آخر الأخبار

"الذرة البرتقالية" لإنقاذ الأطفال من العمي

بينت دراسة علمية أن "الذرة البرتقالية" قادرة علي تحسين حياة ملايين الأفراد الذين يعانون من سوء التغذية، بفضل توفير المزيد من فيتامين (أ) في نظامهم الغذائي، وهو الفيتامين الذي يتسبب نقصه المنتشر بين الفقرء في إصابة نحو 500،000 طفل بالعمى سنويا، والتعرض لأمراض أخرى بل والموت.

ويتوفر فيتامين (أ) في اللحوم والبيض والخضار الغامق الخضرة والبرتقال والفواكه عموما، وكلها سلع مكلفة للغاية بالنسبة للأهالي الفقراء، خاصة في أفريقيا جنوب الصحراء، حيث تمثل الذرة المصدر الرئيسي للتغذية، وحيث يستهلك السكان كميات كبيرة من عصيدة الذرة البيضاء، بما قد يبلغ نصف كيلو للفرد يوميا.

ومراعاة لهذا التفضيل الغذائي التقليدي، ركز الباحثون علي دراسة وزراعة الذرة البرتقالية اللون لاحتواءها كميات أكبر "بيتا كاروتين" وهي المادة التي يحولها جسم الإنسان إلي فيتامين (أ) أثناء عملية الهضم.

وبهذا "إكتشفت" دراسة أجريت مؤخرا برئاسة الدكتور ويندي وايت من جامعة ولاية آيوا، قسم علوم الأغذية والتغذية البشرية، مصدرا جديدا لفيتامين (أ) الحيوي.

وأُجريت الدراسة في إطار برنامج هارفست بلس (HarvestPlus) تحت إشراف المجموعة الاستشارية لمركز البحوث الزراعية الدولية. وشكل البرنامج "كونسورتيوم" تابع للبنك الدولي ومكون من 15 مركز بحوث في أنحاء مختلفة من العالم، كلها متخصصة في تعزيز الإنتاجية الزراعية وخاصة في البلدان النامية.

وقامت الباحثون بتقديم ثلاثة أنواع مختلفة من ثريد الذرة أحدها الذرة البرتقالية، لست نساء تتمتعن بصحة جيدة. فأثبتت الأبحاث أن نسبة تحويل مادة "بيتا كاروتين" المتوفرة في الذرة البرتقالية تتجاوز بمعدل مرتين تقريبا قدرة النوعين الآخرين علي توفير فيتامن (أ).

فصرح وايت أن الدراسة أجابت علي مصدر رئيسي للقلق في مجال ما يسمي "التقوية البيولوجية"، وأن منتجي البذور سرعان ما نجحوا في تعزيز محتوى البيتا كاروتين في الذرة. وشرح أن الباحثين تحققوا من أن "البيتا كاروتين يمكن تحويله بيوليوجيا بالفعل إلي فيتامين (أ) في الجسم، بل وبنسبة تفوق كثيرا ما كان متوقعا".

هذا ويخطط برنامج "هارفست بلس" لإدخال هذا النوع من الذرة في عام 2012 في زامبيا، حيث يضر نقص فيتامين (أ) بلأحوال الصحية لأكثر من 53 في المئة من الأطفال.

ومن المقدر أن توفر محاصيل الذرة البرتقالية 30 في المئة من الإحتياجات اليومية من فيتامين (أ) للأطفال في سن 2-6 سنة، وكذلك 40 في المئة من النساء في سن الإنجاب.

ونظرا لأن هذا النوع من الذرة ينمو أساسا في مناخ المناطق الشمالية، فيعمل الدكتور كيفن بيكلسي مع معهد زامبيا للبحوث الزراعية من أجل تكييف الذرة البرتقالية علي أحوال البلاد المناخية.

وتقول بوني ماكلافيرتي، مديرة إدارة التنمية في مركز "هارفست بلس"، لوكالة انتر بريس سيرفس أن الذرة البرتقالية ستدخل إلي زامبيا، لكنها تتوقع أن تنتشر فوائدها لتشمل غيرها من دول المنطقة.

(IPS)