أوراق اللعب بالموت
يؤدي تقفي الأثر إلى الحلقة الذهبية : محافظون جدد أمريكيون أعطوا الأذن بقتل رئيس اللبناني الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري .
النائب الجمهوري الأمريكي إليوت إنغل يعرف أيضاً على الفور ودون مؤشرات من الذي نظم عملية اغتيال الحريري : إن عملية الاغتيال تشير إلى أن السوريين مازالو يتصرفون دون عقاب ( واشنطن بوست في 17/2/2005 ) . ولاعجب في أن يصدر إنغل حكمه بهذه السرعة ، لأنه يشكل مع النائبة الكوبية المنفية إليانا روس - ليتنن الفريق القيادي للوبي المعادي لسورية في الكونغرس الأمريكي .
ولكن إليوت إنغل يريد على الأرجح حرف النظر عن قضايا أخرى لها علاقة بعملية الاغتيال فهو ينتمي إلى تلك الحلقة القيادية من الشخصيات البارزة المسماة الحلقة الذهبية وبالتحديد إلى لجنة تحرير لبنان التي كانت منذ أعوام تسخر من الحريري وتشن عليه هجومها .
في صفحة اللجنة في الإنترنت ( www.freelebanon.org ) يوجد منشور مصور للإرهابيين الأكثر مطلوبية في العالم ( الذين ينتمي إليهم إلى جانب بن لادن فيدل كاسترو وآخرون ) وهذه الصفحة مرتبطة (link ) بصفحة لعملاء سورية الكبار في لبنان عند الدخول إلى الصفحة نجد ورق لعب ( شدّة ) مشابهاً لورق اللعب الذي نشره الأمريكيون في العراق لاصطياد صدام حسين وغيره من السياسيين البعثيين القياديين السابقين . وفي الصف الأول في هذه القائمة نجد آس الكبا رفيق الحريري . أما شب البستون في لعبة الورق هذه فقد شطب عليه باللون الأحمر والمقصود به هو إيلي حبيقة الذي كان في السابق قائداً لميليشيا الكتائب المسيحية اليمينية والذي قتل في كانون الثاني 2002 بانفجار سيارة مفخخة كما حدث مع الحريري الآن . وكان حبيقة قد أعلن قبل اغتياله بوقت قصير أنه مستعد للشهادة في دعوى أقيمت ضد آرييل شارون في بلجيكا بسبب مجازر صبرا وشاتيلا عام 1982 التي اشتركت ميلشياته في تنفيذها ولم تكشف حتى الآن ملابسات اغتيال حبيقة .
إننا لن نبالغ إذا ماقلنا في هذا السياق أن لعبة الورق التي تلعبها اللجنة هي بمثابة دعوة لاغتيال سياسيين وعسكريين قياديين في لبنان . ذلك أن اللجنة تصف منذ أعوام جميع السياسيين اللبنانيين البارزين بأنهم عملاء لسوريا .
حسب قول لجنة لبنان الحر ينتمي إلى عضوية اللجنة أكثر من عشرة آلاف شخص منتشرين في 200 مدينة أمريكية وغير أمريكية وتزعم اللجنة أن 20 بالمائة من الأعضاء هم من المسلمين .
تضم قيادة اللجنة إلى جانب العديد من الشخصيات اليمينية ومعظمهم من المسيحيين اللبنانيين وبعض الإسرائيليين العديد من قيادات المحافظين الجدد وعلى رأسهم ريتشارد بيرل ومايكل لدين وفرانك غافني . وكان ينتمي إلى الحلقة الذهبية ، حتى انضمامهم إلى الحكومة الأمريكية ، كل من دوغلاس فيث ( الذي استقال مؤخراً من منصب سكرتير دولة في البنتاغون ) وإيليوت أبرامس المسؤول في مجلس الأمن القومي عن الشرق الأوسط بأسره وعن شمال أفريقيا ، وديفيد وورمزر الذي يشغل الآن منصباً قيادياً في وزراة الخارجية