بقلم كانيا دالميدا/
- أكد الباحث الأمريكي و"الأب الروحي" لحركة الإشتراكية الإيكولوجية، جول كوفل، أن غاية "عالم آخر ممكن" التي تتطلع إليها كافة شعوب الأرض، قابلة للتحقيق وإسمها "الإشتراكية الإيكولوجية".
وإستعرض هذا القيادي البارز في المنتدي الإجتماعي العالمي منذ تأسيسه في عام 2003، في حديثه مع وكالة انتر بريس سيرفس، مسار دورة المنتدي الإجتماعي العالمي في داكار (6-11 فبراير) ومستقبل هذه الحركة العالمية، التي أكد علي حتمية وقوفها بحزم في وجه أخطار الرأسمالية العالمية.
وشرح كوفيل، الذي شارك في تحرير البيان الإشتراكي الإيكولوجي Ecosocialist Manifesto الذي يعرض تفاصيل بدائل مسار التدمير البشري للبيئة، أن مفهوم الإشتراكية الإيكولوجية هو بطبيعته "عالمي وليس دولي"، لذلك فيعتبر المنتدى الاجتماعي العالمي المكان المثالي لمناقشة مبادئه الأساسية.
وأضاف أنه تم عرض البيان علي دورة المنتدي في نيروبي في عام 2007، وتولي المئات من الناشطين والمواطنين مناقشته ومراجعته منذ ذلك الحين. وقال أن مفهوم الإشتراكية الإيكولوجية ينمو بشكل رائع في العالم الثالث، لكن "العالم الرابع"، عالم شعوب الأرض الأصلية عديمة الجنسية، هو من يقف حقا في طليعة هذه القضية العالمية.
"شعوب العالم الرابع تعيش وسط علاقات جماعية، وهي الضحية المباشرة لشركات نفط وتعدين مفترسة تتوغل في قلب الأرض وتدمر المجتمعات التي هي جزء من التربة. ولذا فقد لجأنا إلي مواقع فريدة من نوعها لعقد المنتدى الاجتماعي العالمي وتعميم أفكار الإشتراكية الإيكولوجية".
وعلي سؤال عن مدي معالجة المنتدي الإجتماعي العالمي للأزمة البيئية القائمة، أجاب كوفل لوكالة انتر بريس سيرفس أن "المنتدى يميل إلى التركيز على مجالات محددة في إطار قضية التخريب الأيكولوجي وتدمير البيئة". وأورد أمثلة البذور المعدلة وراثيا تحمض المحيطات وإزالة الغابات.
وشرح أن معالجة هذه القضايا ضرورية بالتأكيد، "لكنها ليست كافية للتعامل مع حجم الأزمة، وهو الذي يتطلب تشخيصا أوسع بكثير للأسباب الكامنة ورائها".
وبرر كوفيل ما أسماه "قلة الدقة النظرية في المنتدى الاجتماعي العالمي بخصوص الأزمة البيئية ككل"، وذلك لأسباب عديدة من بينها "رعب الأهالي من الأزمة الجارية، وتعدد دوافع مكافحتها، وإنتشار المشاكل، وتنوع القضايا الأصلية في المجتمعات المتناثرة، بحيث لا يعد أي أحد قادر علي أن يقرر ما هي الحدود بين أزمة واخرى".
وعلي سؤال لوكالة انتر بريس سيرفس عن ما يمكن للمنتدى الاجتماعي العالمي أن يفعله، بشكل مختلف، للمضي قدما علي طريق حل الأزمة، قال الباحث الأمريكي "توجد حاليا مشكلة تعريف. كل أزمة في النظام الإيكولوجي لها واقعها المحدد والملموس، مثل كارثة بوبال في الهند مثلا. وبالتالي فيتعلق الأمر بمعالجة مجموع الأزمات المختلفة والمتزايدة بسرعة كبيرة، وعندئذ يمكن تناول حقيقة الأزمات البيئية".
وبإيجاز، "إذا أردنا البحث عن سبب الأزمات المختلفة مجتمعة، فسيكون علينا أن ننظر إليها ككل، وأن نبحث عن ما هو مشترك بينها. كل مشكلة لها ما يسببها لكنها تكاد ترتبط جميعها بالتوسع الرأسمالي، فغالبا ما تقود الأسباب الكامنة وراء الأزمات إلي باب مصرف ما أو قوة امبريالية ما".
وبسؤاله عن التقدم الذي حققه المنتدى الاجتماعي العالمي منذ مشاركته فيه لاول مرة في عام 2003، شرح الباحث جويل كوفل لوكالة انتر بريس سيرفس "لسوء الحظ، يميل المنتدي للدوران حول عجلاته، وذلك جراء القيود التي يواجهها نتيجة لترديده شعار "عالم آخر ممكن" مرارا وتكرارا، ولكن من دون تحديد معالم مثل هذا العالم الآخر الممكن".
وإختتم قائلا أنه "مع ذلك، الواقع هو أن المنتدى الاجتماعي العالمي هو المكان الوحيد الذي يمكن فيه التعبير عن واقع جديد".
"من حيث المنطق، يجب أن نقول أن هذا "العالم الآخر" هو عالم الإشتراكية البيئية. ولكن نظرا لطبيعة المنظمات غير الحكومية وتخصصها في أزمات معينة وتركيزها عليها، فلم يحدد المنتدي بما فيه الكفاية سبب الأزمة بأنه الرأسمالية. علي المنتدي أن يشخص العدو أولا، ثم يرد عليه".
ips