يقول: "هناك أحداً ما يريد إزعاجي لأرحل عن وطني، لا أعرف من هو. أهو خارجياً أو داخلياً لا أدري. لكن مهما كان لا يمكنني الإبتعاد عن الوطن لأنّي "أدوخ" في الطائرة. كيف سأرحل عن الوطن فالوطن لا يبعتد عني لأنّه يبقى ساكناً في قلبي كيف سأهرب منه! لذلك سأبقى في وطني غصباً عمّن لا يريد، طالما بامكاني التكلّم بما أريد، ولن أيأس وسأصرخ للغلط غلط في عينه. واريد أن أقوم بثورة "بالبطحة" وأشرب كاسك يا وطني على رواق".
هي ثورة أرادها أبو ثائر بلسانه السليط، ثورة كلمة نسجت نيّة حسنة وطعمت بنكهة سياسية واجتماعية وإقتصادية متمرّدة لاذعة. إنّه سفير النيات الحسنة دريد لحام.
ولد دريد لحام في دمشق عام 1934 من اب سوري وأم لبنانية ومع طفولة السنوات السبعة المحرومة طفولتها عاش دريد لحام حياة قاسية، فعمل بالحدادة والكي والخياطة الى جانب الظروف الصعبة التي لم يكسر حدتّها سوى حنان اسرة ممزوج بالفقر والعوز.
ذاك الصبي إتخّذ من رحم أمّه وطنه الأول فكانت سوريا وطنه الثاني على حدّ تعبيره. تعلّم على نفقة الدولة وتخرّج من جامعة دمشق حاملاً شهادة في العلوم الكيميائية ديبلوماً في التربية وعرفاناً منه في الجميل قررّ أن يقدّم دروساً في الجامعة يومين في الأسبوع وفي احدى مدارس البلاد باقي الأسبوع.
لحام إنتقل فيما بعد الى التمثيل المسرحي فالتلفزيوني وبدأ مشوار التمثيل في نفق يعرف أولّه ولا يعرف آخره كما يرددّ. بعد قصة حبّ بين الأستاذ والتلميذة تزوّج دريد لحام اوّل مرّة لكنّه عاد مجدداً ودخل القفص الذهبي وله 3 أبناء وسبعة احفاد.
غوار الطوشي الشخصية الكوميدية التي مثلّها في معظم أعماله الفنية والتي نقلته من عالم الهواية الى عالم الإحتراف الى جانب عدد من الأعمال المسرحية مع كبار الكتّاب والشعراء لا سيما مع محمد المغوط، وقد استمرّ بعضها اكثر من تسع سنوات مع إقبال جماهيري واسع.
دريد لحام إنتمى الى عقيدة الحزب السوري القومي الإجتماعي وإثر نكسة 1967 التي شكلّت بدورها نقطة مفصلية في حياته جعلته يتحوّل بأعماله من الضحك من أجل الضحك الى اعمالٍ ذات هوية ثورية وقومية ووطنية جادّة وفي تلك الفترة كانت الرقابة اكثر تشدداً ما دفع بغوار وزملائه الى إختراع ما سموّه مهرجان المسرح العربي لتمرير إحدى المسرحيات التي تلقي الضوء على اسباب الهزيمة ووصلت الأمور الى القيادة السياسية العليا. وحين حضر الرئيس الراحل حافظ الأسد العرض وكان وقتها وزير للدفاع تبارى المسؤولون الحاضرون العرض في شتيمة المسرحية وومثلها والوحيد الذي بقي صامتاً هو الأسد الذي اصطحب الممثلين الى مكتبه وقال لهم "تعالوا معي كي اعلمكم بما هو أخطر من ذلك كي تحكوا عنه".
الغوار المسكون بالهمّ الوطني والمقاوم من الطراز الأول لم يعد سفيراً للنيات الحسنة على حدّ تعبيره لأنه إختار مواقفه الوطنية المؤيدة للمقاومة اللبنانية والعربية على جواز سفره الدبلوماسي لاسيما بعدما أقدم وعائلته واحفاده على رشق قوات الإحتلال الإسرائيلية بالحجارة من الجنوب اللبناني حيث أثار ضجّة اسرائيلية أفضت باسرائيل الى تقديم شكوى الى هيئة الأمم المتحدة.
السفير المقاوم دخل غزة وتضامن ميدانياً مع القطاع معانقاً القضية والى جانب سجلّ غوار الحافل تكرّ السبحة وتبرز شخصية "أبو الهنا" المقهورة الحالمة وشخصيات أخرى إقتبسها من واقع مرّ فأزعجت البعض وشذت غليل آخرين.
newtv