فحطت على شفتيها نحلة كما تحط على زهرة لتمتص شهد الرضاب كما عبر
الخيام فأفاقت حواء وابتسمت ابتسامة رقيقة لتتيح للنحلة المزيد من المص وكان
آدم يراقبها فغار من النحلة وكشها وانحنى على حواء وحط شفتيه كما فعلت
النحلة فارتاحت حواء لهذه الملامسة الشفاهية وكانت تلك الملامسة القبلة
البريئة الأولى فى تاريخ البشرية وكانت النحلة دليل آدم الى الفم الحلو الوحيد
قبل سقوط ثمرة نيوتن عليهما!! معانى القبلة تختلف بحسب موضعها: فهى على
الجبين احترام وطهارة وعلى الخد صداقة ومودة وعلى الأنف تقدير وتبجيل وعلى
الأذن وشوشة حب وعلى العين حنان وعلى الشوارب(شعبيا) صفح وعلى الفم حب
ورغبة وعلى العنق دغدغة وعلى اليد احترام وولاء وعلى القدم تذلل
وخضوع...اقتباس (موقع الفنان حسام وهب).....
القبلات المحمومة التى طبعها محمود عباس على وجنتى اولمرت قبل أن يتناول
السم الهارى على مائدة افطار ملك الاردن لها فوائد جمة فقد قرأت الكثير من
المقالات التى تنتقد بشدة هذا اللقاء الحميم على سبيل المثال لاالحصر
مقالة عبد البارى عطوان (عناق عباس الحميم لأولمرت) والتى لم يتطرق عطوان فيها
الى ماوراء القبلة الدامية عفوا الحنونة اسوة ببرنامج (ماوراء الخبر)
...أنا شخصيا لى رأى مغاير قليلا لهؤلاء الكتاب الثائرين فالبوسة تحتل فى
طياتها الكثير من المعانى الانسانية والفوائد الصحية كما أسلفنا وسنفصح عن
الأسباب الخفية التى دفعت عباس لتقبيل غريمه أو حبيبه أولمرت أهمها على
الاطلاق:
اولا: عباس رسول سلام ورجل مؤمن وتقى وينفذ الأية الكريمة (واجنحوا للسلم
كافة) بحذافيرها ويعمل بالأحاديث الشريف التى تحرض وتحض على القبلة الحلال
....
ثانيا: عباس رجل مرهف الأحاسيس وعندما التقى باولمرت خانته مشاعره الجياشة
ولم يستطع السيطرة على عاطفته المتأججة خصوصا وأن اجواء البتراء الساحرة
والساخنة تساعد على تبادل العلاقات الحميمة بين الاخوة الأعداء...
ثالثا: الخيانة تسرى وتتدفق فى عروق عباس منذ الستينات وتقبيل أولمرت
بشراهة ربما ترفع مادة(الأندرول) المخدرة فى جسم عباس وتأثير القبلة العاصفة
والحارة قد تمنع تصلب الشرايين لدى قائدنا المجيد العظيم ومن ثم تحد من
خطر اصابته بالجلطة القلبية القاتلة....
رابعا: اصابة عباس بسرطان البروتستاتا كما سرب نائب السفير الفلسطينى فى
النمسا (محى الدين مسعود) فى احدى جلسات الأنس والعربدة والنميمة المعتادة
قد تكون اصابة عباس بالمرض العضال الدافع الحقيقى وراء عناقه لأعداء
الماضى...أحباب اليوم ولعق أحذيتهم ...فالعامل النفسى المستقر ومؤازرة الأصدقاء
فى الشدائد عامل هام فى درب الشفاء وتخفيف ويلات المرض الميؤس من
شفائه.....
خامسا: عباس تم لفظه وتقيؤه من قبل الشعب الفلسطينى ولم يجد الزعيم قلبا
حانيا من أفراد عصابته( المافيا الفلسطينية ) فرد الصاع صاعين وبعبصهم
جميعا أمام عدسات المصورين والعالم أجمع حيث قبل وبوس الوديع أولمرت من أوداجه
المحمرة خجلا...
سادسا: عباس أراد أن يثبت للعالم بأسره وقد أفلح اللئيم فى اثبات نجاعة
البوس وبرهن على أن القبلات هى لغة التفاهم والحوار الوحيدة بين الشعوب
وجلاديها ونقطة لقاء مركزية فى دعم حوار الحضارات ...القبلة هى عماد التسامح
بين معتنقى الديانات السماوية....
سابعا: عباس الحاذق هو الوجه الأخر لصورة الفلسطينى الهمجى فى أعين الغرب
والذى يريد تدمير دولة اسرائيل المسالمة حيث قامت مؤخرا مجموعة من
المصطافين البرابرة بالتحرش بالقوات الاسرائيلية مما اضطر هذه القوات للتصدى
ببسالة للدفاع عن أنفسهم وصدوا العدوان الغاشم فقتلوا بحمد الله عشرات
الفلسطينيين دفاعا عن النفس وهذا حق مشروع لقوات الاحتلال....
-فيينا