أتذكرون ... البقرة و السكاكين .
أتذكرون ....العصفور الهائم ..النائم .. الحالم .
أتذكرون ....أنه عندما استيقظ , فلم يجد نفسه!!!
أتذكرون ....قطعان الذئاب الكلاب التي يمتزج لعابها
ببقايا الجيف ....و لهاثها الذي تنبعث منه رائحة البارود ...
أتذكرون ..... التوابيت .... أنشودة الموت ..الحصار بين
جبال النار و حافات الحياة ....
الدماءُ ...... تسيلُ ...... كرومٌ صيفيةٌ .....تصيرُ نبيذاً ....
مُعتقة .... الجلادون .... ردهة الفندق .....الكؤوس ....
من هو التالي ؟.....
علها الأحلام .... علها الأوطان .....
أحلام لا تأتي مرتين .... أوطان ... مشوهة النشأة ....
هوية و ...نياشين .......
لا صوت يأتيه .... لا عناوين ....!!!!!!!
هذا ما كان عليه عصفورنا المسكين ....
ذبح .... من الوليد .... إلى الوليد .....
فتمنى لو أنه لم يعش بعد .... كي لا يرى بشاعة الصورة .
فهل كان لعصفورنا القتيل موعد آخر مع عودة الروح؟....
فلطالما لم يكن هو العصفور و لطالما لم يكونوا هم الكلاب
الذئاب الهجينة.... و لطالما عشقت الروح الجسد
فتوهج وحي الكلمة و توالدت الأيام ...و لطالما و لطالما..!
جاء موعده مع أقداره التي صنعها بنفسه ...لا التي
يصنعها له هؤلاء .....
عندهم .. إرادة الأزرار ...و عنده إرادة الأبرار.....
عندهم ... الساده الأشرار... و عنده القاده الأخيار....
عندهم .. الكلاب الذئاب الهجينه..
و عنده .... الشهاب القباب الجليله...
عندهم المؤامرة ....و عنده المثابرة ....
عندهم الغدر .... و عنده العُذر....
عندهم الكذب ....و عنده السبب....
عندهم الشله ...و عنده المله....
عندهم الهول ....و عنده القول ...
عندهم الجواسيس ....و عنده القواميس ...
عندهم المتاريس .......عنده المقاييس ...
عندهم العقاب ......و عنده الثواب ...
عندهم الدمار .....و عنده الوقار....
عندهم الموت .....و عنده الحياة .....
فهيهات ما بين ما عنده ... وما بين ما عندهم .....
لقد وصل هامة السنديان الأحلام قبل أن يصل الأرحام ..
لقد عطل هامة السنديان الأوهام قبل أن تُذل الأقلام ....
و عاد العصفور الهائم .. النائم ... الحالم ... يتأبط تحت
جناحيه موعداً و حلماًً من دون نهاية و وحياً من دون
حكاية....
وهم ... يا لخرفهم ... يا لخوفهم ..... يبقون على آخر ..!!