وزارة الثقافة - مديرية ثقافة دمشق المركز الثقافي العربي "أبو رمانة"
شارك فيها الدكتور غســان شـحرور رئيس الرابطة السورية للمعلوماتية الطبية
و إدارة مكافحة المخدرات في سورية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات 26 حزيران 2010
بدأ الدكتور غســان شـحرور الندوة بالحديث عن أهمية اليوم العالمي لمكافحة المخدرات وقال أنه قضى القرار 42 للجمعية العامة للأمم المتحدة في 7- 12-1987 باعتبار 26 حزيران من كل عام يوما عالميا لمكافحة المخدرات لتبقى مشكلة المخدرات في العالم حية في الأذهان على جميع الصعد، لا سيما الإعلام، وفي هذا الخصوص أكد الدكتور غســان شـحرور أن الإعلام غير المدروس يشكّل خطرا على المشكلة التي يسعى إلى معالجتها، و لتعزيز دور الإعلام ليصبح إعلاما تنمويا فاعلا، لا بد توافر التدريب والتأهيل اللازمين، بالإضافة إلى قاعدة معلومات مواكبة للمستجدات ليكون إعلاما متخصّصا مرتكزا على قواعد البينة العلمية.
لماذا نتكلم عن محاربة المخدرات؟ شرح الدكتور غســان شـحرور الأسباب كالتالي:
تشكل ظاهرة المخدرات أزمة إنسانية عالمية يرتبط تعاطيها وتجارتها بجرائم مختلفة، كذلك يسهم متعاطي المخــدرات في انتشار العديد من الأمراض والأوبئة أخطرها (الإيدز)، كما أن الازدياد الهائل في حجم المشكلة يعمل على تدمير اقتصاديات دولهم وعلى انتشار التفكك الأسري والمجتمعي.
ثم قدم التعريف المعتمد دوليا للإدمان من قبل منظمة الصحة العالمية:
هو حالة نفسية وأحياناً عضوية ناتجة عن تفاعل بين كائن حي وعقار مخدّر وتتميز بسلوك واستجابات قهرية لتعاطي المخدر بشكل متواصل أو على فترات وذلك لتجربة آثاره النفسية وأحياناً لتجنب الشعور بعدم الارتياح الناتج عن عدم تعاطيه.
ثم بين الدكتور غســان شـحرور الخصائص التي تميز الشخص متعاطي المواد المخدرة وهي:
o ميل إلى زيادة الجرعة المخدرة وهو ما يعرف بالتّحمل.
o اعتماد نفسي على المادة المخدرة له أعراض فيزيولوجية واضحة.
o رغبة قهرية قد ترغم المتعاطي على محاولة الحصول على المادة المخدرة المطلوبة بأي وسيلة.
o تأثير مدمر على الفرد والمجتمع.
o تضخم الشعور بالذات وعدم الاهتمام بمن حوله أو بعمله أو بقيم مجتمعه وشعوره بالانفصال عن الواقع.
وأكد أن الدراسات تشير إلى زيادة انتشار المخدرات بين الشباب والفتيان وأهم عوامل الخطورة عند الفتيان:
-وجود سوابق عائلية. -بعض حالات الاكتئاب. -ضعف احترام الذات. وجود سلوك عدواني.
-الإحساس بالعزلة الاجتماعية. -ضعف إشراف ومتابعة الأهل. الفقر الشديد. -توافر المواد المخدرة في مجتمعهم المحلي.
وأشار أن عدد من الشباب يلجأ إلى مواد غير مخدرة لها تأثير يسبب النعاس والخبل وضعف التركيز مثل مضادات الهيستامين ومضادات باركنسون وغيرها وهي ظواهر تستحق الدراسة والمعالجة.
وللإجابة عن سؤال كيف أكتشف الشخص المدمن؟ أجاب د. شحرور:
o المؤشرات الشكلية الخارجية الظاهرة:
- الوجه: يصبح شاحباً متعباً يميل إلى الاصفرار.
- العينان: غائرتان مجهدتان، يلاحظ عدم الثبات والارتجاف المستمر، وعدم التركيز، تعطي شعوراً باهتزاز صاحبهما.
- الأنف: وجود بثور وتقرحات، واحتقان في المنخرين، لدى المدمنين بالاستنشاق.
- الذراعان: قد توجد علامات دالة على مواضع الحقن، موضع كدمات، وازرقاق بسبب الحقن المتكرر.
- وزن الجسم: يلاحظ نقص سريع وملحوظ في الوزن.
المؤشرات السلوكية العامة...
- - اضطراب واضح في الشخصية وتغير في النمط العام والعزلة عن المحيط.
- التراجع المفاجئ والمستمر في التحصيل الدراسي.
- الخمول وقلة (أو انعدام) الشهية للطعام وكثرة النوم...
- التبدل السريع في المزاج وسرعة الميل إلى الغضب والبكاء.
- كثرة الإنفاق بصورة غير اعتيادية وكثرة طلب المال من الآخرين.
- إهمال المدمن للمظهر الخارجي (الملابس والنظافة)...
- الاختفاء غير المبرر للأغراض الثمينة في محيط المدمن (مؤشر السرقة)...
- تغيّب الشخص المدمن المتكرر غير المبرر عن مكان الدراسة أو العمل.
إن للإدمان علامات تدل على محاولة العدو(المخدرات) اقتحام صفو حياة أسرتك. وبعض هذه العلامات هي:
- تغيير الأصدقاء. - عدم الرغبة في الاختلاط العائلي. - عدم الاهتمام بالمظهر الخارجي. - فقدان الحافز والخمول. - عدم القدرة على التركيز. - تغير في عادات النوم والأكل. - فقدان الوزن المفاجئ. - التدهور الدراسي.
وخاطب د غسان شحرور الأسر خاصة قائلا:إنكم تستطيعون ملاحظة المشكلة قبل فوات الأوان.
وعن أهم التوصيات قال د غسان شحرور:
o التدخل المجتمعي في إطار ما يعرف باسم المبادرات المجتمعية المحلية والشرطة المجتمعية والمدرسة المجتمعية والجمعيات المحلية للناشطين من الأهالي والمدمنين السابقين والعاملين الصحيين والاجتماعيين المتطوعين وغيرهم.
o إدراج برنامج الصحة العقلية في إطار الرعاية الصحية الأولية لاسيما في المناطق الأكثر تأثراً.
o الحاجة إلى دراسات مقارنة، والمزيد من برامج التوعية المجتمعية.
o الحاجة إلى مواد إعلامية وتثقيفية. لاسيما للأسرة والمجتمع المحلي أسوة ببعض البلاد العربية والأجنبية.
o الحاجة إلى تدريب للعاملين الصحيين والاجتماعيين على الأبعاد المجتمعية، وتطبيقات "قانون المخدّرات في الجمهورية العربية السورية" القانون رقم /2/ لعام 1993، بالإضافة إلى الإسهام في ترشيد استخدام الدواء بشكل عام وتوعية المواطنين بأهمية ذلك.
o الحاجة إلى تعزيز الثقافة القانونية لا سيما بقانون المخدّرات في الجمهورية العربية السورية الذي يضم موادا تشدد العقوبة وأخرى تساعد المواطن المدمن وذويه على التخلص من الإدمان ومكافحة المخدرات.
o الحاجة إلى مواقع إلكترونية متخصصة على الشابكة لتعزيز العمل المجتمعي والتوعية أسوة ببعض البلاد العربية والأجنبية..
o يجب ألا ننسى أبدا أن المدمن هو مواطن مريض ومن واجبنا تقديم المساعدة السّريعة والمتابعة (الدعم النفسي المجتمعي).
وفي الختام تم عرض القرص المضغوط الذي أعده د غسان شحرور: "نحو مكافحة مجتمعية للمخدرات" بمناسبة ندوة "المستجدات في مشكلة المخدرات وسبل معالجتها"، المركز الثقافي العربي أبورمانة في دمشق بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات.
يضم القرص: قانون المخدّرات في الجمهورية العربية السورية واتفاقية الأمم المتحدة.
محاضرات: نحو مكافحة مجتمعية للمخدرات د. غسان شحرور-المخدرات والمجتمع نظرة تكاملية، د. مصطفى سويف
مدخل إلى الإدمان ...د. طه نعمة -استخدام المخدرات قي العيادة النفسية د. لطفي الشربيني الإدمان وإساءة استخدام المواد .. د. طه نعمة المخدرات .. ريشة رســام روابط عربية ودولية للجهات العاملة في مجالات مكافحة المخدرات.
كما تحدث العقيد غسان منذر من إدارة مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية عن جهود الإدارة في مكافحة المخدرات على كل الصعد، عن موقع سورية في خارطة انتشار المخدرات في العالم وطرق التهريب المستخدمة وأنواع العقاقير والنباتات المخدرة قائلاً: إن سورية وباعتراف المجتمع الدولي لا تزال في مقدمة الدول النظيفة من المخدرات زراعة وتجارة وإدمانا، وحسب التصنيف الدولي ليست أكثر من بلد عبور من بلدان المنشأ إلى بلدان الاستهلاك.
ومع ذلك فهي معنية بالوقاية والحماية، وقد صادقت على جميع الاتفاقيات الدولية الخاصة بالحماية من هذا الوباء وقامت بإجراءات قانونية عديدة منها قانون العقوبات الخاص بالمخدرات وهناك اللجنة الوطنية لشئون المخدرات التي تضع سياسات المكافحة.
وقدم عرضاً عن ذلك يتضمن موقع سورية في خارطة انتشار المخدرات في العالم، وطرق التهريب المستخدمة، كما عرض بعض المواد من قانون المخدرات بالإضافة إلى جهود اللجنة الوطنية ووزارة الداخلية في مواجهة أخطار المخدرات على المجتمع.