آخر الأخبار

أحداث ليبيا: التضليل الاعلامي للجزيرة والمكاسب الاقليمية للسودان .

من منطلق أن الولايات المتحدة تخسر "حرب المعلومات" في العالم. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية إن الجزيرة أصبحت الرائد في تغيير عقول الشعوب ومواقفها.

لقد إستطاعت قناة الجزيرة التمكن من توفير الزخم الاعلامي الذي تخطى دور المشاهدة الي المشاركة في صنع الاحداث ، ففي الحالتين التونسية والمصرية لعبت قناة الجزيرة الدور المحوري في توجيه وصناعة الحدث، وتخطت الدور التقليدي للقنوات العربية وبل العالمية، فعندما قطعت الانترنت والاتصالات كان الثوار يتلقون الاوامر بالمشاركة في التظاهرات والفعاليات من قناة الجزيرة !!

ولكن ، ولأن الجزيرة ليست محايدة ، ولديها ايديولوجيتها الخاصة لم تعطى الثورات التي عمت الساحة العربية نفس الفرصة التي نالتها الثورتين المصرية والتونسية والاحداث في ليبيا. وغضت النظر عما يدور في السودان والسعودية والكويت ، وسلطنة عمان ولم تعطي الثورة اليمنية حقها الكامل.

اما في الحالة الليبية فالقصة مختلفة جداً، فما حدث في ليبيا لايشبه ما يحدث في المناطق الاخرى من الوطن العربي ، ولكن قناة الجزيرة نجحت في خداع العالم وأجهزة الاستخبارات العالمية بتصوريها للحركة المسلحة لتبدو كإنتفاضة شعبية بيضاء، ولكن الواقع يفيد غير ذلك فسقوط قاعدة الفضيل بوعمر في بنغازي والمدن الاخرى في شرق وغرب الجماهيرية تم بإستخدام السلاح من أفراد مدربين وجاهزين تماما ، والمتأمل للعسكريين الذين يتلون في بياناتهم بالانضمام للثورة يلاحظ بانهم مرتبكين ويقرأون من أوراق معدة سلفاً، وذلك لانها تتم تحت التهديد. أن ما يحدث في ليبيا شأن داخلي يخص شعبها ولكن الخداع وتعريض حياة الافارقة والمسلمين للخطر من القرضاوي وقناة الجزيرة غير مقبول على الاطلاق.

ان السودان هو احد الدول التي قد تستفيد من انهيار نظام العقيد معمر القذافي الذي تدخل كثيراً في الشأن السوداني وتلطخت يداه بدم الشعب السوداني لدعمه المباشر للحركات المسلحة التي انطلقت من ليبيا منذ منتصف سبعينات القرن الماضي ولدعمه المباشر للحركة الشعبية لتحرير السودان والحركات المسلحة في دارفور، ان نهاية ذلك النظام على يد الحركة الاسلامية الليبية يعني الكثير المثير لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، ويعني انتهاء التمرد في دارفور ، كذلك يعني ضعف وانهيار تجمع دول الساحل والصحراء وكذلك يعني تراجع الدور الذي يقوم به الاتحاد الافريقي.

ان المعارضة السودانية في تأهبها لثورة الشباب المرتقبة لابد لها من وسائل أكثر حداثة وفعالية، فشبكات التواصل الاجتماعي وحدها ليست كافية، فالنظامين المصري والتونسي لم يسقطهما الفيس بوك والتويتير لوحدهما بل أسقطتهم قناة الجزيرة، فلابد من وجود قناة فضائية تقوم بدور التوجيه لمعنوي وكشف الفساد، فوضاح خنفر الذي يأتي لأخذ الاذن من الرئيس البشير حتى يبث حوار الجزيرة مع الدكتور الترابي غير مستعد للمساعدة في سقوط نظام الانقاذ.

*رئيس تحرير صحيفة المهاجر الاسترالية السودانية
* مدير موقع يارنايل

yarranile@hotmail.com