آخر الأخبار

زين العابدين .. مثال أم قدوة

، وبوصلة ربان الطائرة تحدد إتجاه الشمال .. وفوق أراضي مالطا طالباً فقط إذن التحليق في سمائها فتبادر باريس بالإعلان عن عدم تواجده على أراضيها وهي الدولة التي تباشر رعاية النظام من خلف الستار وهو الذي تخرج من آحدى معاهدها العسكرية .. وبعد مشاورات توجهت طائرة الرئيس المخلوع إلى جدة بالمملكة العربية السعودية ، فأعلن الديون الملكي وقوفه بجانب مطالب الشعب التونسي .. أخيراً استطاع الشعب تسانده النقابات العمالية والمهنية أن يزيح رأس النظام .
والكاتب تشاطر أهالي الشهداء والضحايا مصابهم الأليم وترجو لمن فقدوا حياتهم مقابل مبادئ العزة والكرامة حياة أبدية خالدة في جنة الرحمن . هذا أولاً ،
ثانياً : الملاحظ أنها المبادرة الأولى الناجحة في المنطقة والتي تتم بهذه الإخراجية دون تدخل أحزاب المعارضة بشكل ظاهر علني ، فعوامل البطالة والفقر والتهميش والوقوف أمام مستقبل مجهول ؛ فإما جوع على أرض الوطن المسلوب وإما ضياع في عرض البحر وإما غربة على أرض المهجر، اضف إلى ذلك الفساد والقهر والإستبداد مما أدت كل هذه العوامل وغيرها إلى شاب جامعي تلاه آخر إلى إشعال النار في نفسه تعبيراً عن رفضه التام لما يحدث على الأرض الخضراء والجسد الطاهر المحترق أشعل فتيل نار التمرد في بقية أجزاء الأرض الخضراء .
ثالثاً : بادرت باريس واشنطن ولندن وبرلين والإتحاد الأوروبي إلى الوقوف بجوار الشعب التونسي ؛ وهو الشعب الذي يقطن القارة السمراء ومن دول العالم الثالث ، ودول الجوار والجامعة العربية تراقب الأحداث عن كثب ، فقط تراقب .. كأن عروبة الجوار وشعب واحد من الخليج إلى المحيط وضعت على رف النسيان.
رابعاً : تحركات خجولة في الشارع العربي تكاد لا تذكر يعلن عنها بحذر شديد فبين فرحة نجاح المحاولة وبين الرغبة في التغيير تقف عشرات أمام مبنى السفارة التونسية تقول في ضمائرها :" ليت !!!".
خامساً : قوات الشرطة ورجال الأمن الأصل فيهم أنهم من أبناء نفس الوطن وليسوا قوات مرتزقة من شتات الأرض ، الغريب أنهم يحمون النظام من الشعب ، والغريب هذه الصورة المرئية في العديد من المواطن لحظة معاملة الشرطي ورجل الأمن المواطن العادي أو المعارض !! .
فثمن الحرية والتعبير عن الرأي والحياة الكريمة على أرض الوطن غال جداً تنفق في سبيله الأرواح .
سادساً : المحافظة على مكتسبات الشعب تحتاج لعيون ساهرة .
سابعاً : ما حدث على أرض تونس الخضراء هل يعيد الأمل المفقود عند بقية الشعوب ... وينبه رجال النظام ـ والمنتفعين من وجوده ـ على درجة الغليان في صدر المواطن العادي .

صباح اليوم الأول على رحيل زين العابدين بن عليّ