آخر الأخبار

غزة مُحتلةٌ بالثلاثة

فليس معنى تراجع عدوي من باحة منزلي خطوة إلى الوراء كي يمسك بمفاتيح باب المنزل يفتح متى يشاء ويقفل متى يشاء ، بأنه تركني في حالي بل ربما الخطوة إلى الوراء مناورة ليشدد قبضة احتلاله باحثا عن اقل الخسائر في صفوفه وأكثر الخسائر في صفوف أهلي، إذ لافرق بين الصهيوني المتطرف شارون صاحب ألعوبة إخلاء باحة المنزل انطلاقا من أيدلوجية"تيودور هرتسل" لنستدرج ونضع عدونا داخل أسوار مغلقة كما اصطياد الوحوش ونلقي في أوساطهم المتفجرات، وبين الصهيوني المتطرف"ليبرمان" خفيف العقل ومعتوه الطرح، فرغم أن الصهاينة يحتلون فلسطين بكاملها "برها وبحرها وسمائها" ولغزة نصيب الأسد من هذا الاحتلال الغاشم، فليس معنى إغلاق السجان لبوابات السجن وعدم تواجده في دهاليز السجن انك غير سجين، بل سجين ببشاعة الوحوش، والتراجع يعني التنصل من مسؤولية السجان وعدم تقديم الخدمات المترافقة مع المحتل المسيطر من ناحية إنسانية وقوانين دولية؛ إلى أن ينكسر القيد بالمطلق عندها تكون قد تحررت من السجن، هكذا هو قطاع غزة ليس أشبه بالسجن بل هو سجن كذلك صغير وليس كبير لما يزيد على المليون ونصف سجين، من حقهم استخدام كل الوسائل التي شرعتها لهم كل الشرائع الإلهية والوضعية الإنسانية من اجل انتزاع حريتهم.

ويبدو أن الواهم "ليبرمان" يصطاد في المياه العكر ويحاول استثمار تداعيات مناكفات الانقسام الفلسطيني البغيض، فيرد بالشيء ونقيضه معا، يحاصر قطاع غزة حصارا مطبقا ظالما جائرا ليس مستغرب من عدو بحجم حقد صهاينة أمثال"شارون_ليبرمان" فيمنع من يريد من الدبلوماسيين الأوروبيين لزيارة غزة وهذا معناه أن سلطتهم الاحتلالية هي من تحدد من مسموح له بالزيارة ومن ممنوع منها إذن غزة محتلة برا وبحرا وجوا،غزة ليست محاصرة فقط بل محتلة بالكامل والحصار احد الأدوات الأبشع للاحتلال، فالحرية والتحرر تعني الحرية الكاملة غير المنقوصة، والحرية بالمفاهيم والمعايير الصهيونية مرفوضة وفاشلة، يحاصر القطاع المحتل ثم تقدم قواته النازية يوم تلو الآخر على التوغلات داخل البيت"الغزي" وتجريف المساكن والأشجار ،واغتيال المقاومين ،وتهشيم الأنفاق وتدمير آخر معلم للسيادة الفلسطينية"مطار ياسر عرفات الدولي"، واقتطاع حزام امني على مسافة300 متر كحبل مشنقة متسلسل للقطاع، ثم ينقلب على أعقابه فيدعوا السفراء الأوروبيين إلى زيارة البيت الذي يحتله"قطاع غزة" مستخفا بعقول المجتمع الدولي، ليطلعوا على البضائع لزوم الأمور الحياتية البسيطة والمكدسة في غزة عن طريق الأنفاق، وكأنها تدخل برضا ومباركة صهيونية ويدعي وحكومته البربرية أنهم يدخلون كل ما يحتاجونه سكان القطاع المحتل لدرجة" المايونيز,, وابر التطريز" في إشارة خبيثة إلى أن الأولى للرفاهية الغذائية والثانية للدلالة على انه لاينقص غزة شيء حتى إبرة الخياطة!!!، أو ربما يشير للأوروبيين أن هذه هي الطريقة المثلى لقطاع غزة بالتبعية لمصر العربية وانتهى الكابوس!!!.

ففي الوقت كجهة احتلال مسئولة عن احتلال غزة وباقي فلسطين ، يقوم بدوره كمحتل مالك للسلطة والقرار بدعوة الآخرين لزيارة سجنه"قطاع غزة" ولا دخول بري أو بحري أو جوي إلا بإذنه ومن يتجاوز سلطة الاحتلال يواجه بالإرهاب الدموي الصهيوني، حتى لو كانت أهدافه إنسانية وحتى لو كان مدني اعزل يتوجه لغزة من اجل خدمات إنسانية، فانه في نفس الوقت الذي يقول بسلوكه "أننا نحتل غزة بالثلاثة برا وبحرا وجوا"، فانه يحاول تقليد سلفه المجرم"شارون" بلعبة أخبث من سابقتها حيث خرج من باحة المنزل"غزة" وامسك بزمام مداخلها ومخارجها ليوهم العالم أنها محررة بل قالها حينها شارون مستهجنا بكل ما أوتي الصهيوني من خباثة، خرجنا من قطاع غزة فوجب وقف كل أعمال "العنف" فكانت لعبة صهيونية مفضوحة ولا تنطلي على ساذج، إنما أراد حينها مخاطبة وتزوير الوعي السياسي الغربي الذي بارك في حينه هذا السلوك الصهيوني الرائع!!!، وهاهو المعتوه"ليبرمان" يحاول إعادة صياغة اللعبة الفاشلة ويدعو ا" لطلاق قطاع غزة بالثلاثة" ويحاول العبث من جديد في الوعي السياسي الغربي، بان كيانه السرطاني الصهيوني لا يرغب في استمرار الاحتلال" طبعا الحديث هنا عن غزة وغزة فقط!!" بل ويزيد استخفافه وغطرسته بالدعوة للانفصال عن قطاع غزة ولا يربط قطاع غزة بحاضنته"الكيان الفلسطيني" وكأنه بل انه يقولها على الملأ ولكل من توهم بجدوى إمكانية التهدئة أو التسوية مع أمثال "نتنياهو_ليبرمان_باراك" لاحاجة لنا بغزة، فإما الغمز والعمل بالموروث الوهمي القديم ضمها إلى مصر العربية، أو حتى استقلالها بالمفهوم الصهيوني الاحتلالي" كمصغر أولا وأخيرا لدويلة فلسطينية غزية"، لاعلاقة لها بضفة غربية ولا قدس، بل استثمار كل زخم الحصار ومقاومة الحصار والأزمة الدولية حول غزة، لتكون غطاء صهيوني بشع لإكمال تهويد القدس وضرب وحدة الشعب الفلسطيني في مقتلها، ويزيد من كيل أوهامه بالدعوة للدول الأوروبية لفصل غزة عن جسدها الفلسطيني برسم الانقسام، وإقامة بنى تحتية واستثمار منفصل تماما عن سلطة الاحتلال، ويبدوا ذلك في علم قصر النظر بأنها خطوة يجب قبولها لتتبعها خطوات!!!.

وهنا نقول للاحتلال وأباطرته الصهاينة العابثين بصياغات عصرية للاحتلال، كل شبر تندحرون عنه هو شبر طاهر من دنسكم، ولكن مؤامراتكم وخداعكم مهما استخدمتم وقود الانقسام الفلسطيني الذي يجلب لكم الهدوء، ومهما خدعتم العالم اليائس من مهاتراتكم وألاعيبكم فيما يسمى بعملية السلام، فلن تمر عملية اقتلاع غزة من قلب محيطها الفلسطيني لأنها كما الروح للجسد، فتراجعكم من باحات المنزل لبواباته بكل ألوان الخداع هو احتلال، والاحتلال يلازمه في غزة والضفة والقدس مقاومة بكل السبل والأدوات المتاحة، ومهما استخدمتم كل مكركم الديني والتاريخي والسياسي المعهود فلن تقبل جمهورية مصر العربية الشقيقة الاشتراك في هذه اللعبة الحقيرة لتصفية القضية الفلسطينية، اندحروا غير مأسوف عليكم إلى الوراء ولكن دون التحرير الحقيقي والتخلص من عقلية وأيدلوجية الاحتلال، فلتنتظروا ثورة اشد زخما من سابقاتها،غزة والضفة والقدس رزمة واحدة وجسد واحد، وما الانقسام سوى غمامة سوداء لوثت تاريخنا ووصايا شهدائنا ومصيرها الانتهاء كأقصر طريق لانتزاع مطية تلك الألاعيب الصهيونية الخبيثة والساذجة، فمازال الصهاينة يحتلون غزة والضفة والقدس وباقي ارض فلسطين بالثلاثة، ولا طريق أمامهم سوى طلاق أرضنا وإنساننا وسمائنا وهوائنا وبحرنا وبرنا بالثلاثة، وما دون ذلك هو ضياع للوقت وخداع من الجريمة أن يترعرع على أرضية الانقسام الكارثي الخصب لمثل تلك المشاريع الشارونية والليبرمانية الخبيثة.

فعلى ليبرمان أن يعلم علم اليقين أن غزة وباقي جسدها الفلسطيني ستبقى موحدة مهما تعرضت إلى هزات وكوارث فلسطينية أسالت لعاب الوحوش الصهيونية، بل ستبقى"غزة" شوكة في حلق مشروع الوهم الانفصالي الصهيوني الفاشل،، صحيح أن حالنا الفلسطيني والعربي والإسلامي يثلج صدر العدو ولا يسر صديق، لكن العبث في الثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها وحدة الأرض والإنسان، والقدس التي تتعرض لسباق مع الزمن بطوفان التهويد، يعني اللعب في النار التي ستحرق الأخضر واليابس تحت أقدام الصهاينة ومشروعهم الانفصالي التصفوي المفضوح.

greatpalestine@hotmail.com