وهذه الروح هى عنصر القوة الجديدة التى فرضت نفسها على الأرض وهى روح لن يعيها إلا من عايشها أما أولئك الذين هم فى مكاتبهم أو قد بلغت بهم الشيخوخة- العقلية- مبلغها فلن يعوها أبدا.
القوى الثلاثة وانتهاز الفرص
هناك لأول مرة فى مصر مذ سنين كثيرة ثلاث قوى لا يمكن تجاهلها والأمر جد خطير لا مكان فيه للهزل وهى على الترتيب من حيث القوة وما تبعثه من قلق :
أما قوى الجماهير فقد سرت فيها روح جديدة لم نعهدها من قبل هذه الروح هى سر القوة لكنها تحتاج إلى ترشيد ووعى ويحتاج شبابنا إلى إدراك الأمور على حقيقتها يحتاجون إلى إدراك أن الغرب ممثلا فى أدواته من رجال السلطة ورموز الفساد مصرون على تسمية رئيس لمصر يضمن أمن الكيان الصهيونى مهما كان الثمن دون إدراك حقيقى لقوة تلك الجماهير الثائرة لكنهم متخوفون وفيما نما من تسريبات عن هلع الكيان الصهيونى ما يؤكد ذلك.
وأما قوة الجيش والسلطة ففيها تنازع واختلاف يحيط به الغموض لكنه فى كثير من جوانبه يرتبط بتحالف قوى مع الغرب إلا أنه ربما يدرك الحجم الحقيقى لقوة الجماهير فهو بمثابة همزة وصل بين الجماهير الثائرة وبين الغرب المتربص ويدرك الجميع إن انحياز الجيش ( يفرق ها هنا بين الجيش والسلطة وإن كان ثمة علاقات تجمعهما) لأى طرف سوف يحسم المعادلة... ربما ما تزال السلطة لا تعترف بما يسمى شعوب وجماهير بحكم النشأة والتكوين الدكتاتوري وطول مدة البقاء لكنها حتما تدرك أن الأيام القادمة ليست لها وأنها على شفا انهيار لكنها تلملم نفسها خوفا من المحاسبة والعقاب عبر صفقة ما تمهيدا لتسمية رئيس جديد يضمن أمن الكيان الصهيونى...وفى تقديرى أن الجيش مع السلطة لكنه حتى الآن ليس ضد الجماهير وإن كانت ثمة مواقف تضطرنا إلى التنبؤ بأن ربما كانت قوة الجيش هى آخر ورقة فى يد النظام والغرب معا...وبحسابات المنطق فإن الروح الجديدة التى تملكت المصريين سوف تتنصر على ما عداها من قوى.
أما القوة الثالثة وتحديدا عنوانها القميء الكيان الصهيونى فهى ما تزال اللاعب الأكثر قدرة وقذارة عبر الإعلام ورجالها فى الداخل والغرب الضاغط لكنها ربما لحسابات ما لا تريد أن تظهر بصورة فجة فى المشهد وإن كانت تسريبات ما متعمدة قد حرقت بعض رجالهم فى المنطقة كتسريب ثروة مبارك وبعض الوثائق عن نائبه الذى يبدو أنه أشد إخلاصا لمبارك من مصر وشبابها ومستقبلها ويبدو وكأنه تابع لا مسئول.
أسباب الغلبة الممكنة
يصعب أن نخرج من هذا المشهد بنتائج صفرية لا سيما وأن الداخل ليس متماسكا بالدرجة الكافية فإن تواتر القهر مذ قرون خلت لا يخلق أناسا فى مجموعهم يمكنهم التضحية فى ثوبها المثالى ... على كل حال فى تقد يرى أن الغلبة ستكون للشعب المصرى الثائر لا لأن قوة الآخرين ضعيفة ولا لأن المؤامرات لوأد هذه الثورة ستخفت لكن لأن الروح الجديدة التى تتبدى معالمها فى التحرير/ وفى كل ميادين التحرير فى بقية البلاد والتى أظهرت خصائص كريمة لهذا الشعب لم تتح الظروف أن نشهدها من قبل قد زادت المصريين قوة وزادت تلك الروح اشتعالا وزادت تلك النفوس إصرارا وقوة وتحديا كما السيل لا يمكن لأى قوة أن تصمد فى وجهه لكننا نؤكد على أسباب الغلبة(الوعى+ الإرادة+ التضحية+ الصبر) وضرورة تحصيلها كما نؤكد على ضرورة الوعى بالموقف فما كانت الثورة من أجل خبز دون كرامة واستقلال حقيقى قد تأخر عن مصر كثيرا فمصر جديرة برئيس عاقل ووطنى وحكيم وقادر وهى أربع خصائص لم نشهدها فى السلطة الحالية.